من الكلمات المتداولة على ألسنة الناس (العقيدة، اعتقد، عقائدية) فتسمع من يقول: العقيدة الإسلامية جوهرها: التوحيد، وأنا أعتقد كذا، والصراع بين المسلمين واليهود صراع عقائدي.

فماذا تقول معاجم اللغة في العقيدة؟ وماذا يقول علماء الإسلام عنها؟

في المعاجم نجد للعقد معاني منها: العقد نقيض الحل، وعقد الحبل شد بعضه بعضا، وعقد العهد واليمين أكدها. قال تعالى: «لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان» (المائدة: 89).

والعقد: العهد هو أوكد العهود قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود» (المائدة:1).

والتعريف اللغوي للعقيدة يتسع فيضم الحق والباطل. فكل من صدق قلبه بشيء فهو معتقد له سواء أكان الشيء صوابا أم خطأ، حقيقة أم خرافة.

ويعني علماء الإسلام بالعقيدة التصديق الجازم المطابق للواقع القائم على الدليل. وهذا التعريف يخرج الاعتقاد غير الجازم كالشك والظن والوهم، وكذلك يخرج ما لا يطابق الواقع من الاعتقادات الباطلة كالشرك والتثليث وادعاء البنوة لله.

وحدة العقيدة في الديانات السماوية: العقيدة التي أرسل الله بها رسله، وأنزل بها كتبه عقيدة واحدة لا تتبدل بتبدل الزمان أو المكان ولا تتغير بتغير الأفراد والأقوام.

جوهر العقيدة في الديانات السماوية: جوهر العقيدة في الديانات السماوية هو التوحيد ومعناه أن الله واحد لا شريك له. قال تعالى: «وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون». (الأنبياء:25).

مصدر العقيدة الصحيحة: العقيدة الصحيحة هي عقيدة الإسلام، لأنه الدين الذي تكفل الله بحفظه. قال تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون». (الحجر: 9).

العقيدة والشريعة: الإسلام إيمان وعمل، والإيمان يمثل العقيدة، والعمل يمثل الشريعة. والإيمان والعمل، أو العقيدة والشريعة كلاهما مرتبط بالآخر. وقد أتى العمل مقترنا بالإيمان في كثير من آيات القرآن الكريم. قال تعالى: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا» ( الكهف: 107).

والقرآن الكريم بيّن قواعد الإيمان وأصول الشريعة بآيات واضحة ليس فيها مجال للاجتهاد وتعدد الآراء، وترك المجال في الفروع لبيان النبي (ص) في حياته ولآراء المجتهدين بعد وفاته. قال تعالى: «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم» ( النحل: 44).

نواف راشد محمد