منذ أن كنت صغيرة... كنت وحيدة فريدة... أشكو حزني وهمي للعبتي... حزني مرير وهمي كان وحدتي...
والكل يسأل: أين ذهبت ابتسامتي... فأجيبهم ذهبت مع الأمل وطغت عليها كآبتي... وبكل حزن تربت على ظهري جدتي
وعلى خدي تبدء بالسيلان دمعتي... وهمست لي برجاء كفي عن البكاء يا بنتي... فأخبرها فهي التي ترغب السماع، مطلبي
أريد أخا ألعب معه وأختا أناديها أختي... فتردد لي أطلبي الباري يا بنتي... فغير الله يا غاليتي لا تطلبي.
كنت أعيش في بيت جدتي وجدي... وطول الصباح ألعب مع أبناء عمي... وما إن ينتهي اللعب أذكر همي وغمي
فأذهب بمفردي وألعب بلعبتي... وأذهب لأسمع حديث جدتي... أو أذهب لأمي فأمشي وكأني أميرة... وأسألها لِمَ لم تأتِ لي بأخ أو أخت صغيرة... فتبقى صامتة بذهول وعلى خدها تسيل دموع غزيرة. وأهمس في أذنها فكم أحببت يا أماه أن يأتي يوم أنادي فيه أين أنت يا أختاه، وما إن يسدل ستار الليل أنام في الظلمة وحدي بغرفتي. أنام ويداي تضمان لعبتي، فأهمس لها أتعلمين متى سيكون لي أخ وأخت يلهياني في وحدتي، فأنا أعيش بلا أخت حنون ولا أخ يمسح لي دمعتي؟
وما إن يأتي الصباح أسرع لأبي وأبدأ بمطالبي بإلحاح: أبي أريد أختا أحضنها بفرح، وأخا أحكي له ما بقلبي ليرتاح. وتبدأ دموعه تحكي ألم الجروح ويذهب بي لزيارة عمي وتبدأ الابتسامة فقد يتحقق الطموح وتحكي لعمي طلبي قبل أن أبوح... رجواي فأنت لمطلبي جموح، فيهمس لي أطلبي حبيبتي لعل جوابي يشفي الجروح. طلبي ابنك وابنتك أريدك أن تودعني لعل ابنك يمسح الدموع من عيني وابنتك من الوحده تسليني، وعنه لا أبتعد إلا بجواب الموافقة يعطيني، ونخرج بعدما تتم الصفقة ونذهب لزيارة جدي وخلاني فأسرع لجدي ويضمني في الأحضان، وجدتي تقبلني في وجنتاي، وأذهب مسرعة لخلاني وألعب وأمرح وتكون البسمة هي عنواني، فبرؤيتهم تزول عني كل أحزاني، فنعود إلى البيت أنا وأبي ومعي أبناء عمي وخلاني...
وهكذا مرت الأيام... أفراح وأحزان، آمال وآلام... هكذا هي الدنيا بين حين وآخر تقدم لنا الترضيات، وبعد أربع سنين من الوحدة والانتظار يأتي الفرج من الله عز وجل... آه، كم هذا جميل، إنه الحلم المنتظر منذ سنين، والآن لم تبق إلا شهور ويتحقق حلمك يا...
أيتها الطفلة الطاهرة البريئة
لقد استجابت دعوتك
ورزقك الله ما تريدين
فاطمة إبراهيم الجردابي
العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ