العدد 13 - الأربعاء 18 سبتمبر 2002م الموافق 11 رجب 1423هـ

العلاقة الهندية - الأميركية في طور النضج

ترتكز الدبلوماسية الأميركية المكوكية في جنوب آسيا على هدفين مشتركين مع حلفائها المهمين. أحدهما انه على رغم تراجع احتمال النزاع العسكري بين الهند وباكستان فإن التوتر يبقى أمرا ذا أولوية في الأهمية. والهدف الثاني الاحتفاظ بتهدئة التوتر لذا يجب أن تستمر الضغوط الدبلوماسية والسياسية على البلدين وخصوصا على الهند حيث وصل ضبط نفسها إلى نهاية الحد المقبول.

وهناك بُعدٌ آخر أيضا للزيارة الأخيرة التي قام بها نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج إلى آسيا في أغسطس/ آب الماضي.

إدارة الوضع المعقد في أفغانستان، والذي يتطلب قدرا معقولا من التعاون بين الهند وأميركا.

كثافة الحملة ضد الارهاب في أفغانستان تراجعت، حتى توقفت الحملة ضد طالبان والقاعدة في المناطق الشمالية الغربية لباكستان. وتحول مركز اهتمام الولايات المتحدة الآن إلى الاعداد للإطاحة بصدام حسين. وعلى رغم أهمية ارتباطات الهند بالولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، فإنها تعارض الحملة العسكرية على العراق، وخصوصا إذا كانت أحادية الجانب بقيادة الولايات المتحدة. أصبح تقييم العلاقات مع الهند وباكستان صعبا للولايات المتحدة بسبب مواقف سياسة «مشرف» وردود فعل الهند تجاهها. وظل مستوى التجاوزات من الجانب الباكستاني لخط المراقبة في تصعيد خطر. بل وزادت خطورة حملة الاغتيالات المنظمة حيث نُفّذت ضد شخصيات سياسية أبدت رغبة في المشاركة في انتخابات سبتمبر/ أيلول. ولم يساعد الجنرال مشرف في كلمته للأمة في يوم استقلال باكستان في تهدئة الأمور بإعلان حكمه ان الانتخابات في جامبو وكشمير ستكون مهزلة. وبينما تستمر الهند في الاستجابة للاقتراحات الأميركية بضبط النفس تجاه باكستان، ستبقى صارمة في عدم استئناف الحوار ما لم يكن هناك دليل على تخلي باكستان عن دعم النشاطات الارهابية. وأشار وزير الخارجية الأميركية كولين باول إلى الطرق التي تخطط بموجبها الولايات المتحدة للتعامل مع مسألة الإبقاء على علاقتها الوثيقة مع باكستان وتعزيز الروابط الإيجابية للعلاقات الهندية - الأميركية. فقد أعلن أثناء زيارته الأخيرة لشبه القارة الهندية عن عناصر السياسة الأميركية، تعتقد الولايات المتحدة ان حكومة باكستان اتخذت خطوات لوقف التسربات الارهابية إلى الهند، ولكن يمكنها فعل المزيد. وهناك قضايا أخرى نتج عنها اختلاف في وجهات النظر بين الهند والولايات المتحدة، على رغم مساندة الهند قرار بوش فيما يتعلق بمشروع الدفاع الصاروخي الوطني، ولكنها لم تكن سعيدة تماما من انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة ضد الصاروخ البلاستيكي. كما للهند تحفظات عن تراجع الولايات المتحدة من معاهدة كيوتو عن إدارة البيئة.

وتتمسك الهند بتحفظات تتعلق برفض الولايات المتحدة في المشاركة في تنفيذ كامل ترتيبات منظمة التجارة الدولية المنتهية في العام 1996 والذي يؤثر على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة. بينما يتوقع حدوث اختلافات في وجهات النظر في قضايا معينة، ويتعامل معها عبر الوسائل الدبلوماسية العادية، إلا ان هناك ادراكا عميقا على المستوى الشعبي بان العلاقات بينهما دخلت مرحلة حرجة إلى حدٍ ما. ويوجد احباط عام وانتقاد متصاعد في الهند عن الولايات المتحدة بأنها لم تكن متعاطفة وداعمة للهند فيما يتعلق بباكستان. وهناك تخوف من انه على الرغم من سعي الهند المستمر نحو علاقة حميمة مع الولايات المتحدة منذ مطلع التسعينات، إلا ان استجابة الأخيرة لم تكن كما تود الهند. وبقدر ما تعني مواصفات نقاش ارميتاج في نيودلهي، فقد أبلغه الهنود باحباطهم من الموقف الأميركي الذي لم يكن صارما تجاه التدخل الباكستاني في جامبو وكشمير. كما سمع منهم ان ضبط النفس يجب ألا يستخف به إذا أفسد العنف المدعوم باكستانيا العملية السياسية في جامبو وكشمير. وفي رده على ذلك، دافع ارميتاج بقوة ان «مشرّف» تعهد بتنفيذ وعوده للولايات المتحدة بالتخلي عن دعم النشاطات الارهابية وثانيا انه سيحث مشرّف مرة أخرى بالاسراع في الوفاء بتعهداته

العدد 13 - الأربعاء 18 سبتمبر 2002م الموافق 11 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً