ها أنا أمضي الأعوام المقبلة من عمري ضائعة ما بين جدران منزل جديّ المتهالك والآيل للسقوط وما بين العلاج في المستشفيات بعد أن تعرضتُ إلى شتى أنواع العذاب من قبل زوجي الذي هجرني بل وطردني من منزلي ومنزل أبنائي الثمانية.

فأنا امرأة أبلغ من العمر 50 عاما، والحمد لله استطعت أن أزوج جميع بناتي السبع، وإلا لكان الوضع بنا أكثر ترديا. وبقي معي ابني ذو الـ 14 عاما، يعاني معي بعد أن طردنا زوجي من المنزل الذي كنت أعيش فيه مع جميع أبنائي، على رغم أنني تكفلت بإعادة بناء جزء من المنزل. أصبت بداء السكري واضررت إلى قطع أجزاء من جسدي، بسبب سوء وتردي الوضع الصحي للمنزل، وبسب المشكلات المتكررة، ولكنه أنكر ذلك، وطردني من المنزل، ولولا أن لنا منزل جدي الذي تسكن فيه أمي أطال الله في عمرها وهو المتهالك والذي لديه ورثة يطالبون بتقسيمه في كل يوم لما وجدتُ لي ملجأ آخر ألجأ إليه، على رغم أن المنزل القديم أيضا غير صالح لي وأعيش فيه مع ثلاث عائلات، ولكني لا أستطيع أن أتوجه لمكان آخر، وخصوصا أن القدر شاء لجميع بناتي أن يتزوجن ويعشن في منازل آباء أزواجهن، ليس ذلك فقط، بل أنهن يعشن في الطوابق العليا، وأنا أتعرض إلى غسيل كلى ثلاثة أيام في الأسبوع، بالإضافة إلى علاجي عن داء السكري في إحدى الدول الشقيقة، بسبب أن مجمع السلماينة الطبي رفض متابعة العلاج الذي بدأته في الدول نفسها.

ومشكلة أخرى تقف أمام حل أزمتي هو أن زوجي الذي هجرني وطردني من المنزل يرفض تغيير اسم السجل الذي افتتحته باسمي منذ أعوام طويلة، مستحوذا على جميع الأوراق والمستندات. المجلس الأعلى للمرأة ساهم في حل جزء من المشكلة إلا أن الحل لم يجد نفعا لأنه خصص لي محامٍ للدفاع عني أمام زوجي لصرف نفقة ولتطليقي منه، ولكنه يرفض أن يطلقني، وبذلك لم أستفد شيئا.

إنني أناشد الأيادي البيضاء وذوي القلوب الرحيمة، بمن فيهم المسئولون في الدولة ووزارة الإسكان أن توفر لي سكنا أمضي فيه عمري المتبقي.كما أتمنى الحصول على مصروف شهري، أو مساعدة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، إذ إنني لاأزال انتظر دراسة الوزارة لملفي، في حين أنني أحصل على 50 دينارا فقط للإعاقة التي أعاني منها.

(العنوان لدى المحرر)