شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس حملة تدمير وتهديد بالهدم بحق منازل الفلسطينيين، ودهم قراهم وجامعاتهم، في وقت تعالت فيه صيحات الاستنكار للإجرام الإسرائيلي في الخليل والتحذير من تصعيد الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وخصوصا عشية الانتخابات الإسرائيلية الأسبوع المقبل. ففي قرية نزلة عيسى، جوار الخط الأخضر، في منطقة باقة الغربية، سلمت سلطات الاحتلال أصحاب 84 مصلحة تجارية وستة ومنازل، أوامر بإخلائها تمهيدا لهدمها، وأخطرت السكان بنيتها تنفيذ أوامر الهدم، أمس أو اليوم الثلثاء، وتدعي سلطات الاحتلال انه تم إنشاء هذه المباني من دون تراخيص!! وفي رام الله داهمت قوات الاحتلال عددا كبيرا من المنازل الفلسطينية في حي عين مصباح واعتدت على المواطنين.

على ذلك قال شهود عيان إن قوات الاحتلال اقتحمت، مقر «جامعة القدس المفتوحة» في المدينة وحاصرت مقر الجامعة بالآليات العسكرية، قبل أن تجبر الطلاب تحت تهديد السلاح على الخروج من قاعات الدراسة.

وفي الخليل نسفت قوات الاحتلال منزل تيسير الشويكي في مدينة الخليل بالضفة الغربية.

والشويكي عضو في حركة الجهاد الإسلامي اعتقله الجيش الإسرائيلي بزعم محاولته تجنيد مفجري قنابل والتخطيط لتنفيذ هجمات.

وتزعم «إسرائيل» ان الشويكي جند احد مفجري القنابل لمهاجمة أهداف إسرائيلية عند الحرم الإبراهيمي في ديسمبر/ كانون الأول العام 2001.

وتقول السلطات الإسرائيلية ان والد الشويكي اعتقل لمساعدته ابنه بإمداده بالطعام والملابس.

ودان، «ملف الخليل» هذه الأعمال غير العادلة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، بحق آلاف الطلبة الفلسطينيين، والانتهاك الصارخ للحريات الأكاديمية، وطالب الملف في بيان له، المجتمع الدولي القيام بخطوات حثيثة لإنقاذ المسيرة الأكاديمية ومستقبل آلاف الطلبة، الذين يدرسون في هذه الجامعات، مطالبا العالم والمؤسسات الدولية، أن ينظروا إلى تصرفات وعربدة المستوطنين باعتبارها أعمالا نازية حقيقية. ودعا البيان الجهات والمؤسسات الدولية المعنية إلى زيارة الخليل، للإطلاع على جرائم الاحتلال، وما سببه الاستيطان من أعمال ألحقت الضرر بشكل يفوق كل تصور في ممتلكات وأرواح المواطنين الآمنين العزل، وأشار البيان إلى استمرار السلطات الإسرائيلية في إجراءاتها التعسفية بحق الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك حرمان ما ينوف عن 8 آلاف طالب من إكمال مسيرتهم التعليمية، كل ذلك من أجل أن يجبر الفلسطينيون على ترك ممتلكاتهم والهجرة من أراضيهم، إضافة إلى أعمال العربدة التي يقوم بها المستوطنون ضد المواطنين العزل. على ذلك أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري، أن دار الفتوى تحافظ دائما على التراث الفلسطيني، وتحث الناس على التمسك بالأماكن الأثرية جميعها في فلسطين، وأن دار الفتوى في الخليل كسائر الدوائر معطلة منذ العاشر من رمضان المبارك الماضي، إذ لا يتمكن أي مواطن من الوصول إلى المنطقة كلها.

ففي بلدة كفر ثلث في قلقيلية قام مساحون إسرائيليون تحت حراسة جيش الاحتلال بوضع علامات جديدة على أراضي البلدة التي يتهددها خطر التدمير والتجريف لصالح الجدار، فوضعوا علامات جنوبا باتجاه قرية رأس عطية المجاورة وقرية رأس طيرة وهذه العلامات تبتعد كثيرا عن العلامات السابقة شرقا، ما يعني ضم المزيد من أراضي المواطنين.

وفي بلدة سنيريا سلمت قوات الاحتلال إخطارات بهدم وإزالة الكثير من المنازل والممتلكات في البلدة. وفي بلدة جلعود في محافظة قلقيلية، إخطارات بإزالة ستة منازل والمدرسة والمسجد الوحيدين في البلدة. وفي رام لله والبيرة، أفادت مصادر مطلعة أن الجرافات الإسرائيلية، شرعت بأعمال التجريف والتدمير في أراضي المواطنين في بلدة عطارة، إذ قامت الجرافات الإسرائيلية بتدمير واقتلاع المئات من الأشجار المثمرة بجانب مستوطنة «عطيرت» المقامة على أراضي المواطنين في البلدة. وعلى الصعيد السياسي، أظهرت استطلاعات جديدة للرأي أمس ان حزب ليكود الذي يقوده رئيس الوزراء ارييل شارون يتقدم بوضوح إلى تحقيق الفوز في الانتخابات العامة التي تجري الأسبوع المقبل، واظهرت ان اقوى المنافسين أخفق في تضييق الفارق بينهما.

وبينت استطلاعات الرأي ان ليكود سيتقدم بفارق 12 مقعدا على الأقل على منافسه الرئيسي حزب العمل ولكنه لم يحقق الغالبية في البرلمان. ويقول حزب ليكود انه يريد تشكيل حكومة ائتلاف جديدة اذا حقق الفوز.

ومن المتوقع ان تكون نتيجة الانتخابات حاسمة في تحديد أسلوب «إسرائيل» في التعامل مع الانتفاضة المستمرة منذ نحو 28 شهرا