على نغمات الخضم المزكى بسحر الخلقة وبديعها... على ذرات عجاج تلامسني وتداعبني بملمسها الأبيض الأسيل...
كنت حاضرة هناك... ارتسمت تلك الـلحظات بسكون منجز فصوت تلاطم قطرات المياه بصفوان الشاطئ كان الحس الأوحد الذي «يطنطن» بمسمعي، غيره كانت هناك أوهام وأطياف أحلام تقطن أشلاء جسدي، كان لها حس بمذاق خاص مستطاب أتلذذ به حينما أغرق في زوبعة التفكير والتأمل بمن نهب فؤادي واستوطنه وأضاف إلى رمقي برهة أحلى من الشهد وأزكى من المسك والعبق والأرج...
أرمق باسقا فإذا بي ألفى بساطا أزرق يزجي بداخلي رمقا جديدا كان هو السماء التي تحتضن أجراما وشهبا وأفلاكا وشمسا يتسرب من أشعتها الذهبية التي تطلى بها ذرات الرمال لفحا وحنانا...
رغم ما يحدق بي من حسن لا متناه وخلق متقن... كانت هناك هنيهات تبذل فيها المذاق المستطرف لنكهة تمتاز بعلقم مر تذكرني بفنجان قهوة احتسيته في الصباح الباكر بادرة كل يوم، حينما شرد ذهني نحو مستقبل مجهول، فكل ما يريبني هو الفراق التي قد يكرهنا به الأبد الخائن، سريعا ما تلاشى مذاق القهوة السوداء سحيقا فكل ما أبصره من حولي يدفعني للتفاؤل والعنفوان والأمل...
فتبدل حينها إلى مذاق استلطفته سابقا في التفكير بل هو ألذ وأحلى...
هي هنيهات التي يدور فيها الحديث مع من أحب، هي أجمل الأوقات وأنقاها...
إحساس غريب يدفعني نحوه، أجهل تماما منبعه ومسببه الذي جبرني على الدنو منه، فما ان أروم سحيقا لآماد نزر أعدو مسرعة للقياه مرة أخرى...
وما إن أبصرت خاطري عاجزةَ أيقنت حينها أنه رباط الحب المقدس الذي الزمني بالبقاء...
هذا ما دار بخاطري من خيال فاتن بمذاق أنساني علقم ومرارة فنجان القهوة.
أمينة الحداد
العدد 2157 - الجمعة 01 أغسطس 2008م الموافق 28 رجب 1429هـ