أوضح استشاري أمراض العائلة فاروق عزت زوربا أن الكثير من المواقع الطبية على شبكة الانترنت «غير دقيقة» في محتواها وتحتوي على الكثير من المعلومات غير العلمية المغلوطة، الأمر الذي لا يمكن إلا للمتصفح المتخصص للموقع أن يكتشفه. وأضاف أن هذا الأمر يخلق للأطباء الكثير من المشكلات، إذ يعتمد بعض المرضى على الوصفات الطبية أو العلاجات التي يقرأ عنها على صفحات الانترنت، «ويصر» على طبيبه المعالج أن يلجأ إليها من دون فهم «حقيقي» لطبيعة العلاج.
جاء ذلك في ندوة علمية أقامتها جمعية البحرين للانترنت حاضر فيها زوربا مساء السبت الماضي في موقع جمعية المهندسين تحت عنوان (استخدامات الانترنت في تعزيز الصحة).
وتعتبر المحاضرة هي النشاط الأول الذي تقيمه الجمعية منذ بداية تأسيسها الشهر الماضي. والجمعية امتداد لنادي الانترنت السابق، إذ تأخذ على عاتقها تحقيق مجموعة من الأهداف من أهمها السعي إلى أن تكون فاعلة في المجتمع من خلال المحاضرات والمشاركة الفاعلة في أنظمة الانترنت وسياساتها في البحرين. وكانت محاضرة زوربا هي باكورة المحاضرات التي تخطط الجمعية لإقامتها مع نهاية كل شهر.
وجاء اختيار زوربا لإلقاء المحاضرة على اعتبار أنه أنشأ وصمم موقعين على الانترنت وهما تحت إشرافه وإدارته المباشرين. كما أنه الرئيس الفخري للمجموعة العربية لدراسة داء السكري ولديه الكثير من البحوث في هذا المجال.
وفي المحاضرة تحدث زوربا عن التطورات في تقنية المعلومات في السنوات الأخيرة، إذ انه في الستينات كان هناك طلب متزايد على المعلومات في القطاعين العام والخاص. وزاد عدد الناشطين في تصفح الانترنت حتى وصل إلى 20 ـ 25 في المئة في العام 2000 وصاحبته زيادة في تطور تقنيات الاتصال، حتى أصبح في متناول الجميع. ومع بداية عصر العولمة أصبح هناك دور كبير للمرضى الذين يقدمون مجموعة من المعلومات وهناك أساليب مختلفة لإبداء النصح والمشورة لمن يطلبها. ومن ثم حصلت الثورة في أدوات استخدام المعلومات وأهمها انخفاض أسعار أجهزة الحاسب الآلي وإمكان تخزين المعلومات فيها.
وأشار زوربا إلى أنه كان لشبكات الاتصال دور كبير في هذه الثورة المعلوماتية، إذ كانت هناك عدة طرق لاستخدام التقنيات ومنها تسويق الخدمات الصحية والطبية، وتقليل الكلفة، وتعزيز الحال الصحية العامة للناس.
وذكر زوربا أن المعلومات التي يتم نشرها على شبكة الانترنت هي معلومات عامة أو معلومات للمتخصصين، غير أن مميزات المعلومة تكمن في سهولة الحصول عليها وإمكان تطبيقها والاستفادة منها.
أما مميزات أي موقع صحي فتكمن في أن يكون ذا جدوى عالية، وقابلية للتحديد والمراجعة السهلة، وإمكان الوصول إلى المعلومة بسهولة إضافة إلى توافر الاتصال بين المتلقي والمشرف على الموقع عن طريق البريد الالكتروني أو جماعات النقاش أو جماعات الدردشة. وأشار إلى أن هناك إحصاءات كثيرة في المواقع يمكن من خلالها معرفة زوار الموقع وأعدادهم وأنواعهم عن طريق رسوم إيضاحية، كما يفيد الموقع كثيرا إذا كان محتويا على خدمة زيارة البحث السريع.
وأشار إلى أن من سلبيات مواقع الانترنت أنها ليست في متناول الجميع، و تصميم الصفحات بحاجة إلى مهارات خاصة وكذلك الإشراف عليها، كما أن كلفة النشر التقليدية عالية مقارنة بالانترنت الأمر الذي يؤثر على المحتوى، إذ يمكن «لأي كان» أن ينشر بحوثا طبية حتى لو لم تكن دقيقة، ما قلل وأثر على نوعية المعلومات المنشورة وتدني مستوياتها.
وأشار إلى أن الكثير من المعلومات المنشورة في المواقع غير علمية وغير دقيقة إضافة إلى إمكان مهاجمة الموقع واختراقه. وفي هذا الصدد يمكن استخدام برامج أمنية لحماية تلك المواقع.
وفي مجال التعرف على كيفية انتقاء المواقع الجيدة أشار زوربا أنها تأتي من خلال سهولة الوصول إلى المعلومة وسهولة التنقل من معلومة إلى أخرى وإمكان العودة إلى البداية أو للمعلومة السابقة بسهولة. إضافة إلى كون المعلومات شاملة والموقع غير ربحي ولغته سهلة للمتصفح وإمكان التواصل ومخاطبة الشخص عن طريق الموقع.
وعن متطلبات تصميم المواقع قال زوربا إنه في البداية لابد من وضوح الهدف من تصميم الموقع، ولابد من توافر الإمكانات المادية والعلمية، إضافة إلى المهارة والإبداع والتصميم والإتقان والالتزام بالمواعيد والتحديث. وأهمية الموقع تكمن في تصميمه من قبل طبيب له علاقة بالمرض ومارس العلاج للمرضى في حياته العملية. واختتم زوربا محاضرته بقوله إنه على رغم وجود معلومات غير دقيقة عن الانترنت إلا أنه لا توجد دراسة علمية تثبت وجود تأثير سلبي على المتلقين من خلال المعلومات المغلوطة أو غير الدقيقة المنشورة على صفحات الانترنت، أو على الأقل فإن تأثير تلك المعلومات لا يتعدى تأثير المعلومات عبر وسائل الإعلام الأخرى. وبالتالي لابد من ملء الفراغ ولذلك جاءت أهمية استخدام الانترنت في الوقاية وليس في العلاج
العدد 172 - الإثنين 24 فبراير 2003م الموافق 22 ذي الحجة 1423هـ