هي واقع ترسمه ملامح الأيام ومجريات الحوادث ومطالب التغيير لتصوغ لنا طريقين يجتمعان ويفترقان في الزمان والمكان ذاتهما في مملكة البحرين. أصحابه أهل الأرض، المتكون منهم كل الشعب، الوزير والمدير، المسئول والمسئول الآخر، من شخوص الشعب نفسه، أنا وأنت تتكون لنا البحرين! أسمينا الأولى بحريننا والأخرى بحرينهم! فبحريننا رسمها لنا ملكنا وصورها لنا على أنها بلد التفكير والإبداع والمكاشفة والتطوير... وبحرينهم صم، بكم، عمي، لا تقرأ ولا تكتب ولا تقترح ولا تطور!

بحريننا الميزان فيها العدل والغلبة للمبدعين والتقاضي فيها للمسئول أيا كان... وبحرينهم الميزان فيها للأهواء والغلبة فيها للواسطة ولا وألف لا للتظلم، فالتقاضي فيها للجلاد!

بحريننا فيها الوحدة الوطنية واحترام الديانات والمعتقدات، وبحرينهم فيها الفرق والخلافات الطائفية والفرق المذهبية! بحريننا فيها الرأي والرأي الآخر وبناء التكامل فيها مسئولية الجميع... وبحرينهم التكامل فيها مسئولية الرأي الواحد حتى ولو كان في ذلك دمار الجميع أو على حساب المصلحة العامة للبلاد!

بحريننا بمليكنا يمكن الوصول بها إلى المدينة الفاضلة بمشاركة الجميع، وبحرينهم لا يهمهم سوى صعود بعضهم على بعض وحب النفس والظهور. في بحريننا الكاتب نفسه مصونة، وكلمته مكفولة من جلالة الملك... وفي بحرينهم الكلمة أسيرة والكاتب محارب في رزقه ومدان في نطقه. في بحريننا الكل يعمل للتغيير والتطوير خطوة بخطوة استجابة لنداء جلالة الملك من دون النظر إلى المناصب... في بحرينهم الكل جامد ويترقب ويخاف على مصلحته وتطاير الكراسي من رياح التغيير.

فكانت بحريننا كما أرادها الملك وكانت بمثل ما أراد جلالته تتطور وتزدهر يوما بعد يوم، وبحرينهم كانت كما أرادوا ظلت بحرينهم تتردى يوما بعد يوم ولكن بحريننا وبحرينهم على رغم ائتلافهم واختلافهم فإنه بكل أسف الجميع يعيشون في البحرين! فبارك الله في ملكنا وكان الله في عون ملكهم! ولربما يسأل سائل أوليس ملك البلاد واحدا؟! أقول: نعم، ولكن لو كان ملكهم لاستجابوا لندائه... ولكن ملكهم هو حب الذات... فهل بعد حب الذات يبقى لهم ملك؟!

عارف الجسمي