العدد 35 - الخميس 10 أكتوبر 2002م الموافق 03 شعبان 1423هـ

المجتمع البحريني... هموم وقضايا

ما أحوجنا إلى ثقافة زوجية نفسية، تربوية، اجتماعية اسلامية نحقق من خلالها التوافق الزوجي، والمحبة الأسرية التي تبحث عن هدوء النفس، وسكون الحب بين علاقات الأسرة. وعلى رغم ان القرآن وصف الزواج «سكنا» إلا انه ما زالت تعتري الكثير من العلاقات الزوجية المشكلات والتصدعات... بيوت انهارت وأخرى قامت على أنقاض أخرى وعلاقات تبدأ حبا وهياما، وتنتهي إلى تصادمات أمام القاضي وفي المحاكم... تبدأ بعض العلاقات الزوجية وردية تلفّها عواطف ملؤها الحب والحنان...، وتستحيل مع الأيام إلى عداوة وبغضاء، أو إلى لغم أسري سرعان ما ينفجر بطلاق يحول الأسرة إلى أشلاء مبعثرة من العلاقة عادة ما يكون ضحيتها الأبناء. فهم الضحية الأولى في تصدع الأسرة وما ينتابها من هزات طارئة، أو عواصف هائجة.

من المسئول عن اطلاق الرصاص على الأسرة؟ ومن هو اللاعب الأول الذي لعب بالنار؟ كيف انهارت أسر بعد وقوفها سنينا طويلة من الصمود أمام كل ما هو طارئ ومفاجئ؟ من هو المسئول؟ ومن هو وراء أول صدع في جدار العلاقة بين الزوجين؟. هل هو الزوج أم الزوجة؟ هل للمجتمع مدخلية في تأزيم بعض العلاقات الأسرية؟ وهل صحيح ان بعض العلاقات التي كانت توصف «بالمعقدة» كان بالإمكان حلها بسهولة؟ أين يكمن الخطأ في فشل العلاقة؟ وكيف لأبناء أذكياء أن يفشلوا في دراستهم؟

هل للفقر دور في انهيار العلاقة؟ وهل التربية الخاطئة للأطفال تؤدي إلى إلقائهم في مستنقعات الفشل الاجتماعي والتربوي والعملي أيضا؟

وهل الدلال المفرط، والحرمان الكامل للطفل وجهان لعملة واحدة؟ وهل صحيح أن مفردات الحب والعاطفة تجاه الزوجة أصبحت غائبة من قاموس كثير من الأزواج الخليجيين وحتى بعض البحرينيين منهم؟ على رغم علمهم أن رسول الله «ص» كان يقول: «إن قول الرجل إلى زوجته اني احبك لا يمحو من قلبها حتى تدفن في قبرها».

في قراءتنا للمجتمع البحريني الصغير نلحظ كثيرا من الأخطاء الأسرية - نتيجة لابتعادنا عن القيم الإسلامية - التي بدأت تأخذ منحى خطيرا على رغم امكان تدارك الكثير منها. في هذه العجالة وعبر هذا المنبر الأسري نحاول أن نسلط الضوء على بعض المشكلات الأسرية وكيفية حلها من منظار اسلامي معتمدا أيضا في ذلك على ارشادات بعض الأطروحات السيكلوجية في علاجها لبعض الحالات بطريقة مبسطة نهدف من خلالها إلى الحد من بعض هذه المشكلات، معتمدين في ذلك على الرؤية الاسلامية وعلى احاديث رسول الله «ص». سوف نتكلم عن ملامح المرأة المثالية، وملامح المرأة النكدية، والزوج الدكتاتوري. وعن قضايا حساسة «علاج الخيانة الزوجية»، «آثار غياب العاطفة بين الزوجين»، «كيف نكسر الروتين اليومي في العلاقة؟» «العنف الأسري وأثره على سلوكيات الطفل» مستعينين في ذلك بالإرشادات العلمية ايضا.

وسنتكلم أيضا عن بعض المظاهر السلوكية الخاطئة لدى بعض الأزواج أو الزوجات من تحول - مثلا - بعضهن إلى صحافة يومية في بث اسرار الأسرة خارج حرم المنزل، أو انشغال المرأة ببعض شئونها الخاصة التي تكون على حساب الأسرة.

أو أخطاء بعض الرجال من اهمال المرأة أو الأبناء نتيجة الغياب الطويل وما إلى ذلك.

على رغم كل ما يقال فإننا نؤمن بالمقولة الأدبية الجميلة «بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة»... فكيف اذا كانت هناك أكثر من شمعة تمثل القيمة الإيجابية سواء كانت في الزوجة أو الزوج أو الأبناء العصافير الذي بوجودهم ورعايتهم تتحول الأسرة إلى حديقة غنّاء على أغصانها تغرد هذه الطيور اذا أمنت شرور الصيادين ووجدت العش الدافئ بالحب والحنان

العدد 35 - الخميس 10 أكتوبر 2002م الموافق 03 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً