العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ

لا حساسية مع أي موكب ونفضّل دورا علمائيا لتأليف القلوب

«مآتم العجم» تسمية لا نخجل منها... سيدأمير الموسوي:

الوسط - محمد المخلوق، عبدالله الميرزا 

25 يناير 2007

صوته الحاد ونبراته الجهورية الجميلة، جعلت منه «آهنكران البحرين» كما يحلو للبعض تسميته. يتميز بالأخلاق والتواضع، على رغم ما يثار حوله من اتهامات بمواقفه المتشددة في طرح بعض المسائل المثيرة من خلال موكب العزاء. «الوسط» حاولت أن تنفذ إلى الرادود الحسيني الفارسي/ العربي سيدأمير الموسوي من جهات لم تتطرّق إليها الصحافة إلاّ لماما... عن مآتم العجم في المنامة وعنه شخصيا.

من مواليد المنامة العام 1964، بداياته الأولى بعمر 12-13 سنة، ورسميا في العام 1978 في موكب مأتم المشبر الذي تتولى عائلته أمور الخدمة بحسب الأعراف الجارية. وهنا يبدأ اللقاء.

بداية... هل تمانعون من تسمية «مآتم العجم»؟

- لا مانع من ذلك، لأنها واقع لا يُخجل ولا يُحرج.

لكل رادود شاعر يكتب له، فمن هو شاعرك؟

- استفدت بشكل مباشر من الألحان والقصائد الفارسية الخالدة لآهنكران وغيره، فالقصائد لا تكتب لشخص محدّد بل هي متاحة للجميع، وما على الرادود إلاّ أن يجد طريقة أداء تعجبه. أما القصائد الفصحى فلعدم خبرتي كنت أستعين بالموجود في الكتب كـ «بحار الأنوار»، وأنشدها بألحان فارسية.

أتجد نفسك مجيدا في الشعر العربي؟

- لأن العربية أصعب لغة، فإنني أجد نفسي متفاعلا أكثر مع الفارسية، وأنا أراعي في المواكب الأخرى الإلقاء بالعربية.

هل تختلف بُنية القصيدة الفارسية عنها في العربية؟

- القصائد الفارسية في المواكب نوعان: حزينة تذكر المصيبة، أو حماسية تطرح قضايا معينة. أما الأطوار الفارسية فتختلف بين المدن الإيرانية نفسها، أما الأوزان فمتعددة بهدف الحفاظ على انتباه المعزّي، ونادرا ما تزيد أوزان القصيدة الفارسية لتصل إلى 3 أوزان تتكرر كفقرات. وأخيرا ومع تطور الأطوار وتنوّعها صارت الأطوار الفارسية عندهم ممزوجة. أشير هنا إلى أن كثيرا من رواديد البحرين استفادوا من القصائد الفارسية سواء على مستوى الصورة أو اللحن والطور، وهي قضية عادية جدا، فالحسين (ع) قضية عموما يتفاعل معها الجميع.

هل جرّبت كتابة الشعر؟

- أكتب شعرا بالفارسية للألحان التي لا أجد قصائد لها، أو قد تدفعني الرغبة لذلك، أما بالعربية فهناك بعض الإخوة أتعامل معهم مثل الشاعر علي غريب والرادود الشاعر غازي العابد، وكتبت قصيدة عربية واحدة في السجن وألقيتها في وفاة الإمام الرضا (ع).

ألا تعاني مآتم العجم في البحرين من نقص في الرواديد؟

- حاليا ليس هناك نقص، دون أن يعني ذلك عدم وجود مفاضلة بينهم، وهناك شباب لم يفسح المجال لهم للمشاركة إلى الآن، فلربما برزت طاقات مكنونة ومبدعة.

أين أنت من سوق الإصدارات، وإلى ما يؤشر نقص المنتج والمبيع؟

- إذا عنيت الاستوديو فإنني أنتجت بين 6 و7 أشرطة، اثنان بالعربية، والبقية فيها قصائد عربية، هذا الرقم الذي تجده قليلا يعود إلى أن أمرين، أحدهما أن وقتي لا يسمح بالتفرغ للإعداد، والثاني أني متشدد فيما أنتج، فلا أقبل إلاّ بما اقتنع به شخصيا. وهذه السنة أصدرت «رجال الله» وهو عبارة عن نشيد للمقاومة، وقبل أيام صدر شريط «نوايا عرش» (أي صرخة العرش)، وفيه قصيدة بالعربية و7 بالفارسية.

ألم تجرّب أن تكوّن ثنائيا بالعربية والفارسية؟

- جرّبت مع مهدي سهوان والشيخ الأكرف، وكانت لي قصيدة مشتركة (عربي فارسي) في شريط مع الرادود محمد منصور.

هل استثمرت الطور البحراني في الموكب؟

- جرّبت العراقي بقصيدة «وليدي ياعبدالله شلون» مع مقاطع أخرى، وأنا لا أحب أداء شيء لست قادرا على إتقانه لهجة وأداء.

بمن أعجبت من رواديد البحرين، وبمن تأثرت؟

- هناك رواديد جيدون، وأنا أسمع لمن أرغب في سماعه ولا أحب ذكر أحد كيلا أنقص من حق البقية، أما عن تأثري فقد تأثرت بالأكرف تحديدا واستفدت من أسلوبه في التشكيل بين الأطوار المختلفة وحاولت تجريب ذلك أحيانا، كذلك أعجبني طرحه للمسائل بشكل مفهوم وبمضمون قوي. أيضا استفدت من كلمات غازي العابد وغيره ممن تعاملت معهم. أما فارسيا فتأثرت بالكثيرين بداية مشواري كالمداح الإيراني آهنكران، وأخيرا تأثرت بأحمد واعظي وأخيه عباس ذي النغمة المميزة.

ألا يفترض أن يحمل مأتم العجم الكبير راية توحيد مآتم العجم؟

- قبل نحو 4 سنوات طرحت فكرة تشكيل لجنة مشتركة بين مآتم العجم إلا أنها لم تتم، وحاليا هناك اتصالات مباشرة أخوية تبشر بخير إلاّ أنها لم تصل لمستوى تشكيل لجنة. الأمر يصعب حاليا لتفكير البعض في أن له خصوصيات لا يستطيع التنازل عنها، إلا أنه أخيرا بدأ الجميع يدرك ضرورة الالتزام بالمشتركات، والعجم الكبير يحاول القيام بدوره.

في ضوء نقص الخطباء العجم، ألم تفكّر في أن تصبح خطيبا؟

- فعلا هناك نقص وهي حقيقة، ولكن أن أصبح خطيبا فتلك مسئولية. هناك كوادر بالبحرين، ولكن إقبال الناس له دور في إنجاح التجارب الوليدة.

يقال إنك تنشد بالإيرانية الفصحى، فهل يفهم الجمهور لما تقوله؟

- صحيح أن أكثر العجم لا يتقنون قواعد الفارسية وبعض مفرداتها، ولكنهم يفهمون المعنى الإجمالي، وأنا أكتب بالفصحى والعامية، إلاّ أن الفصحى أكثر.

هل هناك من يعقد عليه الأمل في مسك زمام مواكب العجم مستقبلا؟

- هناك مجموعة لها دور كعبدالجليل أبوالقاسم وداوود سلمان، وهناك الناشئ حسين حاجي ومصطفى الموسوي الذي لقي استقبالا جيدا من الجمهور، وآخرون في بقية المواكب الذين قد لا أعرف عنهم.

يلاحظ أن مشاركات مآتم العجم تتركز في بقع جغرافية محددة...

- مثل كل المناطق قد لا تحبّذ بعض المواكب المشاركة في مناطق أخرى، إلاّ أنه حصلت مشاركة العام الماضي في عزاء مدينة حمد وقد أنشدنا بالعربية رعاية للجو العام، كما أن موكبا من المحرق يشارك سنويا في الديه.

وهل شاركتم كموكب مع مأتم غير العجم؟

- بالنسبة إليّ فقد شاركت في كثير من المواكب البحرينية لعدة مرات، وشاركنا كموكب مشترك مع حجي عباس وكنا ننشد بالعربية رعاية للجمهور، على رغم أن المعزين البحرينيين كانوا يطلبون منا قصائد فارسية. ما يتميز به معزو المواكب الأخرى أنهم ينظمون اللطمة مع اللحن بشكل متناسق، فيما لاتزال مآتم العجم محافظة على النمط القديم وعلى الرادود التعامل مع لطمة الموكب بأدائه.

يقال إن الشعر الفارسي يمتاز بروعة التصوير والذوق الشعري...

- من المهم معرفة أن كتابة القصيدة سعيا وراء البلاغة يجعلها فاقدة الإحساس، المهم هو الذوق الشعري الذي تمتاز به الفارسية التي لها إرث حضاري ومخيلة واسعة، أعطيك مثالا، يقول الشاعر الفارسي: «شمر جون بر سينه أي مولا نشيند، جبرئيلا بركشا زهرا نبيند»، ومعناه: «صعد الشمر على صدر الحسين... رفرف بجناحك يا جبرائيل لكيلا ترى الزهراء هذا المنظر». إنها ثقافة غنية، العربية مصدرها القرآن وهي قوية، أما ما نغبط عليه فهو الإحساس والذوق المعتمد على الشاعر نفسه، وكثير مما ينشد في المواكب له قصص وحكايات.

يحلو للبعض تسمية موكب المشبر بـ «بن سلوم العجم»، ما تعليقك؟

- أولا أتحفظ على تسمية «بن سلوم العجم»، موكبنا آخر المواكب لذلك يلتحق به الكثيرون، والحضور الجيد بفضل الإخوة.

تتهم بطرح أفكار مثيرة للجدل في الموكب، بماذا ترد؟

- أولا نحن نطرح الفكر الذي نرى أنه يمثل عقيدتنا، من غير أن نحارب أحدا أو نجامله. وثانيا القصائد موجودة، والحكم لابد أن يصدر بعد التحقيق، موكبنا ليلة العاشر مثلا يستمر 5 ساعات وما أذكره لا يتعدى بضع دقائق، وليس فقط أمام مأتم معين، فأنا أبدا لا أقصد استثارة أحد، ويمكن الرجوع إلى القرص المدمج للتحقق.

ولكن تعلمون أن وضعكم حساس مع بعض المواكب في المنامة...

- نحن ليست لدينا حساسية مع أي موكب، صحيح أن هناك تجاوزات غير مسئولة من الطرفين وليس من طرف واحد ولا أريد الدخول في التفاصيل. أفضل أن يقوم العلماء بدورهم في مجال الإصلاح وتأليف القلوب، والعمل على الاجتماع بذوي التأثير ومن لهم كلمة مسموعة للجلوس والاتفاق، على أن ينفذ الكل ما يتم التوصل إليه، وليس من طرف واحد فحسب.

ما دوركم في الحفاظ على جو العفّة أثناء سير المواكب؟

- كل ما تطلبه منا الهيئة الأخلاقية فنحن جاهزون له وفق المتاح، الموكب ينبغي أن تكون له قدسيته الخاصة، أما بالنسبة ألى الطرح في الموكب فإني أؤثر معالجة القضية بشكل مغاير، فكثير من الرواديد أشبعوا الموضوع بشكل حاد ومستنفر، إلاّ أني وبحسب نصيحة بعض العلماء أعتمد التركيز على الجانب الإيجابي، فلربما تكون كلمة مختصرة أبلغ تأثيرا، مثلا نقول: «نشكر الأخوات اللاتي تعاونّ معنا للحفاظ على هيبة الموكب»، فهذا سيدعوهن للاحترام والإيجابية، من دون أن يعني ذلك أني لم أتناول القضية على مستوى الإيحاء في الكلمات.

العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً