كان الاجتماعيون الديمقراطيون الألمان يسعون الاثنين الماضي لتوحيد صفوفهم خلف قيادة جديدة على أمل أن يهزموا المستشارة انجيلا ميركل المحافظة في الانتخابات التشريعية المقررة في خريف 2009.
ووافقت قيادة الحزب الاجتماعي الديمقراطي بالإجماع بعد الظهر على تقديم وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مرشحا لمنصب المستشار في انتخابات العام المقبل. وأمام شتاينماير عام لتعزيز موقع الحزب الذي تتوقع استطلاعات الرأي له هزيمة بعشر نقاط أمام الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاتحاد المسيحي الاجتماعي بزعامة ميركل.
وقال شتاينماير خلال مؤتمر صحافي ظهر فيه إلى جانب الرئيس المقبل للحزب الاجتماعي الديمقراطي فرانتس مونتيفيرينغ «إن كنت مرشحا، فلن يكون ذلك لمجرد تسجيل حضور بل للفوز».
ويشكك العديد من المراقبين في فرص الحزب في تعزيز موقعه وتوقعت صحيفة «تاغيستسايتونغ» اليسارية أن يكون شتاينماير «الخاسر المطلق» في 2009 فيما كتبت صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» إنه سيقود حزبه «في المعارضة». من جهته صرح مونتيفيرينع الذي سيعين على رأس الحزب خلال مؤتمر استثنائي في برلين في 18 أكتوبر/ تشرين الأول خلفا لكورت بيك الذي استقال الأحد الماضي «أن انتخابات 2009 لم تحسم بعد».
وقال «صحيح أن الاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي يتقدماننا في استطلاعات الرأي، لكن هذا كان صحيحا أيضا قبل عام من انتخابات» 2005 التي تساوى فيها الاجتماعيون الديمقراطيون تقريبا مع المحافظين ما مكنهم في نهاية المطاف من تشكيل حكومة «ائتلاف واسع» معهم. وأضاف «لدينا مستشارة منبثقة من الاتحاد المسيحي الديمقراطي لكن هذا لا يعني أن الاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي يمثلان الرأي العام المسيطر في هذا البلد»، مبديا ثقته بأن شتاينماير «سيقوم بذلك على أفضل وجه، ليس الترشح فقط بل أيضا مهام المستشارية».
وسيترتب على فريق شتاينماير ومونتيفيرينغ في مرحلة أولى لم شمل الحزب بعدما استقال كورت بيك معبرا عن مرارته.
وكشف قرار الاستقالة المفاجئ هذا عن خلافات في صفوف الحزب الذي تعاقب عليه خمسة رؤساء في خمسة أعوام وتراجعت شعبيته إلى أدنى مراتب استطلاعات الرأي.
وما زاد من تفكك الحزب في الأشهر الأخيرة افتقار بيك إلى السلطة والملامح القيادية ومن العوامل التي ساهمت في ذلك صورته القروية وخصوصا تقاربه مع تنظيم «دي لينكي» المنافس الذي يصنف في يسار الحزب الاجتماعي الديمقراطي. ورأى الخبير السياسي كلاوس شوبرت ردا على أسئلة فرانس برس أن «على مونتيفيرينغ إعادة توحيد صفوف (الحزب) وهذا لن يكون سهلا» في مواجهة جناح يساري «جامح» للحزب الاجتماعي الديمقراطي يشكل «نقطة ضعفه». وأعلن شتاينماير منذ الأحد أنه يراهن على «وسط قوي» وهو الذي شارك مع مونتيفيرينغ في تصميم الإصلاحات الاقتصادية التي طبقها المستشار السابق غيرهارد شرودر.
وإن كانت هذه الإصلاحات سمحت بتراجع البطالة بشكل ملفت في القوة الاقتصادية الأولى في منطقة اليورو، إلا أنها لم تنعكس إيجابا حتى الآن سوى على المحافظين. وقد انتقدها الجناح اليساري من الحزب الاجتماعي الديمقراطي الداعي إلى العودة بالوضع إلى ما كان عليه في السابق في بلد تزداد الهوة فيه بين الفقراء والأغنياء.
ولم يعرف حتى الآن كيف ستنعكس الحملة الانتخابية المقبلة على الأجواء داخل حكومة «الائتلاف الواسع» التي تعتبر أنجيلا ميركل وفرانك فالتر شتاينماير دعامتيها.وقال متحدث باسم الحكومة إن المرشحين المقبلين تبادلا التعهد بخوض حملة «قصيرة وكثيفة ونزيهة».
العدد 2196 - الثلثاء 09 سبتمبر 2008م الموافق 08 رمضان 1429هـ