عندما أعلنت الشركة الألمانية المصنعة لسيارات «بي. ام. بليو» انها نجحت في شراء مصنع الرولز رايز البريطانية بقيمة 340 مليون جنيه استرليني بتاريخ 30 مارس/آذار 1998، فإنها تسلمت بذلك أهم ماركة سيارات يعتز بها البريطانيون ليعلنوا انتهاء الهوية البريطانية لصناعة السيارات فمعظم سيارات العالم المعروفة اما أميركية أو يابانية أو ألمانية ودول أخرى.
وبعد مرور قرابة الخمس سنوات خرجت الرولز رويس الجديدة إلى عالم النور فقد توصل واحد من أكثر مشروعات التصميم السرية إلى انتاج سيارة تزن أكثر من طنين يبلغ طولها حوالي عشرين قدما بكلفة تصل إلى حوالي 250,000 جنية استرليني.
وكشفت BMW النقاب عن سيارتها الرولز رايز الجديدة «فانتوم» التي يتم تصنيعها يدويا في مصنع مجاور لحلبة سباق الخيل في جنوب سبيكس بانجلترا.
ويزعم مالكو الشركة الألمانية الذين يعملون بسرعة فائقة أنهم انتجوا أول رولز رويس جديدة منذ فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. وتعتبر السيارة الجديدة أغلى بكثير من الطراز الأخير للفانتوم التي تم تصنيعها من قبل شركة رولز رويس في السبعينات طراز سيلفر سيراف الذي ستحل محله.
ولكن BMW تأمل في أن تكون السيارة الجديدة جديرة بالثقة تضاعفت بحيث مبيعات رولز رويس العالمية لتصل إلى ألف سيارة في العام بالمقارنة مع 500 العام 2002، وهو العام الأخير الذي كانت فيه رولز رويس تخضع لملكية شركة فولكس واجن لتصنيع السيارات.
وإذا ما حققت BMW نجاحا مماثلا، كما هو الحال مع الماركة البريطانية الأخرى الشهيرة «الميني»، فإن الرهان في الوصول إلى الغاية المنشودة في سوق السيارات الفاخرة سينجح.
وقد حصلت BMW على الاسم الشهير رولز رويس العام 1968 بعد معركة مع منافستها VW والتي اشترت شركة رولز رويس لتصنيع السيارات من فيكرز بمبلغ 470 مليون جنيه ثم اكتشفت انها بحاجة إلى الحصول على ترخيص من الشركة المصنعة للمحركات المصنعة بالاسم نفسه لكي تستطيع مواصلة صناعات سيارات رولز رويس. ولكن الشركة المصنعة للمحركات قامت بدلا الى BMW بمبلغ 40 مليون جنيه تاركة لشركة VW ماركة بنتلي. وقد استثمرت BMW منذ ذلك الحين 65 مليون جنيه في مصنعها الكائن في مضمار جود وود لسباق الخيل والذي تبلغ مساحته 42 أكر ومبلغا آخر لم يكشف النقاب عنه لتطوير سيارة الفانتوم. لقد، اشترت BMW بلاشك أفضل ماركة سيارات في العالم بسعر رخيص نسبيا، ولكن الضرر الذي لحق بهذه الماركة في السنوات الخمس الماضية كان كبيرا.
وبينما استثمرت VW أكثر من 600 مليون جنيه في مصنع بنتلي في كرو، فإنها لم تستثمر أي مبالغ في رولز رويس سواء لتطوير الانتاج او التسويق. ويمكن مشاهدة النتائج في الانهيار المفاجئ في حجم المبيعات من حوالي من 2000 سيارة في العام الى ربع هذا الرقم الآن.
ولا يقلل رئيس مجلس إدارة رولز رويس طوني كونت من حجم التحديات التي يواجهونها بالنسبة إلى إعادة إنعاش هذه الماركة التي يبلغ عمرها قرنا أو المخاطر التي يواجهونها في طرح سيارة فاخرة مع الحرب التي تلوح في الأفق في العراق والنظرة الاقتصادية التي تتسم بالقلق بالنسبة إلى هم سوقين للشركة - السوق الأميركية والسوق البريطانية.
يقول كونت: نحن ندرك الوضع السياسي ولكن لا يوجد أبدا ما يُسمى بالوقت المثالي لطرح سيارة جديدة. ان ما أعرفه هو أن رولز رويس لم تتمتع بها المستوى من الالتزام والاستثمار والتركيز منذ وقت طويل. وقد بدأ الاستثمار في وقت مبكر من العام 1999 عندما تم تجميع فريق من المصممين البريطانيين سرا لبدء العمل في مشروع زز10.
وقد قامت BMW بتوفير سكن للفريق في فرع مهجور لبنك ناشنال ويستمنستر بالقرب من هايد بارك، وكانت تصميماتهم وأجهزة الحاسوب الخاصة بهم تحفظ كل ليلة في غرفة خزائن المصرف.
وتم انتاج أول ثلاثه مجسمات طينية ثلاثية الأبعاد بالسرية نفسها بعد عام داخل استوديوهات هولبورن لتطوير الأفلام التي لا تعرفها حتى الشركات المجاورة.
وكان يرمز الى المنطقة باسم «مخزن الكتب». لقد كان قرار إقامة المصنع بالقرب من جود وود مفاجأة. ويوجد المصنع في منطقة التلال المنخفضة في سيسكس والتي لا تشتهر بالأعمال الهندسية أو التصنيع.
ويعتقد أن BMW بحثت أولا عن موقع في غرب لندن بالقرب من قطار هيثرو، ولكنها استدركت ان معظم عملائها الأثرياء يمتلكون طائراتهم النفاثة الخاصة. أما جود وود فلها مطارها الخاص إذ يمكن للعملاء الطيران عندما يريدون لمتابعة التقدم الذي تم بالنسبة إلى صناعة سياراتهم، كما ان المنطقة مكان معروف لإقامة الحفلات الموسمية البريطانية.
وقد أُخذ في الاعتبار أيضا تسهيل عملية وصول الموظفين لأن عددا كبيرا من الموظفين الذين يبلغ عددهم الكلى 350 هم من الحرفيين الذين عملوا في الصناعات المحلية مثل بناء اليخوت وصناعة الخزائن وإنتاج الآلات الموسيقية.
إن هؤلاء الموظفين ذوو خبرة في الأعمال الجلدية وتزيين الأثاث الخشبي، والتي تُعتبر الفانتوم الجديدة التي يبلغ وزنها 2,5 طن ويصل طولها الى 19 قدما أكبر بكثير من الأنواع السابقة، ولكنها أخف نظرا إلى أن الهيكل مصنوع من الألمنيوم. كما أن السيارة الجديدة أسرع إذ ان محركها 6,75 لترات (V21) يدفع السيارة لتصل سرعتها من صفر الى 60 ميلا في الساعة خلال 5,7 ثوان، كما أن سرعتها القصوى تصل الى 150 ميلا في الساعة.
ومن المواصفات القياسية التي توجد في السيارة: السجاد الأرضي ماركة لامبزوول، طاولات ا لرحلات القابلة للطيّ والمصنوعة يدويا، أجهزة الملاحة المزودة بنظام تحديد المواقع العالمي GPS، نظام سمعي داخلي يشتمل على تسعة مضخمات للصوت وثلاثة عشر مكبرا للصوت.
ويمكن اعتبار الفانتوم على أنها جديدة في كل شيء، ولكنها بالتأكيد ليست بريطانية 100 في المئة، إذ أن الهيكل والمحرك صناعة ألمانية وعلبة التروس نمسوية، أما محور العجلة الخلفي وعمود التدوير فتم تصنيعهما على نمط سلسلة BMW Seven. وفي أفضل الأحوال فإن 15 في المئة من الأجزاء المكونة للسيارة كان مصدرها بريطانيا. ومع ذلك توجد سمات تجعل هذه السيارة بريطانية بشكل رئيسي: الأبواب الخلفية المثبتة بمفاصل وشعار «روح النشوة» القابل للارتداد والمثبت على مقدمة السيارة وحامل المظلة المثبت في الأبواب الخلفية.
خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد 172 - الإثنين 24 فبراير 2003م الموافق 22 ذي الحجة 1423هـ