«طلبت يا فلان... تم»... تلك واحدة من عوائد العرب الباقية، فما إن يطلب أحدهم شيئا من الآخر حتى يبدي إجابته حتى قبل أن يعرف ما هي حاجته، وخصوصا عندما ينطق بهذه الكلمة السحرية.
وأنا هنا أطلب من محافظنا... محافظ المحرق سلمان بن هندي، الذي تعتبر قرية الدير من ضمن مسئولياته بحكم انضوائها تحت حدود محافظة المحرق، وأقول نيابة عن الكثير من أهالي الدير... طلبتك يا محافظنا أن تشمل الدير بقرارك الذي حفظت به المحرق من الطامعين والعابثين بأرزاق العباد وبيوتهم.
طلبتك أن تتمتع الدير بحمايتك بعد أن عجزت حكوماتنا العتيدة طوال ثلاثين سنة ماضية عن حماية تاريخها العريق وسواحلها الجميلة... فمن سرق سواحلها وطمرها وضمها إلى بعض أملاكه، ومن نالها منحة ودفنها وباعها بأغلى الأسعار على أبناء الدير وغيرهم، فإن عجز الديريون عن الدفع فهناك غيرهم يستطيع الدفع مهما علا السعر، وكبرت المساحة لذلك فلم يوجد من يحمي أبناء الدير من أطماع البعض وقسوة الاقتصاد الحر الجائر.
فما إن سمعنا بقرارك التاريخي الغيور على المحرق وأهلها حتى استبشرنا خيرا.
نحن كما أبناء المحرق أبناؤك، فهل ستحن على الدير وتضمها إلى المحرق كي تنال شيئا من الحماية علها تحافظ على شيء من تاريخها وماضيها العتيد؟!
وبما أن الكلام عن الدير... فلا يحلو إلا بذكر جزيرتها المغمورة المسماة «خصيفة» التي حولت إلى قاعدة أو موقع عسكري أصبح نشازا، بعد أن أحاطت به بيوت الساكنين وفلل الديراويين، فدخلت الدير موسوعة غينس باحتوائها على موقع عسكري يزاحم الناس في مسكنهم وطرقهم اليومية من دون أن نجد أي سبب لوجود هذا الموقع العسكري وهو ليس مركز شرطة عاديا؟!
لذلك أقترح على المحافظ أن يكون أول قراراته للحفاظ على الدير وتاريخها أن يوقف الاستغلال السيئ لجزيرة «خصيفة»، وأن يردها إلى حيث كانت، ملجأ للبحارة في طريق صيدهم وملجأ للراحة والاستجمام، وأن يحولها إلى موقع شعبي سياحي يستمتع به الناس ويتذكرون شيئا من ماضيهم الجميل مع هذه الجزيرة التي شيبها العمران من حولها ومكوث العسكر على ظهرها.
زكريا العشيري
العدد 1597 - الجمعة 19 يناير 2007م الموافق 29 ذي الحجة 1427هـ