ترددت صيحات الحرب الصينية في قاعة اجتماعات الحزب الشيوعي الرئيسية حديثا لأعراض تجارية اكثر من كونها قتالية فالمناسبة كانت العرض الاول لملحمة الفنون القتالية الجديدة للمخرج جانغ يمو التي قيل انها اعظم مشروعاته السينمائية طموحا من الناحية البصرية حتى الآن.
وقد استقبل حوالي 60 شخصا من الممثلين الـ «اكسترا» بثياب العصر البرونزي جانغ، المخرج الذي اشتهر بأفلام حظيت باستحسان النقاد، مثل «السرغم الأحمر» و«ارفعوا الفانوس الأحمر»، لدى وصوله لحضور العرض الاول لفيلمه الجديد «ينغ كزيونغ» أو «البطل».
فيلم «البطل» وهو قصة دسائس وعسكريتاريا واغتيال وطبعا غرام - تدور حوادثه في مرحلة الصين القديمة عندما كان الطامح إلى عرش الامبراطورية جين شيهوانغ يقاتل ويتآمر من اجل توحيد الوطن. وقد نجح في مسعاه.
وقال جانغ (51 سنة) لحشد من حوالي 400 صحافي وضيف في قاعة الشعب العظمى في بيجينغ - إذ عقد مؤتمر الحزب الشيوعي حديثا لانتخاب القيادة الصينية الجديدة، وان «هذا جزء من التاريخ الصيني الذي يجب ان يعرفه الشعب».
وكان يحيط بجانغ افراد طاقمه: استاذ الفنون القتالية جيت لي - الذي عرفه الناس في الخارج من خلال فيلم «The One» وماغي تنشيونغ وطوني ليونغ في «In the Mood for Love»، وجانغ زيي الذي ادى دورا مساعدا في فيلم «النمر الرابض، التنين المختبىء» والممثل تشن دوامينغ.
وهذا اول فيلم طلع به جانغ يمو بطاقم مطعم بنجوم سينمائيين معروفين خارج حدود الصين. وقد قال المخرج انه يريد اجتذاب جمهور دولي - للفيلم وللتاريخ الصيني على حد سواء.
وقال جيت لي المولود في بيجينغ، ردا على سؤال عن توقعاته بالنسبة إلى عرض الفيلم في الخارج: «ان هذه فرصة جيدة لتعريف العالم بهذا الموضوع».
ويأتي فيلم «البطل» متعقبا خطى انغ لي في فيلم «النمر الرابض» الذي جدد الاهتمام بأفلام الفنون القتالية في الغرب. ولكن صنع «البطل» كلف 31 مليون دولار وجرى تصويره في مختلف المناطق الصينية. ومنها منغوليا الداخلية، ومقاطعة زيتشوان في غرب الصين ومقاطعة جيجيانغ الجنوبية الشرقية.
تغذي اسطورة جين شيهوانغ وتوحيده الولايات المتحاربة النزعة الوطنية القوية للصينيين. فهو الذي بدأ مرحلة البناء الكبرى لحائط الصين، وجنوده المصنوعين من الخزف لحراسة قبره في مدينة كزئيان الوسطى مشهورون في العالم.
وهذا يضمن شعبية الفيلم في الصين، ولكنْ في الخارج، ثمة امران يساعدان على انتقال «البطل»، إلى خارج قاعات العرض الفنية - وهما وجود جيت لي والفنون القتالية البهلوانية. ولا بأس ايضا من التصوير السينمائي الغارق بالالوان بكاميرا كريستوفر دويل.
قبل هذا العرض الاول شاهد ضيوف تلقوا دعوات خاصة لـ «البطل» ولكن بخطوة سلبية. فقد توجب على كل مدعو ان يضع كل اغراضه في كيس قمامة اسود عند مدخل القاعة لمنع تسجيل الفيلم والاتجار به لاحقا»، هذا مع العلم ان هناك ملايين الاشرطة السينمائية المقرصنة تباع في الصين. وقد وعدت السلطات الصينية بقمع هذه الظاهرة. وقد شاهد الوافدون إلى العرض الاول لافتة كبيرة في القاعة العظمى وعليها كتابة بأحرف صينية تعكس آمال صانعي الفيلم: «صناعة الافلام الصينية، إلى الامام نحو الأوسكار».إلا ان جانغ رفض الاجابة على اية اسئلة عن جوائز الاوسكار، وقال: «ببساطة اردت ان اصنع فيلما ممتعا للجميع. بوسع النقاد ان يكيلوا الاهانات أو يمتدحوا الفيلم. وعندما ينزل إلى الصالات سأنتظر الناس ليعطوا أراءهم فيه»
العدد 184 - السبت 08 مارس 2003م الموافق 04 محرم 1424هـ