كلمة تبث عبر القنوات الفضائية والبرامج التلفزيونية وتذاع عبر الأثير وتنشر عبر الصحف المحلية منها والخليجية وحتى العالمية، وهي كلمة حق يراد بها باطل. إنها كلمة تتردد على الألسن ويطالب بها الجميع على حد سواء ولكن هي سلاح ذو حدين يمكن استخدامها في الخير أو في الشر إنها كلمة «الحرية».
هل معنى الحرية أن تفعل ما يحلو لك من دون رادع أو وازع ضاربا بجميع حريات الآخرين عرض الحائط؟، إن حريتك لها حدود والشيء الذي يزيد عن حده ينقلب الى ضده، فالحرية المطلوبة هي الحرية التي تؤطر بإطار الشرع لا تخرج عنه، إذن حريتك تنتهي اذ تبدأ حريات الآخرين.
هل من الحرية أن تخرج المرأة عن طاعة زوجها وتخرج وتدخل من دون حسيب أو رقيب وعلى هواها؟، وهل من الحرية أن أخرّب أو أدمر الممتلكات العامة التي صرفت عليها الدولة الأموال الطائلة لكي يستفيد منها جميع المواطنين؟، هل يعد هذا حرية؟... لا والله إنها لسخف ونذالة وإنكار الجميل..
هل من الحرية أن يقتل الأبرياء والأطفال من المسلمين في حين تقوم القيامة لأجل المدنيين من اليهود اخوان القردة والخنازير؟
هل من الحرية أن تهدم المساجد والمنازل على أهلها في حين أن تاريخنا الإسلامي لم يشهد هدم كنيسة أو معبد ويصلي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) خارج كنيسة القيامة لكي لا يتخذها المسلمون ذريعة عندما يصلي بداخلها فيحولها المسلمون إلى مسجد في حين أن الحضارة الغربية والأوروبية تهدم المساجد وتحولها إلى كنائس ومعابد ودور لعرض الأزياء وإلى مراقص وصالات يحتسى فيها الخمر وتداس فيها الفضيلة.
هل من الحرية أن يقول الإنسان ويكتب ويتحدث على هواه ويتكلم عن الجنس ويروي القصص الجنسية والشعر الغزلي الذي يثير العواطف ويستجيش الغرائز وخصوصا غرائز الشباب، ثم نلوم من ؟؟.
لو تركنا الجميع يعمل ويكتب وينشر ويبث ما يحلو له لأصبح المجتمع مثل المجتمعات الغربية التي تريد حلا لمشكلاتها المتراكمة من اغتصاب وجرائم لا تعد ولا تحصى إذا أرادت البشرية أن تخرج من هذا المأزق فلابد لها أن تعلم بأن اتباع منهج الله هو سبب سعادتها والابتعاد عنه هو سبب شقائها.
غازي الحمر
العدد 123 - الإثنين 06 يناير 2003م الموافق 03 ذي القعدة 1423هـ