متى يتغير ما أنا فيه من بؤس وانكسار؟ بدأت أفقد الثقة في الإجراءات البطيئة التي يقوم بها المسئولون في بلدي وبلد أجدادي الذي لو كانت له عين لبكى على أهله مما هم فيه من شقاء وحياة لا يرضى بها أي إنسان. ذلك الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى ووهبه نعمة العقل والإحساس والشعور الكبير.
بعد أن عملت في وزارة العمل والشئون الاجتماعية في الفترة من يوليو/ تموز 2001 إلى مايو/ آيار 2002 على أمل توظيفي الدائم الذي سيتم لاحقا، لأن القسم الذي أعمله فيه وهو «الدعم الفني» مازال غير منظم تنظيما كاملا، وعلى هذا الأساس أقبلت على الزواج لأنني في سن متأخرة نسبيا.
وبعد كل هذا تم فصلي من العمل، ليس لعدم كفاءتي وإنما بسبب حلّ اللجنة الفنية التي كنت أعمل فيها. وقد توجهت بخطاب مكتوب إلى وزير العمل والشئون الاجتماعية بتاريخ 15/12/2002، وتم تسجيل الخطاب برقم (720/2002) وحتى الآن لم أتسلم أي رد.
وأنا الآن أعيش تحت الضغوط المعيشية القاسية والمتمثلة أساسا في الحياة الزوجية، إذ أنها قاربت على الانهيار بسبب فصلي من العمل. وثقتي في الله وفي الوزارة لكي أحصل على وظيفة بديلة إذا لم توجد فرصة للرجوع إلى عملي الأصلي.
أنا الآن في ربيعي الثاني والثلاثين، لكن هذا الربيع تحول إلى ليل مظلم بسبب هذه الحياة «الجحيمية» البائسة، ولو لم تكن هذه الروح أمانة من خالقها العظيم لحاولت التخلص منهم لأتخلص من آلامي التي لا تكاد تتوقف حتى تبدأ من جديد، هذا إن بقت في جسدي روح أصلا!
كيف لا يشعر الإنسان بهذا الإحساس وهو يرى نفسه من دون وظيفة يسد بها جوعه ويكف بها يده عن سؤال أبيه عن مصروفه اليومي وكأنه مازال طفلا في مدرسة ابتدائية؟ كيف لا يشعر بهذا الإحساس وهو يرى الأجنبي من كل نواحي الأرض يتسلم وظائف المواطن الذي يبقى تحت رحمة وحش ضارٍ اسمه البطالة؟
لقد تقدمت إلى معظم شركات ووزارات المملكة، ولكن من دون فائدة تذكر، وآخر طلب تقدمت به إلى وزارة التربية والتعليم من أجل إيجاد فرصة عمل تابعة لحراسة إحدى المدارس التابعة للوزارة، وأعطوني بطاقة مراجعة برقم (م 289)، وآمل أن يتم تعييني بشكل عاجل نظرا لظروفي المعيشية والاجتماعية المتدهورة.
الاسم والعنوان لدى الصحيفة
العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ