واشنطن - محمد دلبح
كشفت مصادر أمنية أميركية أن لجان الكونغرس الأمنية - التي تحقق في فشل أجهزة الاستخبارات والأمن الأميركية في منع وقوع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 - تنظر في احتمالات تورط جهات سعودية فيها من طريق تحويل آلاف الدولارات إلى اثنين من المشتبه بهما بخطف الطائرة الأميركية التي ضربت مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)، واستخدام الحساب المصرفي للأميرة هيفاء بنت الفيصل، زوجة السفير السعودي بندر بن سلطان. وأوضحت مصادر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أن اللجان الأمنية في مجلسي النواب والشيوخ التي تقوم بالتحقيق المشترك تلقت معلومات خلال الأشهر القليلة الماضية تشير إلى أموال تسربت عبر عمر البيومي، وهو سعودي كان يسكن في سان دييغو في كاليفورنيا، إلى خالد المحضار ونواف الحازمي اللذين تدرجهما الولايات المتحدة ضمن لائحة منفذي الهجمات على نيويورك وواشنطن.
غير أن بعض المصادر الرسمية الأميركية اشارت إلى أنه لا توجد أدلة مادية حتى الآن تثبت التورط المذكور، إلا أن لجان الكونغرس لاتزال تحقق في صحة المعلومات. ولم تتضح بعد الكيفية التي نقلت بها الأموال السعودية عن طريق البيومي إلى الخاطفين اللذين كانا على متن الطائرة التي ارتطمت بمبنى (البنتاغون) في واشنطن.
وتقول مصادر الـ «إف بي آي» إن المكتب اكتشف سجلات مالية تظهر دفعات مالية منتظمة كانت تحول إلى حساب عائلة البيومي منذ مطلع العام 2000 بعد أشهر قليلة من وصول الحازمي والمحضار إلى لوس أنجليس من اجتماع لتنظيم «القاعدة» عقد في كوالالمبور في ماليزيا. وتقول المعلومات ان البيومي استقبلهما واسكنهما في شقة مجاورة لسكنه، وقام بدفع 1500 دولار لتغطية أجرة الشهرين الأولين، ويعتقد المسئولون الأمنيون أن المحضار والحازمي سددا المبلغ لاحقا. وتقول مجلة «نيوزويك» في تقرير لها على موقعها على شبكة الانترنت نقلا عن مصادر في الـ «إف بي آي» إن الدفعات المالية التي كان البيومي يتلقاها من حساب الأميرة هيفاء الفيصل في بنك ريغز في واشنطن، تبلغ شهريا نحو 3500 دولار. وغادر البيومي الولايات المتحدة في شهر يوليو/تموز 2001 أي قبل شهرين من حدوث هجمات سبتمبر، وبقيت التحويلات تصل بالقيمة نفسها تقريبا من الحساب نفسه إلى اسامة باسنان الوثيق الصلة بالبيومي، وأن باسنان الذي أدين بتهمة مخالفة شروط الإقامة في الولايات المتحدة متعاطف مع تنظيم «القاعدة»، وصدر بحقه قرار بإبعاده من الولايات المتحدة.
وتقول صحيفة «واشنطن بوست» إن رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي عثروا على رقم هاتف السفارة السعودية في شقة البيومي في حين أكد المسئولون في السفارة السعودية إنه لا توجد صلة بين البيومي وأي من موظفي السفارة وأن وجود رقم السفارة لدى أي مواطن سعودي يعيش في الولايات المتحدة هو أمر طبيعي.
وأدت المعلومات إلى تأجيل جلسة الاستماع العلنية الأخيرة لهذا التحقيق في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وكان من المقرر أن يدلي فيها مديرو الـ «إف بي آي» ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بأقوالهم للسماح للنواب بدراسة الشكوك بالتفصيل في جلسات مغلقة
العدد 80 - الأحد 24 نوفمبر 2002م الموافق 19 رمضان 1423هـ