فتى عظيم القدر والسجايا
مدخرا للبذل والفداء
من بز في النصرة في الرزايا
وأخلص النصح مع العطاء
وما دنا قط من الدنايا
ولا خطا يوما إلى الخطاء
فباسمه يقرن كل فضل
وتضرب الأمثال في الاخاء
فقم له، محتدم الحنايا
وقف بإجلال وفي انحناء
وأجزل التسليم والتحايا
في غاية التهذيب والحياء
والله وفاه بما حباه
وخصه بأعظم الجزاء
أبدله عن ساعديه جنحا
يعرج كالأملاك في العلياء
كعمه حين قضى شهيدا
محاميا عن شرف اللواء
فأخبر النبي عنه بشرى
بأنه يطير في السماء
فيومه في كربلاء أضحى
ممجدا كمجد كربلاء
مخلدا حين فدى وضحى
وحين واسى الآل بالدماء
وحين لبى يومها نداء
أصدق ما وعاه من نداء
يا ساقي العطشى، أيا مكنى
بكنية الفضل وبالإباء
إن جلت في خاطرنا انتشينا
بقصة الإخلاص والولاء
ما بال عينيك ،ألم تصابا؟
من صوب السهم من الرماء؟
وأي جان وقح تصدى
لتلكما العينين بالإدماء؟
وتلكما اليدان من براها
لأنها تحمل بعض الماء؟
قد نلته في جلد وبأس
مجدلا عساكر الأعداء
ولم تنل يا لهف نفسي شيئا
منه برغم حرقة الأحشاء
وصلت والقربة في الثنايا
لتوصل الماء إلى الخباء
وقد أهابت صرخة الحيارى
من آل بيت الله في البيداء
وحجة الله وقد توالت
عليه أصناف من البلاء
حيث بدا بين العدا وحيدا
مجدل الأنصار في البوغاء
فانكشف القتام عن نصير
منقطع النظير في الوفاء
حين وفى بعهده ووفَََََََََََََََََََََََََى
بيومه المعد في السماء
واسى أخاه بدماه حتى
تعفر الإثنان في الدماء
معصومة المهدي
العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ