لم يكن الحجاب الإسلامي بأول من تزاحمت عليه نظريات زائفة، وحامت دون فهم وجوبه أقاويل مختلفة، وآراء متضاربة ما أثار هذا التزاحم التهاون والتساهل في لبسه وفق القاعدة الشرعية المرسومة، لأن الناس كثيرا ما يفسرون مسألة الحجاب على أنها قيد في ممارسة العمل والدراسة الجامعية و...، والفهم قد ينحرف عن الصراط المستقيم للحجاب الذي يمثل مانعا وحفظا للروح والتصرفات الخارجة عن النطاق الشرعي، والرغبة قد تشذ عن سبيل الحق والواجب وتلتزم بالحجاب الشكلي فقط، فتتهاون أو تتخلى عن الحجاب الإسلامي الأصلي أو تكثر الطالبة الجامعية من مخالطة الطلاب من دون داعٍ وتتمتع بكثرة الحديث معهم فهي ويا للأسف محجبة شكلا متبرجة مضمونا، وهذا ما نشاهده بكثرة في الأسواق والجامعات والحفلات. ولا يجوز للمرأة أن تضع مستحضرات التجميل المتعارفة في هذا العصر والعطور الموجبة لجلب النظر، وتخرج من بيتها وهي على تلك الحال أمام الأجانب.
فإذا ما تصفحنا التفاسير بدقة ودرسناها دراسة تتبع وتحقيق لوجدنا على صفحاتها من النظريات الواضحة التي تعطي المرأة العفة الروحية انطلاقا من المقدمات الجسدية ووصولا إلى الستر السلوكي في تصرفاتها الرزينة.
إن واحدة من اللاتي جنى عليهن المجتمع الحديث، وحرّف وبدل العفة عن الدين المحمدي الصافي، وطبق ما هو خلاف الشرع لذلك اندفعت الفتيات يلبسن الشفاف الرقيق واللباس الضيق الذي يفصل الجسم. تدفعها الإثارة، فهي كسائر حياة نساء الموضة. ولقد تضاربت النظريات على الحجاب الصحيح، كما تزاحمت في جوانب أخرى في المجتمع.
إن المؤمن المتابع يعبر في تربيته لبناته عن حبه الخالص للإسلام، ويدافع عن حقه وبقوة ليبرز شخصيته الإسلامية الملتزمة، وينفذ ما في الرسائل الفقهية فما أحلى الالتزام، وأطيب التربية، وأصدق مشاعر المؤمنين، وأجل لباسهم، وأوفى نظرهم، وأصدق مشاعرهم، حجابهم نور وسترهم رشد ووصيتهم التقوى، وفعلهم الخير، وعادتهم الإحسان، وسجيتهم الكرم، وشأنهم الحق، والصدق، والرفق، وقولهم حكم وحتم، ورأيهم علم وحلم، إن ذكر الخير كانوا أوله وأهله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه.
حسن جعفر صالح
العدد 133 - الخميس 16 يناير 2003م الموافق 13 ذي القعدة 1423هـ