كثيرا ما يشكو الآباء والأمهات من بعض مظاهر وأعراض الخوف والتوتر على أبنائهم مع بداية العام الدراسي وبداية العمل المدرسي، وخصوصا في الانتقال من مرحلة إلى أخرى أو من صف إلى آخر أو من مدرسة إلى أخرى، وقد يرجع ذلك إلى نقص عمليات التهيئة النفسية، وهي العملية التي تمهد للطالب دخوله لموقع دراسي جديد وتعامله مع مناهج وتعليمات وأنظمة وقوانين جديدة، وأصدقاء ومعلمين جدد ومختلفين... وغير ذلك من الأمور التي لم يتعود عليها سابقا أو تكون غير مألوفة لديه، ومن هنا يجب أن تتم التهيئة بشكل بسيط وهادئ وموضوعي وإيجابي تساعده على الاستقرار الداخلي وعدم التوتر والخوف والتكيف مع الوضع الحالي.
وفي حال استمر هذا الخوف والتوتر فإنه قد يمنع الطالب من التأقلم مع الوضع الجديد ويخلق مجموعة من الأعراض والمشكلات السلوكية التي لم تكن موجودة لديه، وذلك لنقص عملية التهيئة النفسية لكل ما هو جديد وغير مألوف بالنسبة إليه وإلى أسرته... وعليه، فإننا ننبه الآباء والأمهات والمعلمين إلى ضرورة مساعدة الطلبة على البداية الصحيحة والإيجابية والهادئة والبعيدة عن الضغوط والتوترات باتباع بعض الأساليب والطرق التي يمكن من خلالها تهيئة أبنائنا الطلبة ومنها:
- التحدث مع ابنك أو ابنتك بشكل أخوي وهادئ وبسيط عن بداية العام الدراسي، ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، من دون أن تشعرهم بالخوف أو التوتر.
- خلق شعور ايجابي وموضوعي للتغيرات التي حصلت.في ذهن أبنك أوأبنتك .
- شارك ابنك أو ابنتك في إعداد وتجهيز مستلزمات العام الدراسي من ملابس وقرطاسية وغير ذلك، وتجنب تهميشه عند عملية شراء حاجيات المدرسة وذلك للعمل على غرس الشعور الطيب والإيجابي للمدرسة، واجعله يستمتع بهذه الأوقات ويشارك في عملية التهيئة.
- خلق أحاديث إيجابية عن العودة إلى المدرسة وأهميتها وفوائدها بين أفراد الأسرة.
- العمل على توفير احتياجات الطالب المادية من ملابس وقرطاسية وغير ذلك مع بداية العادم الدراسي بقدر الإمكان، وذلك لتخفيف المشاعر النفسية غير الإيجابية لدى ابنك أو ابنتك عند ذهابه إلى المدرسة ومشاهدة زملائه وهم على استعداد تام.
- يفضل أن يبدأ المعلمون استقبال الطلبة بشيء من الترحيب والابتسامة لخلق الألفة والعلاقة الطيبة مع الطلبة وأولياء الأمور.
- يفضل أن يبدأ المعلمون بإعطاء صورة مبسطة وواضحة للطلبة عن المرحلة الجديدة أو الصف الجديد ومتطلبات هذا المرحلة مع تجنب خلق أي توتر وخوف بالنسبة إلى ما هو جديد.
- يعمل المعلمون والمربون على تعزيز النظرة الإيجابية والصحيحة في نفوس الطلبة لبلوغ أهدافهم من خلال العلم والتعلم.
- يحاول المعلمون التخفيف من المشاعر السلبية في حال وجدت عند الطلبة مع بداية العام الدراسي، وذلك عبر علاقات إنسانية قوية وحميدة وأخلاقية تشعر الطرفين بالاحترام المتبادل.
- تهيئة الطلبة لنوعية الأعمال والواجبات والأنشطة اليومية المطلوبة منهم، مع بيان أهميتها وقيمتها.
محمود علي الشاخوري
مرشد نفسي بوزارة التربية والتعليم
خدمات الصحة المدرسية
العدد 2212 - الخميس 25 سبتمبر 2008م الموافق 24 رمضان 1429هـ