العدد 29 - الجمعة 04 أكتوبر 2002م الموافق 27 رجب 1423هـ

النقود المزيفة

قبل أكثر من سبعين سنة وتحديدا في سنة 1931م سادت البحرين حال من الانزعاج والقلق إثر اكتشاف كميات من النقود المعدنية المزيفة والتي لم تظهر في أسواق البحرين قبل ذلك وقدرت بحوالي 5 في المئة من إجمالي العملة المتداولة، وقد رفض المصرف الوحيد في البحرين وقتها والذي افتتح قبل أكثر من 10 سنوات في 1920م وهو البنك الشرقي «ستاندرد تشارترد بنك حاليا» التعامل بتلك النقود على رغم إصرار حامليها على أن «رنينها هو رنين العملة الأصلية نفسه».

كان «رنين العملة» الوسيلة الوحيدة لدى الأهالي للتمييز بين العملتين الأصلية والمزيفة آنذاك، إلا أن المصرف كان يتخذ من المظهر الخارجي حجة لرفض النقود المزيفة، ولعلاج المشكلة عقد اجتماع بين مجلسي بلدية المنامة (تأسست في 1919م) وبلدية المحرق (تأسست 1927م) وقدّمت عدة اقتراحات، منها إجبار المصرف على قبول كل العملات عدا التي لها صوت يثبت أنها مغشوشة، أو فرض ضريبة على النقود الواردة إلى البلاد وتخصص لشراء النقود المزيفة، أو طرح العملة الورقية الهندية، أو إصدار العملة الوطنية إلى البحرين من الأوراق فئة الروبية الواحدة.

غير أن كل تلك الاقتراحات لم تجد طريقها لحيز التنفيذ، والسبب الغالب في ظهور كميات من النقود المزيفة في تلك الفترة هو كساد الاقتصاد العالمي في سنة 1929م وما نتج عنه من انهيار الأسواق العالمية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والهند وهي أسواق جيدة مع بلدان الخليج التي تصدر إليها اللؤلؤ، ما سبب خسارة كبيرة في أسواق اللؤلؤ بين الخليج (ومنها البحرين) والهند واوروبا ما أثر على الاوراق المحلية فلجأت العصابات إلى تزييف العملات ومنها النقود التي ظهرت في البحرين. وعلى رغم تطور عملية إصدار العملات الورقية مع تقدم العلوم والتكنولوجيا مازالت النقود وعلى مستوى العالم عرضة للتزييف..


ملاعب وساحات زمان

بعد أكثر من 10 سنوات على تأسيس بلدية المنامة (1919) وفي غياب الكثير من الدوائر الحكومية الحديثة، كثرت أعمال ومجالات اختصاص البلدية، حتى طالت أعمالها موضوع تخطيط وتنظيم ساحات لعب كرة القدم، ففي يوم السبت 8 ربيع الأول من سنة 1349هـ الموافق 2 أغسطس/آب 1930م صدر إعلان عن دائرة بلدية المنامة تحت رقم 6 /1349 ( أي الإعلان رقم 6 لسنة 1349هـ حيث كانت البحرين تعتمد التقويم الهجري في معاملاتها الرسمية)، وكان نص الإعلان كالآتي:

«نعلن لعموم لجن (كذا والأصح لجان) اللعب بلكره (كذا والأصح بالكرة) القديمة في أن لا يجوز تخطيط مساحات اللعب إلا على نظر البلدية فلهذا يلزم أخذ نظرها في نظام الساحات المذكورة مع تخطيطها. فعلى رئيس كل لجنة من هذه الألعاب أن يطلب من إدارة البلدية نظام مساحة اللعب بداية من تاريخ صدور هذا الاعلان ليكون معلوم (كذا والأصح ليكن معلوما). حرر في 8 ربيع الأول 1349».

وعلى رغم صغر مساحة الإعلان وبساطته من حيث المفردات والتعبير والإملاء، إلا أنه يدل على الاهتمام الكبير الذي كانت توليه البلدية إلى الناحية التنظيمية والجمالية في البلاد، حتى في مجال تخطيط ساحات لعب كرة القدم، على رغم أن كرة القدم لم يبدأ انتشارها في البحرين إلا قبل سنتين من تاريخ نشر هذا الإعلان حيث تأسست أول فرقة بحرينية لكرة القدم في سنة 1928م، غير أن البلدية أرادتها ومن البداية، ساحة لعب منظمة وقانونية، كما أن إصدار مثل هذا الإعلان يعكس المتابعة الدقيقة للأمور والموضوعات ذات الصلة بالمجتمع والعمل البلدي في ذلك الوقت.


المنامة المضيئة

قبل أكثر من 70 عاما وتحديدا في 11 مايو/ آيار 1930م كان بيت مستشار حكومة البحرين مكانا لالتقاء كبار أفراد العائلة الحاكمة وكبار موظفي الحكومة ورجال الدولة البريطانية، فاليوم هو الموعد الذي ضرب لاقامة حفل افتتاح محطة الكهرباء الاولى في إمارات الخليج العربي، وكان تجمّعهم في بيت المستشار له ما يبرره، فالمحطة الجديدة المزمع افتتاحها تقع في رأس الرمان على مسافة قصيرة من بيت المستشار الواقع في شرق المنامة.

حين وصل نائب حكومة البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة صافح الجميع وسلم له مفتاح فضي صنع في الهند وكتبت عليه عبارة مناسبة ذات علاقة بالحدث وتاريخه، ثم افتتح مبنى المحطة وبعدها ألقى خطاب الافتتاح باللغة العربية نيابة عن المهندس جوردون.

بعدها توجه راعي الحفل نائب حكومة البحرين الى احدى آلات المحطة ووقف على المنصة المحيطة بتلك الآلة وادار العجلة فتم ايصال التيار الكهربائي حيث عم الضوء ارجاء المحطة ومنها الى مصابيح بعض شوارع المنامة وعدد من دكاكينها ليعلن بذلك افتتاح الكهرباء ولأول مرة في عواصم شبه الجزيرة العربية (عدا الحجاز).

رست مناقصة مشروع انشاء محطة توليد الكهرباء في رأس الرمان بالمنامة على شركة كلدرز كيبل للانشاء بكلفة 20607 جنيه استرليني، وكانت غالبية معدات وماكينات هذه المحطة قد وصلت مع حلول شهر ديسمبر/ كانون الاول 1929م وكان الافتتاح الرسمي لها في 11 مايو 1930م على رغم ان المستشار لم ينس نفسه، فقد وصلته الكهرباء قبل الافتتاح الرسمي وذلك يوم الاثنين 7 أبريل/ نيسان 1930م، وبعد افتتاح محطة الكهرباء بالمنامة تم ايصال التيار الكهربائي منها الى جزيرة المحرق بعد عام ونصف العام تقريبا

العدد 29 - الجمعة 04 أكتوبر 2002م الموافق 27 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً