العدد 2327 - الأحد 18 يناير 2009م الموافق 21 محرم 1430هـ

طلبة جامعة البحرين يشيدون بمستواها العالي ورسومها المنخفضة

بعضهم وصف قوانينها بالصارمة ودراستها بالهابطة

لاتزال الأسباب التي تدفع بالطلبة إلى التسجيل في الجامعات الخاصة سرّا غامضا لا يعلمه أحد وخصوصا في ظل ما يعرف بالشهادات غير المعترف بها إلا أن سر الإقبال عليها لم يتوقف في ظل الإشاعات التي انتشرت خلال منتصف العام الماضي.

وعلى رغم أن الجامعات الخاصة حظيت في استقطاب النَّصيب الأكبر من الطلبة في وجهة نظر البعض فإنه مازال الكثير من الطلبة يفضلون الانضمام إلى جامعة البحرين بحكم السمعة التي تتمتع بها من جهة وبسبب الرسوم الدِّراسية المنخفضة التي يستطيع غالبية الشعب البحريني دفعها.

«الوسط» حاورت عددا من الطلبة المنضمين إلى جامعات خاصة وأولئك الذين في جامعة البحرين، وفي هذا الصدد تحدث الطالب في جامعة البحرين نواف سعيد عن السبب الذي دفعه إلى التسجيل في جامعة البحرين بدلا من جامعة خاصة، فقال: «إن الأمر ربما يبدو مضحكا إذ إن ما دفعني إلى التسجيل في جامعة البحرين بدلا من جامعة خاصة هو ما تتمتع به جامعة البحرين من صعوبة أكثر وذلك لكون مستواها التعليمي عاليا جدّا».

وأضاف «إن ما يتعلمه الطالب في جامعة البحرين أفضل من وجهة نظري وخصوصا أن المتخرج في جامعة البحرين عندما يواصل دراسته خارج البحرين للحصول على شهادة عليا كالماجستير أو الدكتوراه يكون قادرا على المواصلة والاندماج مع الدراسة بشكل أفضل مقارنة مع الطلبة المتخرجين في جامعات خاصة».

وأكد سعيد أن جودة التعليم في جامعة البحرين أفضل من الجامعات الخاصة، مبينا أنه عندما يتحاور مع طالب يحمل الشهادة نفسها يرى أن هناك فرقا واضحا إذ إن غالبية الأمور العلمية لا يحصل عليها الطالب في الجامعات الخاصة بجودة جيدة في الوقت الذي يحصل عليها طالب جامعة البحرين بجودة أفضل.

وأرجع سعيد عدم دراسته في جامعة خاصة إلى موقف مر به خلال سنوات دراسته، وذلك عندما تفاجأ بطالب من جامعة خاصة يحمل ورقتين موضحا له أن هاتين الورقتين هما الامتحان النهائي وأن أستاذ الجامعة طلب منهم التدرب عليها وذلك لأن الامتحان لن يكون خارج هاتين الورقتين.

وبيّن سعيد أنه تفاجأ بما حدث وأدرك في تلك اللحظة من وجهة نظره أن الجامعات الخاصة لا تهتم بالمستوى التعليمي إذ إن كل ما هو مهم هو المال وتخريج طلبة بمعدلات عالية ومن دون وجود جودة في التعليم.

وعلى صعيد متصل، ذكر سعيد أن ما تفتقر إليه جامعة البحرين هو عدم الاهتمام بتكوين الطالب لذلك فإنها تلجأ إلى الضغط في عملية التدريس ما دفع غالبية الطلبة إلى الخروج من جامعة البحرين والتوجه إلى الجامعات الخاصة، مشيرا إلى أن ما تفتقده جامعة البحرين أيضا هو عدم وجود التشجيع للطالب أو عدم تصديق الطالب أيضا.

وعن السبب الذي يدعو بعض المؤسسات الخاصة أو الحكومية إلى تفضيل توظيف طلبة الجامعات الخاصة خلال هذه الفترة رأى سعيد أن السبب يعود إلى التوجيهات التي تسعى إلى الاعتراف بشهادات الجامعات الخاصة من جهة، موضحا أن السبب الثاني يعود إلى أن بعض الشركات أو المؤسسات تسعى إلى توظيف طلبة الجامعات الخاصة بسبب أن طلبة جامعة البحرين غالبا ما يكون لديهم طموح أكثر من باقي الطلبة وذلك بمواصلة الدراسة للحصول على الشهادات العليا أو المشاركة في بعض الدورات ما يدفع بعض المؤسسات إلى عدم توظيف طلبة جامعة البحرين بسبب ما يتمتعون به من طموح، كما أن غالبية الشركات تفضل موظفا يقوم بتسليم عمله ولا يجادل بشأن الترقيات وبشأن المشاركة في الدورات على حد قوله.

لم يعجبه المعدل فتوجه إلى «الخاصة»

أما الطالب السابق في جامعة البحرين الذي توجه إلى جامعة خاصة هاشم المرزوقي فقد بدأ حديثه قائلا: «كنت أدرس في جامعة البحرين وبقيت تقريبا عاما كاملا وكلما بذلت جهدا أكبر رأيت النتيجة لا تعجبني فشعرت بالظلم واتجهت إلى جامعة خاصة». وعن جودة التعليم في الجامعة الخاصة التي انضم إليها المرزوقي، فقد لفت إلى أن جودة التعليم جيدة وخصوصا أن الجامعات الخاصة تراعي الطالب على حد تعبيره.

وأردف المرزوقي أن التعليم ليس بالكم وإنما بالنوعية وهذا ما تقدمه الجامعات الخاصة في الوقت الذي تهتم فيه الجامعة الحكومية بالكم لا بالنوع، مبينا أن جامعة البحرين تهتم بالكم وفي الوقت الذي تعتبر فيه مناهج الجامعات الخاصة قليلة فإنها مركزة ويستطيع الطالب الاستفادة منها في الحياة العملية.

وعما إذا كانت الفرص متساوية في سوق العمل بالنسبة إلى كل من الطالب في الجامعة الخاصة أو جامعة البحرين أكد المرزوقي أن الفرص متساوية، فهو حاليا يعمل ويدرس في الوقت ذاته زاعما أن ما يثبت الطالب في سوق العمل ليس الشهادة التي تُقدم إلى الشركة وأرباب العمل وإنما ما يقدمه الطالب من ثقة بالنفس.

وأفاد المرزوقي أن سوق العمل تعتمد على نوعية الخبرة؛ فإذ كان الطالب حصل على خبرة تعتمد على الكم لا النوعية فإن الفرصة تكون أقل بالنسبة إليه.

شعرت بالظلم فغادرت أبواب الجامعة

أما الطالبة السابقة أيضا في جامعة البحرين سناء علي، فقد أشارت إلى أنها شعرت بالظلم وخصوصا أنها كانت تدرس بجهد كبير. فقد تفاجأت بأن مستوى الدرجات كان أقل بكثير، لذلك فضلت أخذ شهادة الدبلوم من جامعة البحرين وإكمال دراستها في جامعة خاصة.

واعتبرت علي أن جامعة البحرين كانت تركز سابقا على جودة التعليم في الوقت الذي تلجأ فيه الجامعة حاليّا إلى وضع قوانين صارمة تجعل الطالب يفر منها.

وواصلت حديثها «إن إجراء المعاملة في جامعة البحرين بمثابة إجراء معاملة في وزارة حكومية إذ إن الأمر يستغرق ساعات وأياما من أجل إضافة مقعد على سبيل المثال وربما لا تتم إضافته بعد أن خسر الطالب الوقت وشعر بالتعب (...) إن مثل هذه القوانين والإجراءات في حد ذاتها تعتبر أسلوب تطفيش للطالب (...) لابد أن تكون هناك سياسة تشجيع للطالب بدلا من تطفيشه ولابد من تغير بعض القوانين».

وعن جودة التعليم في الجامعة الخاصة رأت علي أنه لم يمضِ على تسجيلها في الجامعة إلا القليل إلا أن أكثر من استشارتهم أكدوا أن الجامعة الخاصة تقدم تعليما ذا جودة ممتازة. وذكرت علي أن الجامعات الخاصة تقوم بتسهيل الأمور على الطالب وخصوصا أنه بإمكان الطالب إنهاء سنوات الدراسة خلال 3 أعوام في الوقت الذي يستغرق الطالب في دراسته في جامعة أخرى أكثر من 4 أعوام. وبينت علي أن الفرص في سوق العمل متساوية بالنسبة إلى جميع الطلبة سواء كانوا تخرجوا في جامعة خاصة أو حكومية. وعلى رغم اختلاف وجهات النظر فإن هناك من يفضل الدراسة في جامعة البحرين بسبب ما يتمتع به الأساتذة من شهرة وخبرة علمية إلى جانب جودة التعليم التي يعتقد البعض أنها تميز جامعة البحرين عن باقي الجامعات.

العدد 2327 - الأحد 18 يناير 2009م الموافق 21 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً