تعد «الجزيرة» الرائدة إعلاميا بين فضائيات الوطن العربي لشعبيتها الجماهيرية الواسعة وتغطيتها المباشرة الحية لحوادث وقضايا الأمة الآيلة للسقوط فضلا عن الشفافية التي انتهجتها في غالبية برامجها التي اعتادت الشعوب العربية متابعتها والتواصل معها. فهي بحق تستحق هذه الثقة والمكانة لدى الشارع العربي، الذي وجد أخيرا متنفسا لآلامه المكبوتة التي أمست هما ثقيلا يلقي بظلاله السوداوية ليهيمن على تلك النفوس المتعطشة المسلوبة الإرادة، التي تنتهك حقوقها في كل لحظة من دون رقيب أو عتيد سعيا إلى نحر الإنسانية جمعاء، لنبقى على الدوام خاضعين نرتدي قناع الرضا أو قل الاستسلام من دون أدنى مقاومة لرغبة الآخرين، ومن دون تمييز واضح بين ما هو مفروض علينا وبين ما يمكننا القيام به بسواعدنا الغضة الطرية.
ولدت هذه القناة المنفتحة فلاح الانفراج وأزيلت ضبابية الإعلام عن أعين المواطن العربي ليرى النور من جديد فباتت هذه القناة كابوسا مزعجا يقلق راحة أعداء البشر، فسعوا جاهدين من كل حدب وصوب وبكل ما أوتوا من قوة لاخماد أنفاسها اليانعة خوفا على عروشهم البالية من الزوال الذي هو آت يدك قصورهم متناسين حقيقة مرة غابت عن أذهانهم فهم من التراب وإلى التراب فاعتبروا يا أولي الألباب.
رسالة سلمان علي
العدد 252 - الخميس 15 مايو 2003م الموافق 13 ربيع الاول 1424هـ