العدد 137 - الإثنين 20 يناير 2003م الموافق 17 ذي القعدة 1423هـ

بليكس: هل الرؤوس النووية العراقية «قمة جبل ثلج»؟

بغداد توافق على إصدار تشريع يحظر تطوير وامتلاك أسلحة دمار شامل

بغداد - عصام العامري , عمان - حسين دعسة 

20 يناير 2003

قال كبير المفتشين الدوليين هانز بليكس إن الرؤوس الحربية أو المستندات التي عثر عليها في منزل أحد العلماء العراقيين وتتعلق بصواريخ وأسلحة نووية يمكن أن تستغل كقرائن ضد العراق، واعتبرها لا تشكل «دليلا ماديا» يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب، لكنه تساءل: «هل هي بقايا برنامج من الماضي أم أنها جزء من «قمة جبل ثلج» وما خفي منه؟». وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في بغداد تم الاتفاق مع العراق على عدة نقاط من أبرزها: إقرار السلطات العراقية لتشريع يحظر تطوير أسلحة دمار شامل، فضلا عن تقديم المزيد من الوثائق لفرق التفتيش وأن يرد العراق على الاستفسارات المتعلقة بملف الأسلحة الذي تصفه الأمم المتحدة وواشنطن بأنه ناقص، وكذلك تشكيل لجنة للتحقيق في وجود محتمل لقذائف وصواريخ مزودة برؤوس كيماوية بعد أن تم اكتشاف رؤوس كيماوية فارغة في الآونة الأخيرة، وأن يشجع العراق العلماء على قبول استجوابهم على انفراد من دون حضور ممثلين من الحكومة العراقية، كما سيتم تشجيع المواطنين العراقيين على السماح لمفتشي الأسلحة بدخول ممتلكاتهم الخاصة، وموافقة العراق على السماح لمفتشي الأسلحة باستخدام مروحية في منطقتي حظر الطيران جنوب وشمال العراق، على أن ينضم ممثلون من الحكومة العراقية للطائرة نفسها، من دون أن تقوم مروحية عراقية أخرى بالتحليق وراء مروحية المفتشين. وأعرب بليكس عن أمله التزام بغداد بما تم الاتفاق عليه.

وكان المستشار في ديوان الرئاسة العراقي الفريق عامر حمودي السعدي تحدث عن المباشرة في تحقيقات عراقية بشأن الإثني عشر رأسا كيماويا فارغا التي عثرت عليها فرق التفتيش، وكذلك رؤوس أخرى عثر العراقيون أنفسهم عليها واخبروا المفتشين عنها، وأن نتائج التحقيق ستعلن فور الانتهاء منها.

وبشأن الاتهامات الموجهة إلى تقرير التسلح العراقي بإغفال عدد من النقاط، أكد السعدي أن العراق مستعد لمناقشة التقرير (12 ألف صفحة) والرد على أية أسئلة تتصل بمحتواه. وأوضح السعدي انه تم الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على استمرار المناقشات الفنية لتوضيح بعض التساؤلات المتصلة بأنابيب الألمنيوم، والمتفجرات ذات القوة التدميرية الهائلة، فضلا عن قضايا أخرى.

على صعيد آخر، نفى مصدر مطلع في مفوضية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الأردنية عمان علمه بأي إجراء بخصوص ما أشيع عن عقد ممثلين عن سفارات الدول الأوروبية المنضوية تحت مظلة الاتحاد الأوروبي اجتماعا في عمّان في مقر السفارة اليونانية بصفة بلادها رئيسة للاتحاد الأوروبي.

وما نشر انه جرت مناقشة إمكان ترحيل أو مغادرة الرعايا الأوروبيين لعمّان قبل 15 فبراير/شباط المقبل تحسبا لاحتمال شن حرب على العراق في أواخر الشهر.

ورجحت المصادر أن يكون أمر الرحيل أو المغادرة اختياريا، ويترك القرار للرعايا أنفسهم إذ ستقوم كل سفارة من سفارات الاتحاد الأوروبي في عمّان بإرسال مذكرات إلى رعاياها في الأردن تبدي استعدادها بالمساعدة على الرحيل وصرف مساعدات نقدية فورية للراغبين في المغادرة إذا لم تتوافر لديهم المصاريف الكافية. كما أنها لن تقوم بترحيل أي فرد يريد البقاء في الأردن.


مايرز: صبر واشنطن لم ينفد بشأن دعم تركيا لأي حرب في العراق

بغداد تتعهد بتعزيز التعاون مع مفتشي الأسلحة وأميركا تضغط لترحيل صدام

عواصم - وكالات

مع بقاء مسائل «جوهرية» عالقة لم تتم تسويتها، التزم العراق أمس بالتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة في ختام زيارة رئيسي فرق التفتيش إلى بغداد في وقت تواصل فيه واشنطن ممارسة ضغوط مع إعلان تأييدها رحيل الرئيس العراقي صدام حسين إلى المنفى.

وتم خلال اجتماع عمل في وزارة الخارجية ببغداد بين رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) هانز بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، ومسئولين عراقيين، توقيع إعلان من عشر نقاط التزم العراق بموجبه بمزيد من التعاون مع المفتشين الدوليين.

وفي الإعلان الذي تم توزيعه على الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في فندق القناة، مقر الأمم المتحدة ببغداد، يلتزم العراق بتسهيل دخول المفتشين إلى كل المواقع بما فيها دور الإقامة الخاصة، وتشجيع العلماء العراقيين على الموافقة على أن يتم استجوابهم بشكل منفرد من قبل المفتشين، وعلى تزويد الأمم المتحدة بقائمة كاملة بأسماء العلماء في مختلف مجالات التسلح. كما نص الإعلان على تشكيل لجنة تحقيق بشأن امتلاك العراق رؤوس صواريخ كيميائية بعد العثور على 15 رأسا كيميائية فارغة في مستودع جنوب العراق. وأوضح النص انه تم «تسليم وثائق (إلى الأمم المتحدة) وتوضيحات بشأن مسائل أخرى».

ومع إحراز هذا التقدم، أكد هانز بليكس بقاء مسائل «جوهرية» عالقة، قبل مغادرته بغداد بعد ظهر أمس مع البرادعي إلى أثينا في طريقهما إلى نيويورك وفيينا. وأوضح انها نقاط تتعلق «بمسائل جوهرية على صلة بالجمرة الخبيثة وغاز الأعصاب وصواريخ سكود. لم نبحث هذا بعد».

وقد توجهت فرق التفتيش التابعة للجنة الرصد والرقابة والتفتيش التابعة للأمم المتحدة (الانموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إلى تسعة مواقع داخل وخارج بغداد.

فقد زارت مجموعة من فريق الصواريخ إلى موقع شركة القعقاع العامة في منطقة اليوسفية (25 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد) فيما توجهت مجموعة ثانية إلى موقع شركة الحارث العامة في منطقة التاجي (40 كيلومترا إلى الشمال من بغداد). أما الفريق البيولوجي فقد توجهت مجموعة منه إلى موقع شركة بغداد للمشروبات الكحولية فيما توجهت مجموعة ثانية من الفريق نفسه إلى موقع مركز الإمراض الانتقالية التابع لوزارة الصحة في بغداد أيضا، وتوجهت المجموعة الثالثة إلى موقع المطار الزراعي في منطقة خان بني سعد (30 كيلومترا إلى الشرق من بغداد). أما الفريق الكيمياوي فقد توجه إلى موقع شركة القعقاع العامة أيضا.

وتوجه فريق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى موقع إحدى المزارع الأهلية، وإلى موقع ثان هو فوج جيش القدس في منطقة الفحامة (30 كيلومترا شمال شرق بغداد) والتابع لوحدات جيش القدس التي تضم ملايين المتطوعين لتحرير القدس.

و اتهمت صحيفتان عراقيتان مفتشي الأسلحة بـ «الخروج عن طبيعة» مهمتهم وممارسة إعمال «استفزازية واستخباراتية» يمكن أن «تسهم في تأزيم» العلاقات بين العراق ومجلس الأمن الدولي.

واتهمت الصحيفتان المفتشين بالقيام بتصرفات «لا قانونية ولا أخلاقية لا يقرها إي قانون دولي أو محلي وتتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية التي لا يحق لأي دولة أو جماعة أو فرد التعرض لها وانتهاكها».

ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس أن رحيل صدام حسين إلى المنفى «اقتراح معقول جدا». لكن العراق يرفض مثل هذا الاحتمال. فقد نفى وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف اثر لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير ليل الأحد الاثنين مثل هذا الاحتمال قائلا إن «ما يثار عن مغادرة الرئيس صدام حسين لبغداد سخف لا يقل عن غيره».

وفي بيروت، قال علي حسن المجيد عضو مجلس قيادة الثورة تعليقا على هذه الإنباء، «سبق وقلناها ونرددها إنها جزء من وسائل الحرب النفسية».

وعلى صعيد الاستعدادات للحرب، قالت بريطانيا أمس إنها ستعزز وجودها العسكري في الخليج حيث قال وزير الدفاع جيف هون أمام البرلمان «سيكون العدد الإجمالي للأفراد الذين تضمهم هذه القوة البرية 26 ألف فرد على وجه التقريب... وبالإضافة إلى ذلك نشرنا بالفعل ثلاثة ألوية من قوات الكوماندوس تضم نحو أربعة الآلف فرد بما في ذلك العناصر المساعدة.» وفي أنقرة، قال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية أن صبر الولايات المتحدة لم ينفد بشأن انتظار رد تركيا على طلبات للحصول على دعمها لأي حرب في العراق فيما قال رئيس الوزراء التركي عبد الله جول انه يتعين بذل قصارى الجهد لتفادي مثل هذه الخلافات.

وبعد دقائق من تصريحات مايرز قال جول للصحافيين في مكان أخر بالعاصمة أنقرة أن الاقتصاد الهش لتركيا سيعاني الكثير من الضرر إذا ما اندلعت حرب.

وزار جول عدة عواصم في المنطقة هذا الشهر منها طهران ودمشق لحشد إجماع ضد الحرب.


27 يناير: «انطلاقة جديدة» للمفتشين بحسب بكين

نيويورك - أ ف ب

اعتبر وزير الخارجية الصيني تانغ كسياجوان في نيويورك أمس أن التقرير الذي سيرفعه رئيسا فرق التفتيش الدولية عن أسلحة العراق في 27 يناير/كانون الثاني سيشكل «انطلاقة جديدة» لعمليات التفتيش.

وقال كسياجوان قبل بدء اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي بشأن مكافحة الإرهاب «اعتقد أن هذا التقرير لا يشكل نهاية عمل المفتشين وإنما انطلاقة جديدة له». وأضاف أمام الصحافيين «منذ أن استأنفت الأمم المتحدة عمليات التفتيش في العراق، يتقدم العمل في هذا المجال جيدا ويجب أن يلقى الدعم».


بريماكوف: الحرب على العراق قد تقسم العالم على أسس دينية

جدة - ا ف ب

حذر رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف أمس من أن شن حرب أميركية على العراق قد يقسم الأسرة الدولية على أسس دينية وحضارية ويؤدي إلى انقسامات داخلية في عدد من الدول. وقال بريماكوف في كلمة خلال منتدى جدة الاقتصادي، غرب السعودية على البحر الأحمر، أن حربا أميركية «على العراق ستقود العالم إلى مزيد من الانقسامات. إنها تهدد بتقسيم العالم على أسس دينية وحضارية». وأضاف «إنها أحدى المشكلات الخطيرة التي يواجهها العالم (...) قد تؤدي إلى تقسيم العالم إلى مسلمين وغير مسلمين وتقود إلى تقسيم دول مثل روسيا حيث يعيش عشرون مليون مسلم». وقال بريماكوف الذي يرأس غرفتي التجارة والصناعة في روسيا «قد تتعرض دول عدة لانقسامات داخلية. هذا خطير جدا. في أوروبا والولايات المتحدة تعيش مجموعات مسلمة كبيرة».

مايرز: صبر واشنطن لم ينفد بشأن دعم تركيا لأي حرب في العراق

العدد 137 - الإثنين 20 يناير 2003م الموافق 17 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً