يعمل باحثون على صنع مجسات إشعاعية من نوع «درب النجوم» صغيرة الحجم إى حد يمكن امتصاصها إلى داخل خلايا الدم البيضاء لرواد الفضاء، وتستعمل يوما ما لتشخيص ومعالجة الامراض.
ومعروف ان رواد الفضاء يتعرضون للإشعاع باستمرار، والامراض الناجمة عن الاشعاع هي من الاهتمامات الرئيسية في الرحلات الفضائية.
واذا ما دخلت تلك الاجهزة النانوموليكولية (اي اصغر من الخلايا) في خلايا دمهم البيضاء فلن يشعر رواد الفضاء بانزعاج اكثر مما يحسونه عندما يسافرون ويتناولون المؤن العادية، مثل الاطعمة المجففة بالتجميد.
إن المليون نانوميتر محتشدة هي بقطر رأس دبوس، والمجسات التي تشبه نظريا نانومسبار «بورغ» الذي زرع في جسم سيفن زوف ناين، الشخصية الخيالية في فيلم «ستارتريك: فوياجيز» تشبه كريات قطرها اقل من خمسة نانومترات. ويقول باحثون جامعيون ان الاجهزة المذكورة قد تحدث ثورة في ممارسة الطب على الارض وفي الفضاء. وهذا القول يؤيده المعهد الوطني للابحاث البيوطبية الفضائية في هيوستن. ويقول مدير المعهد جيفري ساتن وهو غير معني بالأبحاث الجارية: «من حيث المبدأ هذا ممكن، ومثير جدا. إنه تكنولوجية ناشئة وثورية حقا». ولصنع المجسات يقوم العلماء بتطوير بوليمرات اصطناعية تدعى مَلْىٍمْ، (طبقة بعد طبقة). وتضاف إلى البوليمرات مادة مثل الفيتامين تعمل خلايا الدم البيضاء التي تدعى جٍِوُكُّمَّ على امتصاصها. كما تضاف موليكوله متوهجة هي صبغتان ملتصقتان بواسطة بروتين صغير. واذا كان الاشعاع موجودا في خلايا ما فإن لصقة البروتين هذه تتحطم وتنفصل الصبغتان عن بعض وبذلك تتوهج الخلية. تقاس قوة التوهج بجهاز تخطيط الشبكية باستخدام ليزر قادر على تسجيل الوهج الصادر من خلايا الدم البيضاء عند مرورها واحدة بعد الاخرى عبر الاوعية الشعيرية الموجودة في مؤخرة العين. وتشبه مجسات الشبكية هذه الاجهزة التي استعملت في فيلم حىَُْىُّ زمُُِّْ ببطولة توم كروز. وقد استعلمت الاجهزة في الفيلم للتأكد من هويات الاشخاص. ويمكن حقن المجس، أو إدخالها عبر البشرة، بحسب الدكتور جيمس بيكر من جامعة ميشغن، وهو العالم الذي يتولى إدارة المشروع، مشيرا إلى ان الاجهزة تلك ستقوم بمراقبة الاشارات المبكرة للضرر بشكل تواصل. ويضيف بيكر: «لقد صنعنا الجهاز فعلا، ووضعناه في خلايا مستزرعة واثبتنا انه يعمل. ونأمل في ان نحصل على معطيات من الحيوانات في غضون ثلاث سنوات». ويتوقع بيكر ان تبدأ التجارب بالجهاز على الفئران في الفضاء في غضون ست سنوات ، على ان تتبعها التجارب البشرية في وقت لاحق
العدد 172 - الإثنين 24 فبراير 2003م الموافق 22 ذي الحجة 1423هـ