ردّت وزارة الصحة أمس (الثلثاء) على ما نشر في بعض الصحف المحلية بشأن «اختطاف إحدى الممرضات الأجنبيات من مجمع السلمانية الطبي واغتصابها»، وقالت: «إن ما نُشر هو إحدى القصص من وحي الخيال، تم تناقلها بين مجموعة من الأشخاص التي تعودت على تناقل الأخبار غير الصحيحة».
وأوضحت أنها «قامت بمتابعة الموضوع فور نشره قبل أيام في صحيفة (gulf daily news)، واتصلت بالصحيفة ثم الصحف الأخرى التي تناقلت الموضوع للاطلاع على المعلومات التي لديهم عن الممرضة التي زُعم خطفها، ولكن وللأسف الشديد لم يتم الاستدلال على أية معلومة تفيد بصحة الواقعة».
وأشارت الوزارة إلى أنه بعد نشر الخبر في صحيفة (الوسط) أمس، اتصلت الوزارة بالسفير الهندي للحصول على أية معلومات تخص القضية، ولكنه نفى تقدم أي أحد من الجالية الهندية بشكوى أو بمعلومات عن الموضوع.
الجفير - وزارة الصحة
أصدرت وزارة الصحة أمس (الثلثاء) ردا على ما نشر في بعض الصحف المحلية مؤخرا بشأن اختطاف إحدى الممرضات الأجنبيات من مجمع السلمانية الطبي واغتصابها، وهذا نص الرد:
«تود وزارة الصحة أن تبين للجمهور الكريم من المواطنين والمقيمين بأن ما نشر إحدى القصص من وحي الخيال، تم تناقلها بين مجموعة من الأشخاص التي تعودت على تناقل الأخبار غير الصحيحة وتثير الفتن وتزعزع أمن المواطنين والمقيمين، قبل أن تصل إلى الصحف الذي يفترض بها أن تستيقن من مثل هذه الأخبار للمحافظة على مصداقيتها أمام القراء.
من البديهي أن يتعاطف القارئ مع ما نشر لبشاعة الواقعة، ولكن هناك أمور يجب أن يعرفها القارئ العزيز ليستيقن صدقية هذه القصة من عدمها.
الوزارة لم تقف مكتوفة اليدين كما ذكر، ولم تتكتم على الموضوع، بل ارتأت أن تتأكد من جميع المعلومات للتثبت قبل إطلاع الرأي العالم عليها، وقد قامت بمتابعة الموضوع فور نشره قبل أيام في صحيفة (gulf daily news)، واتصلت بالصحيفة ثم الصحف الأخرى التي تناقلت الموضوع للاطلاع على المعلومات التي لديهم بشأن الممرضة التي زُعم خطفها، ولكن وللأسف الشديد لم يتم الاستدلال على أي معلومة تفيد بصحة الواقعة وتساعد الوزارة بالبدء في التحقيق بالموضوع.
والغريب أن الصحف بدأت بنقل الواقعة بشكل غير مهني من دون الإشارة حتى إلى أن هناك صحيفة قبل الأخرى قد تناولت الخبر. أما الأغرب، فهو عدم تقديم الصحافيين الكرام الذين كتبوا الخبر لأي دليل أو إثبات، والأنكى أن «سيناريو الاغتصاب» تحول إلى انتحار ممرضة ثم زوجها ونسأل الله العافية لبقية أفراد العائلة.
وزارة الصحة وفور نشر الخبر الأول قامت بالاتصال بالجهات ذات العلاقة بالمملكة مثل وزارة الداخلية، ومستشفى قوة دفاع البحرين (الذي تم ادعاء علاجه للممرضة الآسيوية) والسفارة الهندية بالبحرين ورؤساء التمريض بالسلمانية الطبي، وأكدوا عدم علمهم بهذه الواقعة وعدم تقدم أي أحد بالإبلاغ عن الواقعة وتسجيل أي من المعلومات بشأن هذه القضية.
مع العلم أن أعلى المستويات بوزارة الصحة بادرت بنفسها بالاتصال بقائد الخدمات الطبية بالمستشفى العسكري للتأكد من تسلمهم الحالة، ولكنهم نفوا تسلم مثل هذه الحالة في الفترة المذكورة.
ومن جانبه قام السفير الهندي بزيارة لوكيل وزارة الصحة خلال الأسبوع الماضي للتباحث بشأن ما نشر، ولكنه لم يدلِ بأية معلومات أو مصادر تستطيع الوزارة التأكد منها.
وبعد نشر الخبر في صحيفة (الوسط) اليوم (أمس)، اتصلت الوزارة مرة أخرى بالسفير للحصول على أية معلومات جديدة تخص القضية، ولكنه نفى تقدم أي أحد من الجالية الهندية بشكوى أو معلومات عن الموضوع، وجميع من تقدم للسفير بعد سماعهم ما نشر في الصحف المحلية، طلب توفير الحماية ورفع عريضة لتوفير الأمن بمداخل السلمانية بسبب سريان هذه الشائعة.
كذلك أجرت الوزارة اتصالا بمكتب وزير الداخلية اليوم (أمس) للاطلاع على أية معلومات جديدة تخص الموضوع، ولم يتم الاستدلال أيضا على هذه القضية أو طلبات تقدم بها أحد للشكوى.
من جانبها، حرصت إدارة التمريض بالوزارة ممثلة بقيادات التمريض وكبار المسئولين بمجمع السلمانية الطبي بالبحث والتقصي حول الموضوع من خلال الممرضات العاملات سواء الجاليات الأجنبية أو البحرينيات، وكان ردهم موحدا بأن ما تم تداوله نقل من الصحف التي أثارت الموضوع، والبعض تداوله من خلال الجاليات المقيمة التي سمعته كذلك وتناقل بشكل غريب من دون ذكر مصادر أو شخص معين.
لقد تم التأكد من سجل حضور وانصراف الممرضات، ولم يتم رصد أية حالة غياب لعدة أيام لأجنبيات من دون عذر، حتى الممرضات اللاتي سافرن في إجازات طارئة أو غيرها تم التأكد منهن ومن سلامتهن، وطلب منهن التقدم للإدلاء بالمعلومات بشكل فوري عند سماع أي معلومة تخص هذا الموضوع لتتمكن الوزارة من بدء التحقيق وتحويل الموضوع للجهات المعنية بالمملكة.
لا أحد يعلم من أين هذه المصادر التي نقلت الخبر أولا وأوقعت الصحف في شراكها وما الأهداف من إثارة قضية (خيالية) لا حقيقة لها... أيعقل أن تقف الوزارة مكتوفة اليدين تجاه قضية بهذا الحجم من دون تحريك ساكن، وهي جريمة فادحة بحق إحدى الموظفات اللاتي تغربن ووهبن حياتهن لخدمة المرضى بهذا البلد، مع العلم أن إدارة التمريض بمستشفى السلمانية الطبي لم تتلق أي شكوى من أي ممرضة تعرضت لملاحقة المارة والشباب في أي وقت من الأوقات، مع ملاحظة أن خروج جميع العاملين في الفترة المسائية يتم من خلال بوابتين وهي دائرة الحوادث والطوارئ التي تعج بالمرضى والموظفين العاملين بالقسم وكذلك حراس الأمن. أما المنفذ الثاني فالمدخل الرئيسي لمجمع السلمانية الطبي الذي يتوافر فيه الأمن، وبوابات مجمع السلمانية الداخلية والخارجية تخضع للمراقبة من خلال حراس الأمن الموزعين على مختلف المرافق، حيث إنها مسئولة عن توفير الأمن والأمان لموظفيها خلال الدوام الرسمي وفي مرافق الوزارة.
وتأمل بل ترجو من الصحافيين والصحف المحلية التمسك بأخلاقيات مهنة الصحافة الرفيعة، وعدم نقل معلومات من مصادر مجهولة وغير معلومة، وإلا ستكون وزارة الصحة مضطرة لاتخاذ إجراءات قانونية هي حق لها.
العدد 2511 - الثلثاء 21 يوليو 2009م الموافق 28 رجب 1430هـ