العدد 108 - الأحد 22 ديسمبر 2002م الموافق 17 شوال 1423هـ

مفتشو الأسلحة يطلقون النار باتجاه بريطانيا وأميركا

واشنطن - روبرت كورنويل لندن - اندرو جرايس 

22 ديسمبر 2002

أصبح جورج بوش تحت ضغط عال في اعطاء مفتشي أسلحة الأمم المتحدة المعلومات الاستخباراتية التي تقول الولايات المتحدة إنها تمتلكها لإثبات ان العراق كان غير صادق عندما ادعى انه قام بتدمير جميع أسلحة الدمار الشامل لديه.

وقبل ساعات من لقاء الرئيس بوش الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان والممثلين الأوروبي والروسي في الأمم المتحدة أطلق كبير مفتشي الأسلحة هانز بليكس هجوما عنيفا على الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا متهما إياهما بالفشل في التعاون مع فريقه.

وقال بليكس بامتعاض: «إذا كانت بريطانيا والولايات المتحدة مقتنعتين ان لديهما دليلا، إذا يتوقع المرء أن باستطاعتهما اخبارنا أين توجد تلك المواد (يعني المستخدمة في أسلحة الدمار الشامل)».

وعندما سُئل ما إذا كان قد حصل على كل التعاون الذي يطلبه من الاستخبارات الغربية، أجاب بليكس: «حتى الآن كلا، حصلنا على البعض ولكن ليس كل المطلوب الذي نحتاج إليه». وكان بليكس يتحدث إلى الصحافيين بينما تدخل عمليات التفتيش مرحلة جديدة أكثر كثافة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان واشنطن ان الثغرات في الملف المكون من 12,000 صحفة المقدم من بغداد تعتبر «خرقا ماديا» لالتزامات العراق تجاه الأمم المتحدة. وهذه العبارة «خرقا ماديا» في نظر الولايات المتحدة تمهد الطريق لاستخدام القوة، على رغم ان إدارة بوش أشارت إلى انها ستنتظر أسابيع قليلة قبل ان تشن الضربة العسكرية.

وأخبر طوني بلير القوات البريطانية بالاستعداد لهجوم عسكري محتمل على العراق، في محاولة منه لزيادة الضغط على صدام حسين للتخلي عن أسلحة الدمار الشامل.

في رسالة التهنئة بعيد الكريسماس التي أُذيعت للقوات البريطانية في جميع أنحاء العالم أثنى رئيس الوزراء البريطاني على العمل «المدهش» الذي قامت به القوات في العام الماضي ولكنه حذرها قائلا: «إنني أخشى التوقعات بأن يكون هناك عمل ضخم أكثر لإنجازه في السنة المرتقبة».

وفي هذه الأثناء قامت الولايات المتحدة بمضاعفة قواتها في الخليج إلى 100,000 جندي.

وقال بلير: «عندما تتعامل مع شخص مثل صدام حسين، ما لم تكن لديك المقدرة على استخدام القوة عند الضرورة، فإنه من الصعب ان تجعل العالم آمنا ومكانا يسوده سلام الكثير.

وفي بعض الأحيان أعتقد أن الطريقة المثلى الوحيدة في الواقع لتفادي الحرب ان تكون مستعدا لها إذا كان باستطاعتك ان تفعل ذلك». وجاءت الإشارة الأولى إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية يوم الخميس الماضي عندما أعلن وزير الخارجية الأميركي، كولن باول «الفشل الكامل» للعراق في الاذعان لقرار الأمم المتحدة رقم 1441، واعدا بدعم إضافي من شأنه ان يجعل عملية التفتيش أكثر استهدافا وفاعلية.

وقالت بريطانيا إنها ستسلم مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة تفاصيل معلومات عن مكالمات هاتفية من العراق تم التقاطها بواسطة مركز اتصالات القيادة المركزية في شيلتنهام. وقال مسئول بريطاني كبير: «الحقيقة اننا زودنا بليكس بالمعلومات الاستخباراتية وسنسعى إلى إعطائه المزيد منها في الأسابيع القليلة المقبلة».

وقال بلير إن بريطانيا ستعطي فريق تفتيش الأسلحة كل مساعدة تستطيعها، في بحثه عن أسلحة العراق للدمار الشامل.

ولكن تبقى الشكوك عما إذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تمتلكان حقيقة الدليل الدامغ اللتان تدعيان انه بحوزتهما.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 108 - الأحد 22 ديسمبر 2002م الموافق 17 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً