العدد 2167 - الإثنين 11 أغسطس 2008م الموافق 08 شعبان 1429هـ

طبيبة استشارية تشتم فنية صيدلة علانية!

أنا موظفة حكومية أعمل فنية صيدلة في مستشفى الطب النفسي، وأكتب اليوم في هذه السطور شكواي على احدى الطبيبات التي واجهتني بسيل من الشتائم والسب والقذف حينما كانت مرافقة لإحدى المرضى، علنا أمام الموظفين والمرضى وذلك بسبب تأديتي لواجبي وأثناء الدوام الرسمي، مستغلة بذلك منصبها وشهرتها، إلى جانب المعارف في داخل الوزارة، مؤتمنة على نفسها من أي عتب ولوم على ما قامت به من سلوكيات منافية لأبسط الأعراف الاجتماعية.

جاءت الطبيبة الاستشارية، وهي قريبة لأحد المرضى، يوم الأحد الموافق 10 اغسطس/ آب 2008 لصرف وصفة قريبتها.

كانت الوصفة (REFILL) أي مصروفة من قبل (أعطيت كمية محددة من الدواء وبقيت كمية أخرى لم تصرف، حدد لها موعد لزيارة الصيدلية وتسلم المتبقي من الدواء)، إذ كان الموعد المحدد للزيارة الثانية بتاريخ 16 يوليو/تموز 2008.

ولكوني فنية صيدلية أقوم بأداء وظيفتي باتباع القوانين والأنظمة المسنة في قسم الصيدلية، قمت بحساب الفترة من تاريخ الموعد المحدد للصرف حتى يوم الأحد وذلك لخصم الفترة الماضية وإعطاء المريضة ما يكفيها من الدواء من تاريخ اليوم حتى موعدها المقبل مع الطبيب.

للأسف، وأثناء قيامي بواجبي بهذا الشكل بدأت الطبيبة بالأسئلة والاستهزاء والصراخ والتلفظ بكلمات نابية لا تليق بمقامها كطبيبة استشارية، لكي توصل صورة بأنني لا أفقه في مجال عملي شيئا، وأن ما أقوم به لا معنى له.

حاولت جاهدة توضيح سبب خصمي للأيام الفائتة لكنني لم استطع بسبب عصبيتها وصراخها. وما أحببت توضيحه أن هذا الدواء يستخدم من قبل عدد كبير من المرضى، وتمر علينا كطاقم صيدلية بعض الأوقات لا تتوافر فيه أدنى كمية منه لتغطية عدد المرضى، فبدورنا نعلم هذه الأمور ونضطر إلى إعطاء المريض الكمية اللازمة من الدواء من دون زيادة من وقت حضوره للصيدلية حتى موعده وذلك للتوفير وتوزيعه على أكبر عدد ممكن من المرضى المستفيدين منه كعلاج.

للأسف صعب على الطبيبة تفهم كل هذه الأمور بسبب استرسالها بالصراخ والشتم، بل أصرت على موقفها طالبة مني عدم الكلام بقولها إنها تعمل في الوزارة حتى قبل ولادتي ولست أنا من سيعلمها القوانين والأنظمة فهي أعلم بكل هذه الأمور، وطلبت منيقائلة “لا تتذاكيين عليي ولا تسوين روحش smart “ونعتتني بـ “السخيفة”.

وكان الأمر الأكثر وطأة على نفسي أنها تمنت لي أن أصبح مريضة لديها كي تريني طريقة تعاملها معي!... هنا صعبت علي نفسي كثيرا بأن يقوم أحد بهذا المستوى من العلم والثقافة والوجاهة بالاستهزاء بي والدعاء علي بالمرض فقط لمجرد قيامي بأداء واجبي متبعة القوانين والأنظمة.

لم أملك إلا التزام الصمت والابتسام... فالموقف واضح. ولكن للأسف تمادت هي كثيرا فقامت بتمزيق الوصفة الطبية بكل غضب ومازالت أمام المرضى، وطلبت مني بكل استهزاء أن ألقيها في سلة المهملات الخاصة بالصيدلية. من جهتي أعطيتها إلى فنية صيدلية أخرى كانت شاهدة على ما حدث كي تحتفظ بها كدليل.

تجاوز الوضع نطاق الصيدلية، إذ توجهت الطبيبة إلى مسئول آخر بالمستشفى، لكني رفضت التحدث إليه عن تفاصيل المشكلة وطلبت منه أن يتفضل بالتوجه إلى الصيدلية للتحدث على انفراد وبوجود المسئولة لبحث أبعاد المشكلة.

عندما تحدثت إليه طلب مني عدم الانفعال وعدم التضايق وكذلك أوضح لي أنه يجب علينا أن نمتص غضب المرضى وذويهم وانفعالاتهم وتقبل حالاتهم النفسية الناتجة عن الضغوط الحياتية الواقعة عليهم.

السؤال هنا، إذا تم تقبل الشتم والتجاوزات وسوء التصرفات من الأشخاص الأصحاء الواعين المثقفين ذوي المراكز المرموقة (الأطباء أنفسهم) فهل يحق لنا أن نلوم الأشخاص الآخرين على أخطائهم وسوء تصرفاتهم؟ أم هل لمجرد وجود لقب قبل اسم الشخص يعطيه السيط والصلاحية لاستصغار وشتم الموظفين الآخرين ونعتهم بما يشين أمام مرأى من العالم مستخدمين سيطهم وألقابهم؟!

ليته كان الموقف الأول من قبل هذه الطبيبة، إذ للأسف سبق وأن قامت بالاستهزاء بي كفنية صيدلية بالطب النفسي في أحد زياراتها عندما كنت أشرح لأحد المرضى النفسيين طريقة استخدام الدواء وأوقاته، وذلك برسم أشكال الشمس والقمر وتوضيح الألوان. فهي تستنكر تعاملي مع هذا المريض بأسلوب بدائي ونزولي إلى مستوى تفكيره البسيط، مما يحسس المريض بعدم إدراكه لما حوله، وهذا خاطئ فليس جميع المرضى النفسيين غير واعين لما هو حولهم وإنما ضغوط الحياة هي التي أوصلتهم إلى هذا الحال.

هذه التجاوزات وهذه التلفظات البذيئة وهذه الاستهزاءات والهجوم والتعرض الواقع علينا كقسم صيدلية لا نسمح به أبدا، وكذلك لا تسمح بها الوزارة نفسها لما له من ضرر نفسي على موظفيها. إن تقبلنا للمرضى ومشكلاتهم مراعاة لحالاتهم النفسية والصحية، ولكننا نرفضه وبشده من قبل ذوي المرضى ومرافقيهم، فوجودهم مع المريض يمنحهم حق السؤال والاستفسار عن العلاج، آثاره ونتائجه وسلبياته، لا الشتم والتهجم والسب أيا كانت وظيفة مرافق المريض.

من هنا ارفع هذه الشكوى إلى الرأي العام كي أطرح أسئلتي على المجتمع وأطالب وزارة الصحة البت في مثل هذه الأمور وتوضيح حقوق جميع الموظفين باختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 2167 - الإثنين 11 أغسطس 2008م الموافق 08 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً