السلام على الحسين
وعلى علي ابن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
جئت يا مولاي في هذا العام، أقف وأنا كلي خجل من جديد أمام نهرك المتدفق من العطاء في زمن الجفاف في البشرية، نهرك الذي كان لونه احمر من دماء نحرك وأنت تضحي لثباتك على مبدأ باعه الكثير في هذه الدنيا، جئت يا مولاي هذا العام وأنا احدث نفسي ماذا انتظر من موسم أبي الضيم الحسين بن علي عليه السلام في هذا العام حيث يصادف موسمه الأسبوع الثالث من العام الجديد.
وقفت على أبواب موسمك يا سيدي ومولاي وعيوني تترقب هذا الموسم وما يجرك في الوطن من دماء ودموع ونشاط وشعر وسواد يلف الوطن، ونتساءل يا مولاي كيف أرادوا لشمسك أن تأفل ولم تأفل لغاية اليوم؟ أرادوا قتل الحسين ابن علي عليه السلام لأنه لم يبايع يزيد ابن معاوية حيث قال الحسين باختصار عبارته التي هزت عرش الطاغية من تحته وجعلت الجنون يلف عقول قادة جيشه من أمثال عمر أبن سعد حتى وصلت المجزرة في كربلاء الطف لمهزلة تاريخية أراد أن يتنصل منها يزيد بادعائه أنه لا يعرف من أمر بسفك دم الحسين عليه السلام، ولكن هناك اصطدم بجدار منيع وهو خطاب السيدة زينب عليها السلام في مجلسه في الشام حيث انقلب السحر على الساحر.
على أبواب موسمك يا سيدي ومولاي يا أبا عبدالله أقف حائرا ولست أول المتحيرين، ما هذا النشاط الذي يلف المجتمع وما هذا العطاء في كل ميادين خدمتك يا سيدي يا أبا عبدالله، الشعراء بدا القلم يخدمك في أياديهم الرواديد يبحثون عن اللحن من أجل الإنشاد، المآتم ولجان تلك المآتم في مختلف أقطار العالم لديها استنفار من اجل تهيئة المكان والمقام لمن يريد حضور مجالس العزاء والبكاء على الحسين عليه السلام، أقف متحيرا وأنا أرى العالم وفي كل زواياه وبالذات في يوم العاشر من شهر محرم الحرام يكون متجهما حزينا وهو يرى هذه الملايين في كل العالم تبكي وتنعى الحسين عليه السلام، البحرين يلفها السواد وتتوحد كلها في معسكر الحسين عليه السلام، نقف متحيرين ونحن نتساءل عن هذه الحرارة لدمك الطاهر الذي سفك على يد (أشياء) يعز علينا أن تكون سببا في سفك دمك، أقف متحيرا وانا أرى بقاء ذكرك كل هذه السنوات تذكر بالحزن والألم ويذكر ذلك المعسكر بالبغض لأنه ليس سوى معسكر باطل.
يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله... على أبواب موسمك هذا العام نعاهدك على البقاء على هذه السيرة الطاهرة أن نتذكر دمك ونعتبر منه وليس نسكب العبرة عليه فقط متناسين إن هذا الدم ليس حكرا على طائفة دون أخرى أو عقيدة دون أخرى أو دين دون دين بل هو طريق الخلاص وطريق تقويم الاعوجاج في البشرية التي تعاني الأمرين الآن ولها أن تعتبر من ثورة الحسين عليه السلام في تغيير معطيات الواقع المرير التي كانت تمر به الأمة في ذلك العهد الأسود من تاريخها، نعاهدك يا أبا عبد الله أن تبقى لنا أنت المسار الأقرب لله عز وجل وتبقى السفينة الأسرع لبر النجاة، أن تبقى أنت الرمز الذي نتشرف بالخدمة في طريقه أن تبقى مثالنا للطريق نحو الله عز وجل وما أحلى طريقك يا مولاي وأنت تبذل في سبيل أعلاء كلمة الله عز وجل تبذل دمك ودم كل من يعز عليك من اجل إعلاء كلمة الله عز وجل، نعاهدك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله أن نكون بقدر اللفظ (لبيك يا حسين) فليس حماسنا في التلفظ بهذا اللفظ في هذا الموسم بقدر ما نحاول ان نعيش هذا اللفظ طريقة للعيش في حياتنا كلها ما شاء الله لنا العيش في هذه الحياة.
يا سيدي ومولاي يا أبا عبدالله... ندعو الله أن نعيش عمرنا في معسكرك ونكون لله اقرب من خلال الخدمة في أهداف ثورتك، لنأخذ من هذا الموسم بداية لنا في سبيل الرجوع لله وخدمة أهل البيت من خلال التخلق بخلقهم والعمل على إصلاح الذات لضمان البقاء في أجواء معسكر الحق ولنتذكر جميعا الحسين يعلمنا من خلال الدموع في محرم ومن خلال الدماء أيضا لنأخذ ثورة الحسين كاملة ولا نركز على القشور فقط.
حسين رمضان
العدد 1597 - الجمعة 19 يناير 2007م الموافق 29 ذي الحجة 1427هـ
:(
جزاكم الله خيرا في ميزان حسناتكم