كم هي هائلة المعاناة التي تعيشها معلمات رياض الأطفال، حيث تتنوع المصاعب والمشكلات التي يواجهنها بين ظروف عمل قاسية وإدارات أقسى.
ظروف العمل التي تعيشها المعلمات تتنوع وتتفاوت قسوتها، فالعمل عندهن يبدأ من الصباح الباكر حتى الساعة الثانية ظهرا، يعملن خلال تلك الفترة الكثير من الأعمال الشاقة منها ما هو ضمن عملهن، وأخرى لا تمت لمجال عملهن بأية صلة، فعلى سبيل المثال يأمرن بالقيام بالتنظيف قبل بدء العام الدراسي، في حين أن هناك عمالا أجانب يفترض أن يقوموا بذلك عنهن!
معاناة معلمات رياض الأطفال لا تتوقف عند ذلك فقط، بل إنهن يعملن خارج أوقات الدوام الرسمي أحيانا، وفي أوقات غير مناسبة أحيانا أخرى، ومع كل تلك الأعمال والمهام المناطة بهن بدءا من الاهتمام بالأطفال ورعايتهم إلى القيام بأعمال أخرى، يقابل كل ذلك مبلغ 60 دينارا شهريا فقط، وهو مبلغ لا يكفي لسد أبسط المتطلبات الحياتية في ظل الظروف الأسرية الصعبة التي تعيشها غالبية الأسر البحرينية.
ليس هذا فحسب، بل الأمر يمتد إلى حرمانهن من الرحلات الترفيهية التي هي ربما تكون المتنفس الوحيد لديهن من متاعب العمل، فضلا عن أن الاهتمام بالأطفال أثناء الرحلات يكون من ضمن صميم عملهن.
حرمان آخر يعايشنه حيث أنهن محرومات من الدورات التعليمية التي من شأنها أن تساعدهن على تنمية مهاراتهن والارتقاء بعملهن بشكل أفضل، كما أنهن يعانين من غياب التأمين الاجتماعي لهن وهو ما يهدد مستقبلهن في العيش بحياة كريمة.
معاناتهن لا تنتهي عند ظروف العمل بل إنها تتعدى إلى سوء تعامل الإدارات معهن، فبعض الإدارات تعاملهن معاملة سيئة وتوجه لهن الإهانات، وتفرق في المعاملة دون أية ضوابط محددة سلفا، فلا يكون هناك تقدير للمعلمات أو العاملات ذوات الخبرة من خلال الراتب وإنما العكس من ذلك؛ إذ يتم تقدير صاحبات الخبرة الأقل.
ختاما، فإن العاملات ومن خلال سرد معاناتهن يتطلعن النظر جديا إلى مشاكلهن وإيجاد حل لها، ولعل أبرز مطالبهن هي زيادة الراتب إلى 120 دينارا على الأقل تقديرا لهن على عملهن الشاق، كما يتمنين من نقابة رياض الأطفال القيام بعمليات تفتيش فجائية من أجل التحقق مما سبق ذكره.
(مجموعة من معلمات رياض الأطفال)
العدد 2230 - الإثنين 13 أكتوبر 2008م الموافق 12 شوال 1429هـ