العدد 2212 - الخميس 25 سبتمبر 2008م الموافق 24 رمضان 1429هـ

جرس إنذار

بداية... نحن جميعا قرأنا وسمعنا عن الحادث المؤلم الذي تعرض لها أحد أطفالنا في باص إحدى الروضات، الذي أدى إلى وفاة هذا الطفل. وأنا هنا أتقدم بالعزاء والمواساة إلى ذوي هذا الطفل وأسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.

ولكنني هنا أريد أن أتناول الموضوع بشكل مختلف تماما عما يتوقع القارئ الكريم. فأنا هنا أريد أن أكون منصفا قدر الإمكان. على رغم أني لا تربطني أية علاقة بأي من أطراف هذا الموضوع، فإن حرصي على أن توضع الأمور في نصابها الصحيح وحتى لا نظلم أحدا كما هي عادتنا في الحكم على الأمور، فنحن في كثير من القضايا نستعجل الحكم ونسقط أناسا أو نساعد على اسقاطهم ثم يتضح لنا أننا على خطأ، ولكن بعد فوات الأوان. وعودا إلى موضوعنا لدي بعض الأسئلة أريد أن أطرحها بكل شفافية.

أولا: لماذا يتم التعامل مع هذا الموضوع بهذه القسوة وكأن الأمر قد تم مع سبق الإصرار والترصد من قبل الروضة، في حين أن التحقيقات الأولية أثبتت عدم وجود تعمد من الأطراف المعنية في وقوع هذا الحادث.

ثانيا: هل هذا الحادث هو الأول من نوعه؟ فما أكثر الحوادث التي تطالعنا بها الصحف وخصوصا فيما يتعلق بالروضات والمدراس الخاصة والعامة.

ثالثا: لماذا ينسى التاريخ الحافل المكلل بالجهود المخلصة التي ساهمت في تربية المئات من أطفالنا على مدى سنوات تحمل إضاءات لا تخفى على ذي بصر؟! والروضة المعنية لا يختلف اثنان على انها رائدة في هذا المجال ولها بصمات يشهد بها الجميع... فلماذا يضرب بكل ذلك عرض الحائط ويتم توجيه التهم بلا مبرر ولا مسوغ شرعي ولا قانوني ولا خلقي.

رابعا: هل قسوة الحادث تعطينا المبرر لأن نعترض على قضاء الله وقدره؟ فما حدث أمر مكتوب قدره الله، وما أكثر الحوادث التي سمعنا عنها في حياتنا. فمرة يدهس أب ولده بالسيارة فيقتله. ومرة أخرى تضرب أم ولدها لتؤدبه فتسبب له بعاهة مستديمة. والكثير الكثير من القضايا التي تمر علينا، ومن هنا أتمنى أن لا نستعجل في إصدار الاحكام على الآخرين.

وأخيرا أكرر مواساتي لأهل الطفل المتوفى وأشد على أياديهم وأقدر لهم تفهمهم للأمر وتسليمهم لقضاء الله وقدره. وأسأل الله أن يعوضهم خيرا وأن يرعى طفلهم بعينه ويشمله برحمته.

وكلمتي الأخيرة لكل الذين أبدوا استنفارا منقطع النظير... لستم أحن ولا ارحم على هذا الطفل من والديه وعائلته، فجدير بكم أن تتركوا الجهات المختصة تقوم بدورها في التحقيق مع الأطراف المعنية بدلا من الاستعجال في نصب المشانق للآخرين... وإلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود أقول «أوليس المتهم بريئا حتى تثبت إدانته؟»

وفي الختام أتمنى أن يكون هذا الحادث جرس إنذار لنا جميعا، وخصوصا روضاتنا لاتخاذ الإجراءات والتدابير التي من شأنها أن تمنع مثل هذه الحوادث. وفي النهاية الأطفال أمانة علينا بذل كل الجهود للحفاظ على سلامتهم.

كريم المقداد

العدد 2212 - الخميس 25 سبتمبر 2008م الموافق 24 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً