العدد 79 - السبت 23 نوفمبر 2002م الموافق 18 رمضان 1423هـ

إطلاق سراح طبيب متهم بعلاج بن لادن

أُطلق سراح جراح باكستاني تدرب في بريطانيا بعد تعرضه للسجن سرا لمدة شهر واحد، تعرض خلاله ـ كما يقول ـ إلى الاستجواب القاسي على يد مكتب التحقيقات الفيدرالي وعملاء الاستخبارات المركزية الأميركية، بدعوى أنه ساعد تنظيم القاعدة ليس في تطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية فحسب بل قنابل إشعاعية وذرية أيضا.

وأخبر الدكتور أمير عزيز (46 عاما) وهو جراح عظام ـ تؤكد محنته قلق الولايات المتحدة من طبيعة الأسلحة التي ربما حاولت القاعدة امتلاكها ـ صحيفة «الاندبندنت» أن هذه التهم هي «أكثر الأمور الجديرة بالسخرية التي سمعتها في حياتي».

وقد أُعيد إلى منزله قبل طلوع الفجر، قبل ساعات قليلة من موعد حدده قاضي المحكمة العليا في لاهور، الذي أمر مرتين وزارة الداخلية، مؤكدا ضرورة أن يمثل الطبيب أمامه.

وقد اقتيد عزيز، الذي قضى ست سنوات في مستشفى ستانمور في ميديلسكس، بانجلترا، من منزله على يد جهاز الأمن السري الباكستاني ومكتب التحقيقات الفيدرالي في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

مثل هذه القضية تسبب إثارة قوية في باكستان، إذ ينظر إليها على أنها دليل إضافي على أن «الحرب ضد الإرهاب» تسحق حقوقهم المدنية، والتي هي في الأساس منتهكة، وتؤثر على سيادة دولة مسلمة.

وعندما التقى أسرته، كان عزيز غاضبا من التعذيب الذي تعرض له في إسلام آباد، وأعيد استجوابه على يد مكتب التحقيقات الفيدرالي وعملاء الاستخبارات المركزية الأميركية.

ولم يتم إعلام أسرته بمكان وجوده أو سبب اعتقاله. لم توجه له تهمة قضائيا أو يسمح له بتعيين محامٍ. ونفى أن يكون قد تعرض إلى تعذيب جسدي لكنه قال: «هل يمكنك أن تتخيل أن يحتجز إنسان في غرفة واحدة لمدة شهر، وتوجه له أسئلة لمدة ثماني ساعات يوميا؟».

وأضاف: «أكدت لهم أن هذه الادعاءات ليست حقيقية، أخبرتهم أنني جراح عظام، فما الذي عرفني بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية؟ ولكنهم لم يكونوا مستعدين لسماع شيء. وقد تركت أسرتي في عالم النسيان. وعندما سألت المحققين عن حقوق الإنسان الأساسية بالنسبة إليّ، لاذوا بالصمت، فلم تكن لديهم إجابة عن ذلك».

ويبدو أن الجراح قد جذب اهتمام أجهزة الاستخبارات الأميركية والباكستانية لأنه عمل في أفغانستان.

وقد أشار وزير الداخلية الباكستاني، معين الدين حيدر، من قبل إلى أنه اعتقل بناء على معلومات من المشتبه فيهم في تنظيم القاعدة الذين تم التحقيق معهم في الولايات المتحدة. وقال عزيز إنه بدأ بمعالجة المجاهدين أثناء حربهم مع القوات السوفياتية المحتلة، في وقت كانت الاستخبارات المركزية الأميركية تغدق فيه الأموال والأسلحة على الجانب الأفغاني. وقال: «أنا لست كالأميركيين، لم أتخلَّ عنهم وسأقوم بمعالجة كل الناس، ليس مهماَ من يكونون، حتى لو كان طوني بلير. لقد أديت يمين ابقراط وأنا أنفذه بحذافيره». ونفى صحة الادعاءات المتداولة في واشنطن بشأن قيامه بعلاج أسامة بن لادن بقوله: «لم تكن تلك المزاعم موضع تهمة إطلاقا».

خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 79 - السبت 23 نوفمبر 2002م الموافق 18 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً