العدد 72 - السبت 16 نوفمبر 2002م الموافق 11 رمضان 1423هـ

مدرعات إسرائيلية تقتحم الخليل

وقال شهود عيان إن المدرعات اقتحمت المدينة من عدة اتجاهات. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت دبابات تدخل ايضا المدينة التي يعيش فيها نحو 450 مستوطنا بين نحو 30 الف فلسطيني. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن الجيش ينفذ قرارا بالعودة إلى مناطق غادرها الشهر الماضي في إطار انسحاب جزئي من الخليل التي أعاد احتلالها في إطار جهود قمع الانتفاضة التي اندلعت قبل نحو عامين ضد الاحتلال الإسرائيلي.

---------------

«إسرائيل» تدرس وسائل الرد بعد هجوم السبت

الفلسطينيون يحمّلون الحكومة الإسرائيلية مسئولية استمرار أعمال العنف

الأراضي المحتلة - وكالات

انشغلت «اسرائيل» امس بدراسة وسائل الرد على الهجوم الفلسطيني الدامي الذي باتت تشير اليه بتسمية «مجزرة السبت» الذي ادى الى مقتل 12 إسرائيليا في الوقت الذي يترقب فيه الفلسطينيون ردا اسرائيليا على عملية الخليل .

ونقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية عن وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله «آمل ان تقبل الاسرة الدولية كل الاجراءات التي ستقوم بها «اسرائيل» ردا على قتل الابرياء». واضاف «آن الأوان لرفع التحدي وضرب الارهاب».

وأكد مدير مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون، دوف ويسغلاس، للاذاعة ان المهاجمين «استفادوا من تخفيف» الاجراءات الأمنية في الخليل والذي تقرر بمناسبة شهر رمضان «لارتكاب هذا الاعتداء المشين ضد يهود عائدين من صلاة السبت إلى الكنيس».

وتحدثت السلطات الاسرائيلية عن اصابتها بـ «صدمة» من جراء «مجزرة السبت»، وحمل مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نبيل أبو ردينة أمس الحكومة الاسرائيلية مسئولية استمرار أعمال العنف في الاراضي الفلسطينية.

وقتل في الهجوم تسعة من العسكريين وثلاثة مستوطنين ممن يتولون أمن مستوطنة كريات اربع، كما قتل ثلاثة من منفذيه في تبادل اطلاق النار مع الاسرائيليين. وتبنت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين العملية.

وحمل نبيل أبو ردينة الحكومة الاسرائيلية مسئولية استمرار أعمال العنف في الاراضي الفلسطينية وقال ان الطريق الوحيد لانهاء دوامة العنف هو وقف العدوان الاسرائيلي والعودة إلى طاولة المفاوضات من دون شروط.

وأشار أبو ردينة للصحافيين في رام الله إلى «أن على الحكومة الاسرائيلية أن تعلم أنه لن يكون هناك حل أمني أو عسكري ولابد من التوصل إلى حل سياسي من خلال طاولة المفاوضات لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».

ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي وخصوصا اللجنة الرباعية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية الى التحرك العاجل لإجبار الحكومة الاسرائيلية على وقف عدوانها والبحث عن حل سياسي للأزمة.

وفي ردود فعل دولية على الهجوم ، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في بيان «لقد شعرت بالرعب عندما أبلغت مساء امس (الجمعة) نبأ الهجوم على اسرائيليين عائدين من الصلاة».واضاف «لا يمكن ان يكون هناك اي مبرر لهذه الهجمات المتكررة» داعيا السلطة الفلسطينية إلى «القيام بالمزيد لتجنب قيام مجموعات فلسطينية باعتداءات من هذا النوع».

وفي باريس أدان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان «بأشد التعابير حزما» الهجوم «الشنيع» في الخليل. ودعا دو فيلبان «السلطة الفلسطينية الى القيام بكل شيء من أجل منع حصول اعتداءات اخرى» والسلطات الاسرائيلية الى «عدم الاستسلام لتجربة الردود الانتقامية».

كما أدانت روسيا بشدة الهجوم وقالت انه ادى الى زيادة تفاقم جو العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية.

وعلى الصعيد العسكري ، قامت جرافة للجيش الاسرائيلي بتدمير منزل فلسطيني احتمى فيه منفذو هجوم الخليل. واعلن مصدر عسكري ان الجيش اعاد انتشاره في جزء من الاراضي المشمولة بالحكم الذاتي في الخليل اثر تلقيه انذارات بشأن التخطيط لعمليات يقوم بها اسلاميون.

كما اعتقل الجيش في قرية دورا على بعد ثمانية كيلومترات جنوب الخليل فلسطينيين احدهما شقيق عضو في الجهاد تلاحقه اسرائيل.

ومنذ مساء الجمعة اقام الجيش الاسرائيلي حاجزا خارج مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله في الضفة الغربية، وسرت شائعات على الاثر بين سكان المدينة عن بدء حصار جديد.

الا ان الحكومة الامنية المصغرة لم تدع الى اي اجتماع طارىء ولم يتخذ اي قرار بشأن اعادة احتلال قطاعات الحكم الذاتي في المدينة التي انسحب منها الجيش الاسرائيلي قبل شهر.

وقال وزير الأمن الداخلي عوزي لاندو للاذاعة العامة الاسرائيلية «يجب تفكيك السلطة الفلسطينية» ونزع اسلحتها.

واضاف «لا بد من تعزيز الوجود اليهودي في الخليل وتدمير المنازل في المدينة القديمة التي يستخدمها الفلسطينيون منذ سنوات مواقع لاطلاق النار منها». واقترح لاندو وهو من المتشددين داخل حزب الليكود، شق طريق جديدة تسمح للمستوطنين بالتوجه «بامان» الى الحرم الابراهيمي، مشيرا الى ان الجيش الاسرائيلي يجب ان يحتل مجددا تلة ابو سنينة المطلة على حي استيطاني يقيم فيه نحو 500 يهودي وسط 120 ألف فلسطيني.

وانسحب الجيش الاسرائيلي من 80 % من الخليل بموجب اتفاق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، الا انه لايزال يحتفظ بوجود من اجل تأمين الحماية لليهود الموجودين في وسط المدينة.

وقال شهود عيان ان القوات الاسرائيلية أحكمت اغلاق مدينة الخليل بالضفة الغربية وفرضت عليها حظر التجوال أمس السبت عقب مقتل 12 اسرائيليا في هجوم فلسطيني مسلح نفذته حركة الجهاد الاسلامي يوم الجمعة ما اثار قلقا وترقبا شديدين لدى الفلسطينيين.


اجتماعات اللجنة الرباعية في البحر الميت تتابع أعمالها بسرية تامة

عمّان - حسين دعسة

بدأت في منطقة البحر الميت قرب العاصمة الأردنية امس اجتماعات اللجنة الفنية المنبثقة عن اللجنة الرباعية المعنية بايجاد حل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

ويشارك في الاجتماعات التي ستستمر مدة يومين وفود من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والنرويج واليابان وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وكانت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية الأردنية قالت للصحافيين أمس ان اللجنة ستناقش الوثيقة الأميركية المسماة «خريطة الطريق» التي وضعتها واشنطن خطة للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وأكد المصدر ان الحكومة الاردنية ليست طرفا في هذه الاجتماعات بقدرما يحضرها وفدها بصفة مراقب.

مصادر مطلعة في وزارة الخارجية الاردنية اكدت لـ «الوسط» ان الاردن ينسق مع وزارة الخارجية الاميركية لاستقبال مهمة مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الادنى ديفيد ستر فيلد الذي يقوم بزيارة عمّان للمشاركة في اجتماع دولي يعقد في الاردن للمساعدة في تنظيم الانتخابات الفلسطينية المقررة مطلع العام المقبل. وتتزامن هذه الزيارة مع اجتماعات رباعي الوساطة لبحث الاصلاحات الفلسطينية و«خطة الطريق».

ودعا مروان المعشر العرب الى التحضير جيدا للمرحلة المقبلة بجدية وعدم اضاعة الفرصة خلال ثلاثة الأشهر المقبلة من خلال طرح خيار السلام بقوة، مشددا على ضرورة وقف العمليات الانتحارية حتى لا تعطي ذريعة لقدوم حكومة اسرائيلية اكثر يمينية.

وتوقع المعشر ان تعلن «خطة الطريق» تضمينها 90 في المئة من المقترحات العربية. وجدد موقفه الرافض لاستخدام اراضيه لتوجيه ضربة عسكرية الى العراق، مؤكدا ان الولايات المتحدة تتفهم الموقف الاردني.

وكشف المعشر النقاب عن عدم تخوف الاردن من لجوء اسرائيل الى تهجير قسري للفلسطينيين باتجاه الاراضي الاردنية نتيجة ضغط اميركي.


هسترة ساسة وقادة وعسكر إسرائيل بعد عملية الخليل

القدس المحتلة - محمد أبو فياض

أصابت عملية الخليل الفدائية التي تبنتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الجهازين السياسي والعسكري في إسرائيل بحال هستيرية.

وعبرت ردود الفعل الإسرائيلية التي أعقبت العملية عن حالة الضيق والألم التي أحدثتها العملية علاوة على أنها خلقت نوعا من الحرج والتأزم في الموقف الإسرائيلي، وذهب الكثير من السياسيين الإسرائيليين إلى المطالبة المجددة بضرورة إبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

ودللت هذه الردود على حال الهستيريا التي أصابت الجهازين السياسي والعسكري في «إسرائيل» بعد العملية إذ طالب الكثير من المتدينين اليهود بترحيل الفلسطينيين.

ويعكف ساسة وعسكر إسرائيل على محاولة تصوير العملية على أنها عملية ضد مستوطنين عزل واصفة إياها بالمذبحة، وهو ما لا يتحقق لها، فهي طالت الجنود وما دلل على ذلك سقوط قائد الخليل العسكري اليهودي، وان المستوطنين في الخليل كلهم مسلحون ومن أشد التيارات اليهودية اليمينية تطرفا في إسرائيل، وانه قتل في هذه العملية 4 جنود من الجيش الإسرائيلي، وخمسة من أفراد حرس الحدود وثلاثة مستوطنين مسلحين من عناصر الأمن الإسرائيلي

العدد 72 - السبت 16 نوفمبر 2002م الموافق 11 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً