فعلا، حب الوطن لا يقدر بثمن! لا بمئات الدولارات ولا بملايين الدنانير، ولن يقدر، ولا حتى ذرات ترابه الذهبية ولو وزنت في ميزان لا تبادل لا بالذهب ولا بالفضة! إن الوطن لا يساوم ولا يباع كما تباع الخرفان والأكباش في الأسواق. الوطن لا يحميه ويدافع عنه إلا مواطنيه الشرفاء، فكيف إذا كان لبنان! والأدهى من ذلك إذا كان الذائدون عنه من فئة «الوعد الصادق» ونصرالله ورفاقه أنموذجا، الذي إذا قال فعل وإذا فعل صدق وإذا صدق أخلص، ورفاقه الذين شربوا من نهره وعاشوا على ترابه وأكلوا من أرزه وصبروا على الأذى في حقه ودافعوا عن أرضه المغتصبة وضحوا بالغالي وبالنفيس وأراقوا دماءهم على عتباته وفوق شواطئه وعلى سهوله وفوق هضابه، فنالوا الدرجة الرفيعة إن هم أحياء يخلصون أو هم شهداء عند ربهم يرزقون، وخصوصا إذا كانوا من مقاتلي المقاومة اللبنانية وليسوا من «الفتنة اللبنانية» كما في ناموس حزب الله وإستراتيجية الحزب الذي قدر الوطن لبنان بثمن غال جدا، عندما توعد وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله الصهاينة بالويل والثبور في حال فكروا في احتلال ذرة من ذرات لبنان، ووعد بطرد العدو المحتل وباستعادة أراضيه وفعلا صدق الوعد وطرد الصهاينة من بعض أراضيه واستعاد أسراه وعلى رأسهم عميد الأسرى اللبنانيين سمير قنطار ورفات الشهداء «نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون»!
بل واستعاد حكومة وطنية، ناهيك عن الدعم المعنوي والمادي والمفاجأة الكبرى التي قدمها لفرسان الوطن العائدين من الأسر عندما ظهر فجأة خصيصا لاستقبالهم على رغم المخاوف والمحاذير الأمنية على حياته. والاستقبال الحاشد المنظم الذي نظم من اجلهم كما قيل «استقبال الأبطال»، وخصوصا سمير قنطار... فماذا تريد أكثر من ذلك يا قنطار؟ عندما صدق الوعد واستعادك، كما دفع في استعادتك الكثير من الدم، خلاف المواطنين العرب الذين هم غرباء في بلدانهم! كما طالبهم نصرالله بضرورة العمل الجاد على استعادة السجناء العرب (الأردنيين والمصريين والفلسطينيين) من براثن الصهاينة.
فهنيئا لك يا لبنان وهنيئا لكم أيها اللبنانيون، وأعود وأقول «الوطن لا يثمن بثمن ولا يوزن، ولكن الوطن إذا كان لبنان يستحق ملايين القنطارات، لبنان الذي يثمن برجالاته ورموزه وخصوصا إذا كان رمزه وقائده حسن نصرالله، فهو الوطن كله وهو لبنان كله وهو الوطن العربي».
مهدي خليل
العدد 2157 - الجمعة 01 أغسطس 2008م الموافق 28 رجب 1429هـ