قال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في مقابلة صحافية ان أي محاولة من جانب أوروبا لتنصيب نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة ستكون «خطيرة ومخلة بالاستقرار»، معبرا بذلك عن تحد مباشر للآراء التي أبداها الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وحذر بلير، في المقابلة التي نشرتها صحيفة «فينانشيال تايمز» من التنافس الذي يمكن أن ينشأ في العالم المتعدد الأقطاب الذي يدعو إليه شيراك.
وفي المقابلة الشاملة سعى بلير أن يحافظ على احتمال دخول بريطانيا في منطقة العملة الأوروبية الموحدة «اليورو»، وقال «إنني لا أريد أن أرى العودة إلى وضع ترى فيه أوروبا أو أميركا مصلحة استراتيجية ضخمة لأي منهما تتعرض للخطر ولا نساعد بعضنا البعض»، مضيفا إن «أعتقد أن هناك اختلافا في الرؤية»، وذلك في إشارة واضحة إلى تصريحات أدلى بها شيراك حديثا.
وقال بلير «يرغب البعض فيما يسمى بالعالم المتعدد الأقطاب إذ توجد مراكز قوة مختلفة وأعتقد أن ذلك سيتطور بسرعة إلى مراكز قوة متنافسة، ويعتقد آخرون ذلك، وفكرتي هي أننا نحتاج إلى قوة قطب واحد تتضمن مشاركة استراتيجية بين أوروبا وأميركا».
وأضاف بلير قائلا ان الذين يخشون استراتيجية التفرد في أميركا يجب أن يعلموا أن أسرع طريقة لتحقيق ذلك هو إقامة قوة قطب منافس لأميركا.
وأكد بلير مجددا اعتقاده بأنه يجب على بريطانيا أن تشارك بكل طاقتها في أوروبا، محذرا من أن إبعاد بريطانيا لنفسها «عن التحالف الاستراتيجي الرئيسي على عتبة بابنا... سيكون بمثابة قطع أوصال أنفسنا كبلد»، رافضا أي فكرة «لمعاقبة» فرنسا بسبب معارضتها للحرب في العراق، مثلما دعت بعض الأصوات القوية للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة. و«إنني لست في الواقع مهتما بالحديث عن معاقبة الدول ولكنني أعتقد بأن هناك مشكلة يجب أن نحلها هنا بين أميركا وأوروبا وبداخل أوروبا نفسها بشأن موقف أوروبا إزاء التحالف عبر الأطلنطي»، معترفا بوجود صعوبات داخل حلف شمال الأطلنطي «الناتو». ونفى بلير تلميحات بأنه قد يرغب في التحرك ليكون رئيسا للاتحاد الأوروبي، وهو منصب لا يوجد حتى الآن.
لندن - أ ف بس
ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس نقلا عن وثائق عراقية عثر عليها في بغداد ان فرنسا كانت على اتصال مع أجهزة الاستخبارات العراقية أثناء اجتماع لمنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان «انديكت» في باريس في ابريل/نيسان العام 2000. وذكرت الصحيفة خصوصا رسالة للاستخبارات العراقية تحمل تاريخ 28 مارس/آذار جاء فيها «ان احد مصادرنا» التقى «مساعد المتحدث» باسم وزارة الخارجية الفرنسية «يقيم (المصدر) علاقات جيدة معه».
وأضافت الرسالة ان أي تأشيرة فرنسية لن تعطى لقادة المعارضة العراقية الذين يريدون حضور هذا الاجتماع الذي بدأ في 14 ابريل العام 2000 في فندق باريسي بحسب «تلغراف» التي تؤكد أنها عثرت على هذه الوثائق في وزارة الخارجية العراقية.
وأعلنت النائبة العمالية البريطانية آن كلويد التي ترأس «انديكت» لـ «ديلي تلغراف» مساء أمس الأول أنها ستطالب الحكومة الفرنسية بأن تعتذر من مثل هذا الموقف «الرهيب». وخصصت «ديلي تلغراف» أيضا لهذه المسألة افتتاحية تحت عنوان «أصدقاء فرنسا في العراق»
العدد 235 - الإثنين 28 أبريل 2003م الموافق 25 صفر 1424هـ