بسبب السيطرة الرسمية على الجهاز الإعلامي في البحرين والتهميش الإعلامي لقطاعات واسعة من الشعب، لم يجد الناس متنفسا لهم ليعبروا عن آرائهم إلا فضاء الانترنت، إذ تحول البث المباشر على الانترنت من حاجة إعلامية إلى مظهر حضاري يدل على رقي هذا الشعب ووعيه، فمن محاولة صغيره للاتصال عبر الانترنت قام بها حسين يوسف إلى حبيب يعقوب قبل عامين ونصف تقريبا تطور البث المباشر ليحطم حاجز الخمسة آلاف مشاهد على الانترنت في ليلة واحدة وذلك في الندوة الجماهيرية التي أقامتها الجمعيات السياسية المقاطعة للانتخابات النيابية مساء 22 أكتوبر/ تشرين الاول من العام الجاري، كما تم تسجيل رقم قياسي آخر في المواسم الثقافية إذ بلغ العدد ذروته في «منتدى الوحدة الإسلامي» الذي أقيم في مسجد الفاتح وتلته خطب الجمعة مباشرة وتم تسجيل 12000 مشاهد.

ففي بادئ الأمر كانت مجموعة البث المباشر التابعة إلى مدرسة الزهراء لتدريس القرآن الكريم (قرآن نت) تعتمد على أسلوب تعارفوا على تسميته بتقنية العصر الحجري للبث المباشر، فقد كانت عملية البث تعتمد على نظام مشابه لعمل محطات تقوية البث التلفزيوني، إذ كانت مجموعة العمل تقسم إلى قسمين والقسم الأول يعمل في موقع الحدث أو الفعالية، ويقوم بتحويل التسجيل التناظري (Analog) للفعالية إلى تسجيل رقمي ومن ثم يتم إرساله عبر شبكة الانترنت بواسطة خط انترنت بسعة 48bps، إلا أن سعة الخط كانت عائقا أمام توسيع عدد المشاهدين، إذ لم يكن المجال مفتوحا إلا لاستقبال ما مجموعه 10 مشاهدين مع كل خط للإنترنت فقط، مع ضمان بث جيد لكل مشاهد ولهذا تم توسيع العمل وإنشاء أسطول من المتعاونين موزعين في جميع أنحاء البحرين، يقوم هؤلاء المتعاونون بالعمل كمحطات لتقوية البث، فيقومون بتسلم البث المباشر من الجهاز الموجود في موقع الفعالية، ومن ثم تتم إعادة إرسال البث إلى المشاهدين من هذه المحطات، وقد تم تطوير برنامج بلغة PHP لتسهيل عملية اتصال المتعاونين بالجهاز الرئيسي، كما تم تطوير البرنامج ليقوم بتوزيع المشاهدين على المتعاونين بحيث يكون الضغط متساويا عند كل متعاون بغرض ضمان أفضل استقبال لدى المشاهدين.

إلا أن عقبات كبيرة قد واجهت هذه العملية، منها أن عدد المشاهدين لا يمكن أن يتجاوز العشرين لكل متعاون، ولهذا يظل عدد المشاهدين محدودا بعدد المتعاونين، فكان اكبر عدد من المتابعين للبث المباشر بهذه التقنية هو 300 بوجود 10 متعاونين، أي بنسبة ثلاثين مشاهد لكل متعاون، مما أدى إلى تقطع البث عند المشاهدين، الأمر الذي ابرز الحاجة إلى إدخال تقنيات جديدة تضمن تسهيل عملية البث من جهة، وتوسيع إمكانات شبكة القرآن الكريم على استقبال المشاهدين من جهة أخرى، فتم الاستعاضة عن المتعاونين بجهاز خادم واحد خارج البحرين، تم الاتصال به بواسطة خط انترنت بسعة 48 kbps، ثم يتم إعادة البث من جهاز الخادم ليستوعب 9000 آلاف مشاهد صوت وصورة، وإذا كان البث صوتيا فقط فإن الموقع يستوعب 17000 مشاهد، الأمر الذي يتفوق تقنيا على قناة الجزيرة. وبحسب القائمين على البث المباشر فإن العقبة الوحيدة التي تعوق العمل تكمن في سرعة الخط التي يتم بها تحميل البيانات من موقع الحدث إلى جهاز الخادم، والتي تعتبر عنق الزجاجة التي يتمنون حلها، فالحد الأدنى المطلوب للبث المباشر هو 1 MB، كما قدمت المجموعة تقنيات جديدة تتضمن البث مع الترجمة الفورية إلى اللغة الإنجليزية، وذلك في الندوة التي ألقاها د.منصور الجمري في السنابس.

كما أن المجموعة وضعت معايير للفعاليات والندوات التي تقوم بتغطيتها، وتشترط أن تبدأ الفعالية بالقرآن الكريم، وألا يخل محتوى الفعالية بمفاهيم القرآن الكريم، مع مرونة في مراعاة ظرف ووقت كل فعالية، كما تتضمن الشروط أن يتم تقديم الطلب من خلال موقع شبكة القرآن الكريم وأن يكون ذلك قبل فترة كافية من تاريخ الفعالية رغبة في تنظيم العمل. كما يشجع القائمون على العمل ضم كوادر جديدة لتغطية اكبر عدد من الفعاليات