قتل 20 على الأقل وأصيب 100 آخرون في عمليتين استشهاديتين وقعتا مساء أمس في تل أبيب، وقتل فيهما أيضا منفذاهما، كما أعلن قائد شرطة منطقة تل أبيب يوسف سيدبون للتلفزيون الرسمي الإسرائيلي. وقال قائد الشرطة للتلفزيون «لم يبق شيء تقريبا من الإستشهاديين من شدة الانفجارات» التي وقعت في منطقة محطة النقل البري السابقة. ووقع الانفجاران بفارق دقائق في حي نيفي شعنان الفقير جنوب تل أبيب الذي يقطنه خصوصا العمال المهاجرون إلى «إسرائيل».
وقد تبنت ثلاث حركات إسلامية، وهي الجهاد الإسلامي وحماس وفتح العمليتين الفدائيتين.
ففي بيان تسلمت «الوسط» نسخة منه، تبنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح العمليتين. وجاء في البيان :«استمرارا لنهج المقاومة والاستشهاد واتكالا منا على الله وإيمانا بواجب الجهاد المقدس وردا على مجازر الصهاينة النازيين الجدد وردا على تفجير منازل عائلات الاستشهاديين. بعد التوكل على الله وبرا بالقسم الذي قطعته على عاتقها كتائب شهداء الأقصى بالانتقام والثأر من القتلة الصهاينة وممارسة النازية ضد شعبنا فقد نجحت إحدى وحداتنا الاستشهادية المكونة من الاستشهاديين براق رفعت عبدالرحمن خلفة وسامر عماد محمد إبراهيم النوري من مدينة نابلس من اجتياز الحواجز الصهيونية والوصول إلى قلب تل أبيب وتنفيذ عملية استشهادية مزدوجة إذ فجر الاستشهادي الأول جسده الطاهر في محطة الحافلات القديمة في شارع روشينا المكتظ ومن ثم تبعه الاستشهادي الثاني وفجر جسده الطاهر في الشارع المقابل مما أدى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى الصهاينة». بينما أعلنت كل من حركتي الجهاد وحماس في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس مسئوليتهما عن العمليتين.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس ان عمليتي تل أبيب «تثبت ان امن إسرائيل قد انهار» مؤكدة ان الإسرائيليين سيدفعون ثمن «إرهابهم». وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال القيادي البارز في حركة حماس عبدالعزيز الرنتيسي ان هاتين العمليتين «رسالة واضحة لشارون بان دم الفلسطينيين ليس رخيصا وان الصهاينة سيدفعون ثمن إرهابهم ضد أطفالنا وشيوخنا». وأوضح ان «أمنهم (الإسرائيليين) لن يكون في فلسطين، فأمن الصهاينة انهار ولن يستطيعوا ان يقفوا في وجه المقاومة الفلسطينية» مضيفا «لن يقابل احتلالهم وإجرامهم بالورود بل سيقابل بالمقاومة».
وبشأن ما إذا كانت كتائب القسام الذراع العسكري لحركته تتبنى مسئولية العمليتين قال الرنتيسي «لا معلومات لدينا ولا يهمنا من الذي يقف وراء العملية لكن المهم ان الشعب الفلسطيني لن تنكسر إرادته في المقاومة مهما بلغ إرهاب العدو».
من جهته قال احد قادة حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في قطاع غزة ان هذه العمليات «تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين». وأشار إلى أننا «في القيادة السياسية لا نستطيع ان ننفي أو نؤكد من المسئول عن العملية إلى حين صدور بيان من الجناح العسكري الذي نفذها». وقال البطش «لا يهمنا من وراء العملية لكن ما يهمنا ان يحدث توازن الرعب وان يفهم شارون انه لن يهزم شعبنا وان عمليات المقاومة مستمرة وان أمنهم عاجز، إذ ان رجال المقاومة قادرون على الوصول إلى أي مكان».
من جانبها أدانت السلطة الفلسطينية انفجاري تل أبيب. وقال مسئول فلسطيني طالبا عدم ذكر اسمه ان السلطة الفلسطينية «تدين بشدة قتل المدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين». وضربت الشرطة الإسرائيلية طوقا على القطاع الذي سبق ان شهد في 17 يوليو/تموز الماضي عملية استشهادية نفذها فلسطينيان وأوقعت خمسة قتلى غيرهما.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون وزير دفاعه وقادة الجيش والأجهزة الأمنية إلى اجتماع طارئ الليلة الماضية وذلك لبحث سبل الرد على عملية فلسطين المحتلة المزدوجة. ونقل راديو «العالم الآن» الاميركى عن شارون قوله - أمام المئات من الشباب اليهودي من أنحاء العالم - ان «إسرائيل» تريد التوصل إلى سلام ولكن بعد ان يتوقف العنف، مضيفا ان الرد الأمثل على مثل هذه العمليات هو زيادة عدد اليهود المهاجرين إلى «إسرائيل».
وتعرض مطار غزة الدولي الليلة الماضية لقصف شديد من قبل المواقع العسكرية الإسرائيلية المحصنة المقامة على الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والأراضي المصرية جنوب مدينة رفح. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية ان النار اشتعلت في استراحة كبار الشخصيات في المطار. واستنكرت السلطة الفلسطينية هذا العمل وقالت على لسان مصدر مسئول ان هذه الأعمال تأتي في إطار جرائم الاحتلال ضد المؤسسات الفلسطينية. كما أفاد مصدر أمني فلسطيني أن مروحيات عسكرية إسرائيلية قصفت أهدافا في غزة ردا على العمليتين
العدد 122 - الأحد 05 يناير 2003م الموافق 02 ذي القعدة 1423هـ