استمرارا للمعركة بين معسكري الحرب والسلام في شأن القضية العراقية اعتبرت مستشارة الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي كوندوليزا رايس أمس ان الألاعيب التي يقوم بها الرئيس العراقي «انتهت» وحان الوقت لوضع حد للتهديد الذي يمثله. وأكدت ان الولايات المتحدة مستعدة للرد عسكريا على التهديد الذي يمثله الرئيس العراقي حتى لو رفض مجلس الأمن الدولي اعتماد قرار ثانٍ يسمح باللجوء إلى القوة.
وهذا ما عززه وزير الخارجية الأميركي كولن باول، الذي اعتبر ان «الوقت أوشك على النفاد» أمام العراق لتجنب الحرب.
من جانب آخر، اتهم مسئول كبير في وزارة الخارجية الروسية أمس الولايات المتحدة بزيادة مطالبها باستمرار وتبديل «قوانين اللعبة» في الأزمة العراقية، معلقا على تهديدات واشنطن بشن حرب على رغم الإعلان عن تحقيق تقدم في عمليات التفتيش.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي بدأت فرنسا فيه حملة دبلوماسية جديدة. إذ بدأ وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان جولة يزور خلالها انغولا والكاميرون وغينيا لحثها على رفض مشروع القرار الأميركي.
هذا وتَواصَلَ أمس إنزال المعدات العسكرية الأميركية ونقلها إلى جنوب شرق تركيا، باتجاه الحدود مع العراق، في حين أعلن رئيس البرلمان التركي بولند ارينج انزعاجه إزاء عملية الانتشار التي اعتبرها «أمرا واقعا».
عواصم - وكالات
أعلن العراق أمس على لسان مسئول رفيع المستوى أنه مقتنع بأن الولايات المتحدة ستشن الحرب على بلاده على رغم الجهود التي يبذلها لنزع أسلحته.
هذا في وقت اتهم فيه مسئول كبير في وزارة الخارجية الروسية أمس الولايات المتحدة بزيادة مطالبها باستمرار وتبديل «قوانين اللعبة» في الأزمة العراقية، معلقا على تهديدات واشنطن بشن حرب على رغم الإعلان عن تحقيق تقدم في عمليات التفتيش.
وقال نائب وزير الخارجية يوري فيدوتوف لشبكة «ان تي في» التلفزيونية «إننا مطلعون جيدا على الموقف الأميركي ونتعاون مع الولايات المتحدة ونحاول فهم دوافعهم والأسباب التي تجعلهم يغيرون قوانين اللعبة باستمرار». وذكر فيدوتوف أن القرار 1441 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني «شدد على وصول المفتشين الدوليين إلى جميع المنشآت العراقية». وتابع انه بعد ان امتثل العراق «قالوا لنا ان هذا لا يكفي وان تعاون العراق شكلي بحت وان نزع السلاح الحقيقي ينبغي ان يبدأ». ومن جهة أخرى حذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الولايات المتحدة من أي عمل أحادي الجانب في العراق معتبرا انه سيشكل «انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة» يرغم مجلس الأمن على «الانعقاد وبحث الوضع واتخاذ القرارات المناسبة». وغادر رئيس الدوما غينادي سيليزنيف أمس إلى بغداد إذ سيلتقي الرئيس العراقي صدام حسين.
وأخيرا واصلت روسيا أمس إجلاء رعاياها الـ 700 في العراق مع مغادرة طائرة تابعة لوزارة الأحوال الطارئة بغداد متوجهة إلى موسكو. وستنتهي العملية اليوم الاثنين كما أعلنت الوزارة. على الصعيد ذاته، قال مسئول عراقي رفيع المستوى أمس ان العراق يعتبر ان الولايات المتحدة مصممة على شن الحرب على رغم الجهود التي يبذلها لنزع أسلحته.
وأجاب مدير عام دائرة الرقابة الوطنية العراقية المكلفة العلاقة مع المفتشين الدوليين، حسام محمد أمين، أمس في مؤتمر صحافي بالإيجاب على سؤال بهذا المعنى. وأضاف «نعتقد مع ذلك ان الوضع يمكن ان يتحسن عن طريق الدول في مجلس الأمن ومن قبل الناس» الذين يحتشدون ضد الحرب.
وأضاف أمين «إننا نستعد للحرب، لكننا نعمل في الوقت نفسه مع لجنة (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية». تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي بدأت فرنسا فيه حملة دبلوماسية جديدة ضد القيام بعمل عسكري في العراق عازمة على انه إذا دخلت واشنطن الحرب فعليها خوضها من دون تأييد الأمم المتحدة. وسافر وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في جولة يزور خلالها انجولا والكاميرون وغينيا لحثها على رفض مشروع قرار أميركي يمنح بغداد مهلة حتى 17 مارس/آذار لنزع أسلحتها وإلا واجهت حربا.
وقال وزير الشئون الأوروبية الفرنسي نويل لينوار «يجب ان نفعل كل ما في وسعنا لتفادي الحرب. فرنسا ملتزمة بنهجها ولسنا وحدنا». لكن المسئولين الفرنسيين يتحدثون بشكل غير رسمي عن تزايد احتمال العمل العسكري ويرون في الفوز في التصويت الذي سيجري هذا الأسبوع في مجلس الأمن سبيلا لإنقاذ ماء الوجه بعد ان ظهرت فرنسا على أنها اشد معارض علني للحرب.
وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس انه لم يتضح بعد ما إذا كان أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشرة سيوافقون على مشروع قرار يمهد الطريق لحرب لكنه قال انه يرى «فرصة كبيرة» أمام احتمال حصول مشروع القرار على تأييد 9 أو 10 أصوات. لكن باول قال انه لن يندهش إذا استخدمت فرنسا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار فيما أجرى سلسلة من المقابلات لكسب تأييد للدفع الأميركي بشأن عمل عسكري ضد العراق إذا لم تتخل بغداد عن أسلحتها المشتبه فيها للدمار الشامل. ويخشى المسئولون الفرنسيون ان تستخدم واشنطن معونات مالية وتعهدات أخرى «لشراء» أصوات من بين الأصوات الستة التي لم تقرر بعد كيف ستصوت في مجلس الأمن وهي أصوات باكستان وشيلي والمكسيك وانجولا والكاميرون وغينيا.
وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس ان بلاده «تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ القرارات» في غياب قرار ثان في الأمم المتحدة بشأن العراق. إلا انه رفض الإفصاح بوضوح عما إذا كانت بريطانيا ستشارك في الحرب إلى جانب الولايات المتحدة إذا لم يتبن مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأميركي البريطاني الاسباني الذي يفتح الباب أمام استخدام القوة ضد العراق. وقال «ما سنقوم به في ظل هذه الظروف، هو وضع قرارات الأمم المتحدة موضع التنفيذ عمليا». وتابع سترو «لا يتعلق الأمر لا اليوم ولا في أي يوم بتجاهل الأمم المتحدة، وليس الأمر كذلك أيضا بالنسبة إلى الولايات المتحدة».
هذا وأعلن النائب العمالي البريطاني اندرو ريد أمس في بيان انه يترك منصبه في ديوان وزيرة البيئة مارغريت بيكيت بسبب تعارض موقفه مع موقف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بشأن المسألة العراقية.
هذا وصرح مسئولون عراقيون في بغداد أن مفتشي كل من لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش (أنموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية قاموا أمس بزيارة تسعة مواقع نووية عراقية. وبموجب الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية كان يتم تدمير صواريخ من طراز الصمود-2 في واحد من المواقع في قاعدة التاجي التي تبعد عشرين كيلومترا إلى الشمال من بغداد.
كما تم أيضا تفتيش إحدى المدابغ في نهروان بالقرب من بغداد وكذلك موقع في العزيزية كان من المقرر أن يتم فيه- في العام 1991- تدمير قنابل مليئة بمفاعلات بيولوجية.
وأعلن العراق أمس ان كبير مفتشي الأمم المتحدة على الأسلحة هانز بليكس قد يزور بغداد في 17 مارس/آذار الجاري وهو الموعد الذي يوافق نهاية مهلة حددتها الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق لنزع أسلحته وإلا واجه عملا عسكريا.
وفيما يتعلق بالتظاهرات المناهضة للحرب على العراق، احتشد عشرات الآلاف من مؤيدي الأحزاب الإسلامية الباكستانية في مدينة روالبندي الشمالية أمس لإدانة الخطط الأميركية لشن حرب على العراق.
واشنطن - د ب أ
بدأت الأمم المتحدة في سحب موظفيها المدنيين غير الأساسيين من منطقة الحدود الكويتية العراقية، فيما أعلنت حال التأهب القصوى في المنطقة، حسبما ذكرت تقارير. وتم سحب موظفي الأمم المتحدة في الكويت، الذين يعمل الكثيرون منهم في بعثة مراقبة داخل المنطقة المنزوعة السلاح، إلى مدينة الكويت بسبب تزايد التوترات على الحدود، وجاءت هذه الخطوة عقب تواتر أنباء الأسبوع الماضي عن قطع السياج الممتد على طول المنطقة المنزوعة السلاح، وعن أن جنودا أميركيين دخلوا المنطقة في انتهاك للقواعد التي وضعتها الأمم المتحدة بخصوص هذه المنطقة. وكانت قد تمت إقامة المنطقة المنزوعة السلاح عقب حرب الخليج العام 1991، وهي الحرب التي طرد فيها تحالف بقيادة الولايات المتحدة القوات العراقية من الكويت.
القدس المحتلة - أ ف ب
أعلن رئيس أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال اهارون زئيفي أمس في تصريح أوردته الإذاعة العامة ان الولايات المتحدة ستهاجم العراق «حتى في حال فيتو من مجلس الأمن الدولي». واعتبر الجنرال زئيفي متحدثا خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء ان الولايات المتحدة ستشن هجومها «عما قريب» مهما كانت نتيجة التصويت في مجلس الأمن الدولي. وأعربت فرنسا وروسيا والصين الدول الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي عن معارضتها لهجوم عسكري على العراق. ورأى زئيفي ان الولايات المتحدة تنتظر لترى ما إذا ستتمكن من نشر قوات في تركيا قبل إعطاء الضوء الأخضر لمهاجمة العراق، مشيرا إلى ان واشنطن تريد «الهدوء على الجبهة الفلسطينية والجبهة الكردية» في شمال العراق
العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ