أكد وزير الدولة محمد حسن كمال الدين أنه لا يوجد أي تكتم على مشروع «موسوعة البحرين التاريخية» الذي نشرت عنه «الوسط» يوم الاثنين الماضي، وإنما كان سبب عدم نشر المعلومات عن المشروع هو حرص القائمين عليه على عدم «المباهاة» في وسائل الإعلام بالعمل الذي يقومون به على اعتبار أنه «عمل وطني قومي».
وكانت «الوسط» قد ذكرت في خبرها السابق أن وزارة الدولة تعد لمشروع إعداد أول مؤلف تاريخي شامل يتضمن تأريخ البحرين منذ عصور ما قبل التاريخ وصولا إلى التاريخ الحديث بشكل موضوعي علمي ومحايد.
وأضاف كمال الدين أنه لم يكن على علم بمساعي «الوسط» للحصول على معلومات بشأن الموسوعة، إذ أنه لم يكن ليحجب معلومات كهذه عنها.
كما أكد أن المشروع بدأ بتكليف شخصي من رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي اعتبره رائد الفكرة ومحركها الأساسي. وقد بدأ المشروع منذ ستة شهور اذ تم تشكيل فريق عمل خاص على أعلى مستوى من الثقافة والمعرفة في المحاور التي يشتمل عليها المشروع كافة، وتم اختيار معظم المؤلفين من أساتذة الجامعة المتخصصين ذوي الخبرات التاريخية المميزة. وقد بدأ فريق العمل نشاطه منذ 4 أشهر فقط أنجز فيها مجلدين من مجلدات الموسوعة.
وأضاف كمال الدين أنه بدأ العمل شخصيا على فهرس الموسوعة الذي استغرق منه شهرين كاملين. وتضمن الفهرس أبواب الموسوعة والمحاور التي سوف تتناولها، وقد حرص سمو رئيس الوزراء شخصيا على تحري الدقة والموضوعية في الحقائق التاريخية التي ستذكر في الموسوعة.
استعان كمال الدين في كتابة تاريخ البحرين القديم والإسلامي باتحاد المؤرخين العرب في العراق وخصوصا أمين عام الاتحاد محمد جاسم المشهداني- أحد أكبر المؤرخين في العراق-. كما كلف الكثير من اساتذة الجامعات العراقية الذين زودوهم ببحوث ثرية عن تاريخ البحرين الذي يتواجد حوالي 70 في المئة منه في العراق.
أما في موضوعات التاريخ الحديث والمعاصر فقد تم تكليف الكثير من كتاب البحرين لإنجاز هذه الموضوعات وغالبيتهم من الشباب البحريني المتعلم المثقف الواعي، وقد حرص في اختيارهم على أن يكونوا جميعا من محبي التاريخ، ومن المتحمسين لهذه الأرض ومن عليها.
وأكد على أن فريق العمل وصل إلى 7 مؤلفين، يرأسهم مدير إدارة المكتبات منصور سرحان على أساس خبرته الواسعة في هذا المجال.
ومن المتوقع أن تتكون الموسوعة من 8 إلى 10 مجلدات، تم الانتهاء من اثنين منها في 4 أشهر فقط، كما أن المجلد الواحد تتراوح صفحاته بين 450 إلى 500 صفحة. وقد تمنى كمال الدين أن تصبح الموسوعة مرجعا توثيقيا للدارسين والباحثين وكل من يطلب معلومات عن البحرين.
وهناك إمكانية أن تعدل الموسوعة في المستقبل وتضاف عليها معلومات أخرى من المؤرخين الجدد.
وأضاف كمال الدين أن البعض توقعوا أن ينتهي هذا العمل الضخم بعد 5 سنوات، غير أنه يتوقع أن ينتهي العمل منه بعد سنتين على الأكثر إذا ساروا بنفس المجهود الاستثنائي. إذ أن فريق العمل يعمل 3 أيام في الأسبوع من الخامسة حتى التاسعة مساء. ويتوقع مع نهاية العام 2003 أو بداية العام 2004 أن يتم الانتهاء من الموسوعة بأكملها.
وقد بدأ العمل في المجلد الثالث حاليا. كما أنهم حرصوا على توحيد الأسلوب المنهجي المتبع بحيث لا يكون هناك تنافر في الصوغ.
كما يتوقع أن يقدّم المجلدان الجاهزان لأحد المخرجين البحرينيين الذي تم اختياره بالفعل مع نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بعد عرضه على سمو رئيس الوزراء.
وأكد كمال الدين في النهاية أن المشروع يحظى بدعم واهتمام مباشر من القيادة السامية، ومتابعة مستمرة من وزير شئون مجلس الوزراء محمد المطوع الذي اهتم شخصيا بالموضوع
العدد 31 - الأحد 06 أكتوبر 2002م الموافق 29 رجب 1423هـ