كشف وزير العمل وعضو اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم مجيد العلوي ردا على سؤال «الوسط» بشأن إصلاح التعليم في البحرين عن تعاقد البحرين مع مؤسسات في كل من بريطانيا وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا لتطوير التعليم والتدريب في البحرين، ورفع قيمة المعلم اجتماعيا واقتصاديا.

وأشار وزير العمل إلى أن اللجنة الوطنية لتطوير التعليم عقدت أمس الأول اجتماعها برئاسة نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة والتي تضم في عضويتها وزير العمل ووزير التربية والتعليم ماجد النعيمي ووزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة ورئيس مجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة وممثلين عن غرفة تجارة وصناعة البحرين بحث خلاله مسيرة إصلاح التعليم وما تحقق منها.

وأكد العلوي أن أثار مسيرة إصلاح التعليم باتت واضحة للجميع، ومنها قيام بوليتكنك البحرين وكلية المعلمين وهيئة ضمان جودة التعليم، والذين تحولوا لواقع موجود يعملون على الأرض من أجل إصلاح التعليم في البحرين.

وبين العلوي أنه على صعيد ضمان الجودة في الجامعات والمعاهد والمدارس، تم التعاقد من جهات دولية لتطويرها وتقييمها، وعرض تلك التقارير على الرأي العام من خلال نشرها في الصحف والانترنت.

وقال العلوي: «أتذكر أيام كنا طلابا كان المدرس له قيمة في المجتمع الذي يعيش فيه، وكان أجره ممتازا، ومن يعمل في هذه المهن كانت له قيمة اجتماعية رفيعة، ولكن مع مرور الوقت أصبحت مهنة التدريس هي آخر وظيفة يسعى لها من يريد التطور في حياته العملية، وهذا ما لا نريده، كما أن من لا يحصل على القبول في الكليات الأخرى يتجه إلى كلية تربية كخيار أخير، وهو ما أثر على مستوى التعليم في البحرين».

وأضاف العلوي: «نريد تحويل مهنة التدريس إلى وظيفة يقبل عليها الطلاب الأذكياء العارفين بأهميتها في المجتمع»، مشيرا إلى أنه كل ما كان المدرسون ضعفاء كانت نتائج ومخرجات التعليم ضعيفة، وأن اللجنة الوطنية تعمل حاليا من أجل خلق قيمة اجتماعية ومالية رفيعة للمعلمين من خلال كلية المعلمين الجديدة، وهي أحد أهداف تطوير التعليم.

ومن جانب آخر، شدد العلوي على ضرورة أن يتم تقييم الجامعات والمعاهد والمدارس من قبل جهة محايدة لا علاقة لها بوزارة التربية والتعليم أو وزارة العمل وتنشر تقاريرها عن تلك الجهات التعليمية عبر الانترنت والصحافة لإطلاع الرأي العام عليها ومن ثم الاختيار يكون بيدهم، مؤكدا على ضرورة أن يكون هناك تطوير لمواد الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم لرفع مستويات الطلبة في البحرين في هذه المجالات المهمة.

وأشار وزير العمل إلى وجود فرق أجنبية تعمل على إصلاح التعليم في البحرين وتدريب بحرينيين تسلم زمام الأمور في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن وفدا حكوميا رفيع المستوى زار عددا من الدول الأجنبية للإطلاع على تجاربهم في مجال إصلاح التعليم، وتم جلب خبراء منهم بعد أن وجد تقاربا بين أنظمتهم وأنظمة التعليم في البحرين لتطبيق خبراتهم والاستفادة منها في المشروع الإصلاحي.

وشدد العلوي من جديد على أن إصلاح التعليم والتدريب أمر يحتاج إلى الوقت، وذلك لأن مسيرة التعليم تمتد لسنوات طويلة وبالتالي لابد من الصبر من أجل الخروج بنتائج إيجابية ملموسة وواقعية تحاكي الوضع البحريني وقادرة على تحقيق الأهداف المرسومة له، من خلال تطبيق مشاريع إصلاح سوق العمل والتي تنقسم إلى إصلاح اقتصادي وإصلاح سوق العمل وإصلاح التعليم والتدريب.

وأشار العلوي لوجود مؤسسة أسترالية عريقة في مجال تقييم الجامعات تعمل مع وحدة مراجعة الجامعات بهيئة جودة التعليم لتقييم المؤسسات الجامعية في البحرين والاستفادة من خبراتها في هذا المجال، موضحا أنه من المتوقع أن تعرض نتائج تقييم الجامعات بعد عام تقريبا من العمل.

العلوي يفتتح معرض عالم المهن

ويتوقع زيارة 20 ألف زائر

افتتح وزير العمل مجيد العلوي برفقة وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة صباح أمس معرض المهن وسوق الوظائف الثامن والذي تنظمه الجمعية الأهلية لدعم الثقافة والتدريب المهني وعدد من المؤسسات والوزارات الحكومية، وذلك بمشاركة نحو 100 شركة ومؤسسة حكومية وأهلية.

وتوقع وزير العمل أن يشهد المعرض زيارة ما يربوا على 20 ألف زائر منهم طلبة في المرحلة الثانوية وباحثون عن عمل وأولياء أمور.

وشكر العلوي جميع العاملين من أجل إبراز المعرض الثامن، معتبرا إياه حالة فريدة من نوعها وتجربة بحرينية مميزة تحاول أن تساعد الطلبة في المرحلة الثانوية للتعرف على فرص المهن والعمل الموجودة في البلد وطريقة التقدم للوظيفة وجو العمل والمهن، وعالم المهن مختلف عن عالم الدراسة وهو يمكن أن يساعدهم في اختيار أفضل تخصص لتوجه له.

وقال العلوي إن «المعرض محاولة لاستشراف مستقبل المهن واحتياجات سوق العمل، والمعرض ليس سوقا للوظائف، على رغم وجود جناح خاص يعرض الوظائف، إلا أن فكرة المعرض ليست لتقديم الوظائف، بل توجيه طلاب المدارس وتعريفهم على متطلبات سوق العمل».

وأشار العلوي إلى أن التجربة السابقة لهذا المعرض كشفت عن الإقبال الشديد الذي يلقاه من قبل مختلف الفئات، مبينا أن الجو المعتدل هذه الأيام سيساهم في زيادة الإقبال على المعرض، بالإضافة إلى الحملة الإعلامية الكبيرة التي يقوم بها القائمون على المعرض، ولا أعتقد أن أقل من 20 ألفا سيزورون المعرض خلال الفترة المحددة له وهي ثلاثة أيام.

وأكد العلوي أن معرض الوظائف مفتوح لكل من يريد أن يستفيد سواء كان طالبا يسعى للحصول على فكرة جيده عن سوق العمل أو عاطلا عن العمل يبحث عن فرص عمل، أم من يعملون ويبحثون عن فرص أفضل لهم لتطوير قدراتهم وأجورهم وتتناسب ومؤهلاتهم.

ومن جانبه، أكد رئيس اللجنة المنظمة للمعرض عبدالإله القاسمي أن معرض الوظائف يقدم الكثير من الفرص، ويتيح فرصة للالتقاء بعدد من أصحاب العمل، للإطلاع بشكل مباشر على طبيعة الأعمال والمهن في تلك المؤسسات.

وبين القاسمي أن الهدف من المعرض هو استقطاب أكثر من 8500 طالب في المرحلة النهائية من الثانوية العامة وذلك لتعريفهم على احتياجات سوق العمل والتخصصات المرغوبة حاليا، مشيرا إلى أن الصندوق نسق مع وزارة التربية والتعليم من أجل نقل الطلبة من مدارسة وبواسطة حافلات سيوفرها المعرض لجميع المدارس من أجل زيارة المعرض والتعرف على ما به من وظائف وشركات في القطاع الخاص عموما.

وأوضح القاسمي أن المعرض يضم أيضا جناحا لعرض الوظائف للراغبين فيها وذلك من خلال التنسيق مع وزارة العمل على أن تكون الوظائف المعروضة ذات مردود مالي جيد لا يعزف عنها المواطنون، إذ تم التوافق مع الوزارة على انتقاء الشركات والوظائف التي تتناسب وأهداف المعرض.

وأكد القاسمي أن الشركات التي سجلت حاليا في المعرض أوجدت نوعا من التنوع في التخصصات والمجالات كالصناعة والتجارة والبيع بالتجزئة والسياحة والمعاهد والجامعات، وهو ما يخلق حالة من التنوع التي سيستفيد منها الطالب.

وأضاف القاسمي أن المعرض يوفر للجميع الفرصة الكبيرة للاستفادة منه وخصوصا الطلبة وكذلك العاطلون، كما أن المعرض سيكون فرصة لمن يبحث عن تحسين وضعه المعيشي، إذ لن يغلق في وجه العاملين بل ستكون لهم الفرصة للبحث عن وظائف جيدة تساعدهم في حياتهم.

وأشار القاسمي إلى أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في تطوير الموارد البشرية بمملكة البحرين، إذ قال: «بما أن المبادرات الحكومية هي من الأهمية بصورة أساسية في مجرى تطوير الموارد البشرية في البحرين، فإنه ليس من الإمكان تحقيق ذلك من دون تعاون القطاع الخاص».

وأكد القاسمي أن معرض المهن يتوافق ومتطلبات إصلاح سوق العمل واحتياجات القطاع الخاص، وذلك بدليل أن الشركات المساهمة طلب منها أن تساهم بمختصين وأن الشركات هي ممثلة سوق العمل وهي التي ستستقطب هؤلاء الطلبة والعاطلين في المراحل المقبلة، مشيرا إلى وجود مشاركات خارجية وخصوصا من قبل مؤسسات ومعاهد سويسرية.

وأشار القاسمي إلى أن ما افتقده المعرض هذا العام المؤسسات الخليجية التي كانت مساهمة من قبل في المعرض وذلك لإطلاع الطلبة على التجارب الخليجية ومقارنتها بالتجارب المحلية.

وبين القاسمي أن عالم المهن هو فعالية تقام كل عامين غير ربحية تنظم للمرة الثامنة تحت رعاية وزير العمل مجيد العلوي، و بمساندة ودعم من الجمعية الأهلية لدعم التعليم والتدريب. هذا، ويقام عالم المهن على أرض مركز البحرين الدولي للمعارض خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري