شارك نحو مليون ونصف المليون من العراقيين أمس في إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي (ع) في كربلاء وسط تشديد للإجراءات الأمنية داخل المدينة وحولها.وقال المحافظ عقيل الخزعلي :«بلغت أعداد الزائرين صباح اليوم (أمس) مليون ونصف المليون زائر» مضيفا ان «الزوار يؤدون شعائرهم بشكل جيد ومريح ولم يعكر صفوهم أي حدث».
ويصل الكثير من زوار العتبات مشيا على الإقدام لاسيما من المحافظات الوسطى والجنوبية. ولكربلاء ثلاثة مداخل تشهد ازدحاما هي مدخل بغداد شمالا وبابل شرقا والنجف جنوبا.
وكان الآلاف من الزوار أحيا الليلة قبل الماضية في مقامي الإمام الحسين (ع) وأخيه غير الشقيق أبا الفضل العباس (ع) في حين افترش آخرون الأرض وسط الباحة الواسعة ما بين الحرمين استذكارا للواقعة بحيث بقي الإمام آنذاك ساهرا حتى مقتله.
من جانب آخر، اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة مع صحيفة «الحياة» إن بغداد غير مقيدة في تطبيق خطة الرئيس الأميركي جورج بوش في علاقات العراق مع الدول المجاورة وقال إن :»هناك بعض الفصول في إستراتيجية بوش تخص أميركا وعلاقاتها في المنطقة ومع دول الجوار، وبالنسبة إلينا فإن دستورنا وسياستنا وتاريخنا... تفرض علينا سياسة حسن الجوار بكل جدية وصراحة». وأضاف «لذلك فإن موقف الأميركيين في هذا الجانب غير مقيد للحكومة العراقية في علاقاتها مع سورية أو إيران أو تركيا أو السعودية».
وبشأن الخطة الأمنية الجديدة ، أكد المالكي أن الخطة «ستكون منعطفا كبيرا في عمل الحكومة، خلال الأشهر القليلة المقبلة». وأضاف أن الحكومة «لن تترك ملاذا آمنا للإرهابيين».وإن عملية تطهير واسعة في صفوف الجيش والشرطة «أسفرت عن إقالة الآلاف منهم في الشهور الماضية وستستمر لحين تطهير هذه الأجهزة من الاختراقات».
إلى ذلك، قال عضو مجلس النواب عن النجف قيس العامري إن مجموعة «جند السماء» كانت تخطط لاقتحام مدينتي النجف وكربلاء. وإن «المعلومات التي تم الحصول عليها تؤكد أن هذه المجموعة غير منتمية إلى التيار الصدري وغير معلن عن فكرها بصورة علنية إنما قامت على أساس استدراج بعض العناصر للقيام بعمليات تخريبية في العراق».
وأكد العامري مقتل زعيم الجماعة المدعو علي بن علي ابن أبي طالب خلال المواجهات و أنه تم توثيقها بالصوت والصورة وسينشر لاحقا تفاصيل هذه العملية بكل دقة ووضوح.
وكان التلفزيون العراقي نقل عن الناطق باسم وزارة الدفاع قوله إن حصيلة اشتباكات منطقة الزركة بالقرب من مدينة النجف التي أعلن عن انتهائها أمس الأول بلغت 263 قتيل و210 جريحا و392 معتقلا كانوا متحصنين في خنادق تحت الأرض.
ميدانيا، قالت الشرطة العراقية أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه في حي دور مندلي بمنطقة بلدروز شمالي شرقي مدينة بعقوبة مستهدفا مواكب حسينية مقامة لمناسبة ذكرى عاشوراء أسفر عن مقتل 23 شخصا وإصابة 57 بجروح. وفي مدينة خانقين قتل 12 عراقيا واصيب 33 آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدف المعزين.
من جانبه، أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده في محافظة الأنبار ما يرفع عدد القتلى في صفوف الجيش إلى 3074 جندي منذ غزو العراق.
العدد 1608 - الثلثاء 30 يناير 2007م الموافق 11 محرم 1428هـ