العدد 90 - الأربعاء 04 ديسمبر 2002م الموافق 29 رمضان 1423هـ

«رهان المليون السابع» كتاب يتناول اليهود والهجرة الصهيونية حتى العام 2020

يختتم مؤلف «رهان المليون السابع... اليهود والهجرة الصهيونية حتى 2020» كتابه الصادر حديثا في القاهرة بالقول إنه «إذا كان رهان «المليون السابع» يواجه بذاته وبمعطيات ديموغرافية يهودية صعوبات تجعل منه بحق رهانا صعبا فإن تقرير مصير الرهان معلق أساسا بمآل الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة العربية العالمية للمشروع الاستعماري الصهيوني... ووفق المعادلة الحاكمة لصعود منحنى الهجرة الصهيونية وهبوطه فمن شأن انكسار الانتفاضة والمقاومة أن يجر معه سنوات مواتية لاستجلاب المهاجرين لإسرائيل بمعدلات أعلى. أما الاستمرار والتصعيد فيدفعان بالهجرة إلى أزمة تهدد إنجاز الأهداف الديمغرافية الصهيونية... تلك الأهداف التي تراها إسرائيل بمثابة قضية حياة أو موت بالنسبة إلى مستقبلها في القرن الحادي والعشرين».

بهذه الدعوة الجريئة يختتم الكاتب الصحافي كارم يحيى كتابه «رهان المليون السابع» الذي يقع في 287 صفحة من القطع المتوسط وتتصدره صورة لنافخ البوق أمام حائط البراق «المبكى» بصحبة جنرالات الجيش الإسرائيلي عقب دخول قوات الغزو الصهيوني إلى القدس القديمة في يونيو 1967، بينما تحتل صورة شيمون بيريز في معبد يهودي بموسكو العام 1994 أثناء موجة الهجرة الروسية الكبرى في عقد التسعينات الغلاف الأخير.

ويشير الرقم سبعة ـ بحسب المؤلف ـ إلى رهان سياسي استراتيجي بدأت إسرائيل في العمل على تحقيقه منذ بداية القرن الجديد... رهان يقود إلى (غواية) بلوغ اليهود في أرض فلسطين المحتلة تعداد المليون السابع في غضون عشرين عاما.

الكتاب يسعى إلى الإجابة عن أسئلة كثيرة؛ منها: لماذا وكيف ومن أين ستأتي إسرائيل بمليون مهاجر جديد حتى العام 2020؟ وهل سيغادر اليهود الأرجنتين وفرنسا وجنوب إفريقيا ليهاجروا إلى إسرائيل؟ وما الذي تبقى من يهود الاتحاد السوفياتي السابق وأثيوبيا بعد موجات الهجرة الصهيونية الكاسحة بينهم في نهاية القرن العشرين؟

ومع أن الكتاب اعتمد البحث العلمي والمعطيات الإحصائية الموثقة من مصادرها الأساسية فإنه لا يخلو من معلومات جديدة، وهو يعيد الاهتمام إلى الأبعاد الديمغرافية للصراع العربي الإسرائيلي ويطرح على السياسة والفكر العربيين سؤالا مهما هو: هل بالإمكان التوصل إلى سلام في ظل بقاء الصهيونية؟

المؤلف يدفعه عبر هذا الكتاب الجريء طموح إلى إيقاظ فضيلة الشك والانتقاد ـ بحسب تعبيره ـ إزاء ما استقر من مفاهيم وسياسات القادة العرب إلى إغفال الأبعاد الديمغرافية للصراع وأيضا إلى مأزق التغاضي عن الصهيونية وتقبلها في الوقت نفسه.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب الذي يحتوي على أربعة فصول إنه بحلول القرن الحادي والعشرين بدأت إسرائيل تفكر كيف تجلب مليون مهاجر جديد حتى العام 2020، فنظرا إلى أن تعداد اليهود في إسرائيل كان قد بلغ خمسة ملايين ينتظر أن يضاف إليهم مليون سادس نتيجة الزيادة الطبيعية (الفارق بين المواليد والوفيات) فإن بلوغ «المليون السابع» أصبح شعارا للحملة الجديدة للهجرة الصهيونية.

ويرى المؤلف أن هذا الرهان تعترضه مشكلات وصعوبات من داخل إسرائيل وفي التجمعات اليهودية خارجها وأن جانبا منها يكمن في البحث عن مصادر جديدة وممكنة للهجرة الصهيونية، وأنه لهذا اتخذت إسرائيل في غضون العامين 2000 و2001 إجراءات محددة لاستجلاب يهود الأرجنتين وجنوب إفريقيا وفرنسا، غير أن الدور الحاسم يبقى لمدى توافر مقاومة جدية للمشروع الصهيوني كما تتجسد الآن في الانتفاضة الفلسطينية.

ويضيف أن لرهان المليون مهاجر الجديد وجهين، أحدهما وجه لتطور المشروع الصهيوني، والآخر وجه أزمته. ويؤكد أن هذا الكتاب يطمح إلى المساهمة في إعادة الكشف عن الصهيونية من جديد ـ بعد زمان من تغييب حقيقة الصهيونية في العالم الغربي ـ واستنادا إلى وقائع الحاضر والمستقبل لا الماضي وحده وإلى قراءة المصادر الإسرائيلية ذاتها.

ويهدي كارم يحيى الذي تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة العام 1980 كتابه إلى شهداء الوطن والحرية من أجل مصر وفلسطين وشهداء الانتفاضة من الفصائل والتيارات كافة وإلى جميع الحالمين والساعين إلى الوطن الحر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية... وإلى كل يهودي يناهض الصهيونية.

ولعل من المفيد اقتطاف هذه الفقرة التي تلخص معظم الأفكار التي احتواها الكتاب. إذ يقول المؤلف: «... ولا تجد الصهيونية مفرا لإنقاذ (يهودية) إسرائيل المهددة إلا بالقفز على الأزمة المتعددة الأوجه، فتطالب بالمزيد من المهاجرين، وتبدو حملة استجلاب مليون مهاجر جديد حتى العام 2020 جادة وخطرة في طموحها نحو الأهداف الديمغرافية الثلاثة: أنْ تحل إسرائيل محل الولايات المتحدة في مرتبة الدولة التي تؤوي أكبر عدد من اليهود... ثم إن تضم إسرائيل أغلبية يهود العالم... وأن يحتفظ اليهود بأغلبية مضمونة في فلسطين. ولكن «رهان المليون السابع» يتطلب تنشيط مصادر جديدة للهجرة الصهيونية من دول تنمو بها عوامل طرد اليهود ويستدعي في الوقت ذاته أن في إسرائيل عوامل الإغراء والجذب لهم»

العدد 90 - الأربعاء 04 ديسمبر 2002م الموافق 29 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً