العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ

مشاعر العشاق وقبلات المحبين تهوي على اسم الحسين

(الحسين عبرة كل مؤمن.. ما ذكره إلا استعبر).. بهذه العبارة، أو ربما بصياغات أخرى مختلفة ترد الرواية في وصف محبي الحسين (ع) من المؤمنين الذين ما أن يذكر الحسين في مجالسهم ويقع هذا الاسم العظيم في مسامعهم حتى يبكوا عَبرة وعِبرة.

وتتعدد صور المحبة لتصل إلى حالة العشق، بين محب حاضر ،ومحبوب غائب... فهذه حالة إنسانية محضة يلتقي فيها كل البشر من ذوي الفطرة السوية السليمة. فحين تتجول العين في ذكرى عزيز أمام تذكار له أو صورة ؛فإن الموقف لا يكتمل إلا بالقبلة الصادقة، وحين ترد رسالة من عزيز فإن اليد والقبلة هي المستقبل الأول لتلك الرسالة، وهذا هو الحال مع عشاق أهل بيت النبوة والرسالة، حين يقبلون قضبان أضرحتهم الطاهرة أو حين يعبّرون عن الحب بتقبيل (راية قماشية رمزية)، وليس أدل على ذلك من تقبيل تربة الحسين، فهي ليست صنما، وإنما هي تذكار مقدّس من أرض طيبة مقدسة.

كتبت بضع عبارات متواضعة، أمام قطعة من قماش أحمر بلون العطاء المحمدي الحسيني، جاءت من ضريح سيد الشهداء في كربلاء، واستقبلها الناس في مأتم أبوصيبع بالقبلات فقلت:

تعاتبنـي جراحاتي

حين يشـتد الحنين

فترحل في عذاباتي

أمنيات العاشـــقين

وتحرم عند ميقاتي

بإحـرام الفاتــحين

وتشهد فتحي الآتي

من فتوحات الحـسين

كانت تلك الراية الحمراء، القادمة من كربلاء، والتي أحضرها أحد أفراد عائلة لطف الله، تستقبل بالقبلات الصادقة، وهذه الحالة كما يصفها الخطيب الحسيني الملهم الشيخ عبدالمحسن الجمري أنها أرقى صور البقاء على العهد في السير على نهج بيت النبوة صلوات الله عليهم، تثير حالة من السعادة ممزوجة بلوعة المصاب وبهاء عظمة الفداء والتضحيات لدين الله على أرض كربلاء.

وفي السنوات الماضية، كانت هدايا كربلاء الثمينة ترد إلى البحرين، وهي بالرغم من بساطتها التي لا تتعدى كونها قطعة قماش تشرفت بنفحات الضريح الطاهر، إلاّ أنها عظيمة في رمزيتها وفي مهابتها التي تجمع الصغار والكبار يسلمون على الحسين، وأصحاب الحسين، وسبايا الحسين، ويمطرون قطعة القماش بالقبلات والدموع والنحيب الذي يكشف سر العشق لمعشوق وهب دمه الطاهر لإعلاء كلمة الله جل وعلا.

العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً