العدد 56 - الخميس 31 أكتوبر 2002م الموافق 24 شعبان 1423هـ

تبهر العيون ببراعة صانعيها

أواني ساندويتش الزجاجية

الزيارة لمتحف ساندويتش للزجاج تترك لدى الزائر انطباعا بانه يسير عبر مهرجانات وهج زجاجي: كلما درت يمنيا ويسارا تطالعك صفوف جديدة من الالوان القرمزية والزمردية فيما يرقص الزجاج الكوبالتي (الرمادي) تحت الاضواء.

المتحف، بما فيه مجموعات مبهرة من الزجاجيات المنفوخة والمقولبة والمضغوطة، تبهر أبصار تجار وجامعي الانتيكا مثلما تبهر عشاق التاريخ الذين يستطيعون ان يشجعوا فضولهم واهتمام بالتراث الصناعي لبلدة ساندويتش.

والامر الذي اشتهر به حرفيو ساندويتش بتحويلهم الرمل إلى زجاج هو أن المعامل هنا غيرت صناعة الزجاج بإنتاج الاواني الزجاجية المرغوبة جدا بكميات كبيرة وأسعار رخيصة لتلبية الطلب في سوق الطبقة الاميركية الوسطى الجائعة إلى مثل هذه السلع، والتي لم تكن قادرة على شراء الزجاج المستورد من اوروبا.

إلا أن ساندويتش كانت معروفة بأكثر من صنع ضرورات المائدة بالنسبة إلى الاميركيين حديثي العهد بالثروة. فرفوف المعرض وخزائن العرض فيه مليئة بمزهريات الامثيست المتلألئة والأواني الزجاجية التي تحمل نقوشا محفورة بدقة وأثقال الورق التي تحمل في وسطها زهورا زجاجية نحيفة وموادا «مزاجية» كعكازات المشي.

وتقول عميدة المتحف نيزكا فايفر الواقعة وسط غرفة مليئة بالمصابيح والأواني الزجاجية، ان «المدى الكبير لما انتجه هؤلاء الحرفيون يتعدى الشمعدانات، فهناك أوان تحمل نقوشا تمثل حشرات وجيادا وأشخاصا.

وكانت معامل الزجاج منتشرة في جميع أرجاء المنطقة الشمالية الشرقية للولايات المتحدة، من ولاية ماين إلى ولاية بنسلفانيا، عندما اشترى جارفيس مستنقعة بثمن بخس في العام 1825. وقد اختار هذه الأرض المغمورة بالمياه لثمنها الزهيد وقربها من مدينة بوسطن، فضلا عن توافر الحطب لاستعماله كوقود للافران.

والمفارقة ان صناعة الزجاج ازدهرت في المنطقة ليس بفضل رمال شواطئ كيب كود القريبة، فرمل هذه الشواطئ كان يحتوي على الكثير من الأوكسيدات، بل أنه كان يجلب الرمل من نيوجرسي وبركشير.

وكان جارفيس خبيرا في فن التسويق، اذ تقول فايفز إنه افتتح معمله في الرابع من تموز سنة 1852 وربط حظوظ معمله بألوان العلم الاميركي - الأحمر والأزرق والأبيض - التي استعملها كثيرا في مصنوعاته.

في ذورة ازدهاره في منتصف القرن التاسع عشر كانت مشروعات جارفيس تضم 500 عامل من رجال ونساء واطفال يعملون في معاملة التي تسمى «جارفيسفيل». وبمساعدة عدد من الحرفيين المهرة الذين جاء بهم من بريطانيا، كان هؤلاء العمال ينتجون ملايين القطع سنويا».

وانطوت عملية الانتاج على تسخين الرمل حتى 2100 درجة لتحويله إلى زجاج ذائب ثم تبريده إلى 1800 درجة حتى يصبح قابلا للقولبة، وهي عملية تشبه رقصا مصمما خصيصا، اذ كان العمال المتعرقون يتحركون بسرعة لنفخ وقولبة وتجميع القطع الحساسة قبل ان تبرد وتتصلب.

إلا أن جارفيس معروف اكثر في العالم لبراءات اختراعه لكبس (ضغط) الزجاج وفي عملية بدأت في عشرينات القرن الثامن عشر. فقد كان الزجاج الذائب يضغط في قوالب مصصمة بأشكال مختلفة من دون الحاجة إلى النفخ، مما زاد كثيرا من كمية الانتاج وخفض كلفة اليد العاملة

العدد 56 - الخميس 31 أكتوبر 2002م الموافق 24 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً