العدد 77 - الخميس 21 نوفمبر 2002م الموافق 16 رمضان 1423هـ

متحف مهم للفن المعاصر

بدأ العمل في مشروع أكبر متحف خاص في فرنسا على بعد خطوات من باريس، فانطلاقا من العام 2006 ستتمكن مؤسسة بينو الهائلة في مساحاتها والعملية في تنظيمها من عرض مجموعة استثنائية من الفن المعاصر. إنه حيز أسطوري يتحول من الصناعة إلى الفن، فعلى الأرض حيث أقيمت مصانع سيارات رينو، في جزيرة سيغان في بولوني بيانكور، منطقة هو دو سين، غرب باريس، سيرتفع متحف جديد ابتداء من العام 2006 ليضاهي مركز جورج بومبيدو من حيث المساحة. وسيتم الاحتفاظ بخطوط المباني القديمة لتمنح المبنى شكل مركب زجاجي يعوم على نهر السين وتنعكس صورته في هذا النهر.

صمم المشروع الذي اختاره رجال الأعمال فرنسوا بينو، المعماري الياباني تادوا أندو الذي سبق له أن أنجز الكثير من المتاحف في اليابان كما مؤسسة بوليتزر للفن في سان لوي في الولايات المتحدة. ويكفي الاطلاع على المجسم لإدراك حجم المتحف المستقبلي. إذ سيشيد على أرض مساحتها 3,2 هكتار وتبلغ مساحته على مستويات ثلاثة 32 ألف م2، بطول يبلغ 300 وبعرض أقصاه 123م. وسيرتفع المبنى الرئيسي إلى 28 م والقاعتان العلييان 40م. أما المستوى الثاني الذي تبلغ مساحته 7 آلاف م2 فسينظم لإقامة المعارض المؤقتة. ويلفت المتحف النظر لجماله ولمساحته الشاسعة ولميزاته العملية. فقد أراد فرنسوا بينو متحفا مشرعا للجميع، ولهذا ستكون مداخله من مختلف الجوانب ما سيجعله واحدا من منائر العاصمة. يمكن أن ندخله عبر الحديقة أو من الممشى الذي يحاذي المجرى المائي على جزيرة سيغان أو عبر ممر المشاة الذي يعبر نهر السين بين بولونيا والجزيرة، أو على متن زورق انطلاقا من باريس. وسيكون لمراكب التنزه على نهر السين مرساة أمام المتحف. بحيث تنتهي هذه المداخل جميعها عند قاعدة مركزية على شكل دائري نبلغها بعد عبور ساحة شاسعة وضعت على حوافيها شبابيك الاستعلام، وصالة عرض وصالة إعلامية. يوجه الزائر انطلاقا من هذه النقطة نحو الجناح المتحفي الذي يختاره.

وسيعلو الساحة الدائرية مجموعة من الغاليرهات تعرض فيها على مساحة 15 ألف م2 تحف يكون لكل منها حيز وضوء وإطار خاص بها. وعلى شاكلة جسر بين القاعدة والغاليرهات ستقام «حديقة على الماء» مؤلفة في الواقع من عدد من الجنائن وفناء عريض ودور تزينها نحوت، ومساحات للمعارض المؤقتة ومسرح في الهواء الطلق.

صممت المجموعة بحيث يمكن تأمل الأعمال الفنية في إطاراتها بصفاء مطلق، لأن مجموع فرنسوا بينو تعتبر من أجمل المجموعات الأوروبية وتتضمن نحوتا ورسوما وصورا لكبار المبدعين العالميين المعاصرين. بينها نحوت لموديلياني وميرو وبيكاسو وأعمال ضخمة مثل «سبليت روكر» لجف كونز ونصف ديناصور ونصف جواد متأرجح بطول 12م تغطيه الأزهار كما نجد أيضا عملا لموندريان يعود إلى العام 1925 و«لوحة معين1». وأيضا تضم المجموعة أعمالا لروشنبرغ وكونينغ وروتكو وبولوك ووارول وريمان ولإيف كلاين وصورا لسندي شيرمان وصور فيديو لفيول ونومان... ولا نغفل طبعا إحدى نحوت ديغاس النادرة «الراقصة ابنة الأربعة عشر عاما». إنها حوالي ألف تحفة أراد فرنسوا بينو عرضها أمام الجميع حسب اختيار المؤسسة

العدد 77 - الخميس 21 نوفمبر 2002م الموافق 16 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً