العدد 126 - الخميس 09 يناير 2003م الموافق 06 ذي القعدة 1423هـ

علي الفرج: المرأة العاملة تعاني ضغوطا نفسية حلها التأقلم

نتيجة التغييرات في البناء المجتمعي ومنها خروج المرأة إلى العمل، أصبحت المرأة العاملة تعاني ضغوطا نفسية من جراء تحملها أعباء ومسئوليات كبيرة في البيت والعمل في آن واحد. وعن تلك الضغوط النفسية قال أخصائي الطب النفسي علي الفرج منطلقا من خبرته ومعايشته لحالات كثيرة: «معظم النساء يتأقلمن مع ظروف عملهن والضغوط التي تنشأ عنه. وتختلف قدرة الإنسان على التأقلم بحسب حجم وثقل المسئوليات الملقاة على عاتقه، فمسئوليات المرأة العاملة العزبة ليست كمسئوليات المرأة العاملة والأم والزوجة في الوقت ذاته، لذلك فإنه كلما زادت الأعباء زادت الضغوط النفسية التي تترجم وتخرج على شكل مضاعفات مزاجية، أو توتر دائم وعصبية في التعامل مع الأطفال والزوج، يضاف إلى ذلك سلوك غير سوي أو تأقلم غير سوي يتمثل في اللجوء إلى التدخين أو الشيشة أو حتى شرب الكحوليات والمشروبات الروحية. ولعل أكثر الأمور التي تشكل هاجسا ومصدرا للقلق لكل الأمهات العاملات، مسألة التربية ومتابعة الأطفال، وخصوصا من هم دون سن المدرسة. فوجود المرأة لساعات طويلة في العمل يتسبب في انعكاسات تربوية على الطفل، منها تأخر النطق أو التخلف الاجتماعي الناتج عن عدم الاختلاط بالأبوين أو الاخوة أو الأهل، فيضعف المخزون اللغوي السليم للطفل وأحيانا يسد الفراغ بالمخزون اللغوي الذي يستمده من الخادمة أو المربية التي تقضي معه أوقات أطول، لذلك نلاحظ أن الأمهات يحرصن على إدخال أطفالهن الروضة من أجل تطوير مهاراتهم الاجتماعية ودفعهم نحو اكتساب خبرات اجتماعية من جراء الاحتكاك والتعامل مع الأطفال الآخرين. والمرأة العربية أفضل حالا من المرأة الغربية، إذ أن للأسرة الممتدة دورا كبيرا في تقديم يد العون والمساندة وخصوصا إلى الأمهات الشابات، فغالبيتهن يودعن أطفالهن لدى أمهاتهن أو حمواتهن اللائي يتولين تربية الأطفال حتى سن المدرسة. وهذا أمر تفتقر إليه الأمهات العاملات في المجتمعات الغربية. وعلاقة الطفل بالأم علاقة معقدة لكن من ناحية الكيف فإن الأم العاملة تتمتع بقدرة أكبر على التعامل مع السلوكيات الناتجة عن طفلها وإرشاده وتوجيهه بطرق تربوية سليمة، بحكم الإطلاع والتعليم والثقافة، لكنها في الوقت نفسه تفتقر إلى عامل الكم من الوقت الذي يجب أن تقضيه مع الطفل لترسيخ كل الأسس والقيم في نفسه بشكل كاف»

العدد 126 - الخميس 09 يناير 2003م الموافق 06 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً