كشف فرز الصندوق الأول (من أصل 5 صناديق) في انتخابات نقابة العاملين بشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) عن سيطرة «الكتلة العمالية» بقيادة رئيس النقابة علي البنعلي.
ووفقا للجنة المشرفة على الانتخابات فإن عدد الأصوات الصحيحة في الصندوق الأول كانت 609 بطاقات مقابل 29 باطلة، حصلت الكتلة العمالية منها على نسبة تتراوح ما بين 50 و60 في المئة. ومن المقرر أن يستمر اليوم (الجمعة) فرز الصناديق الأربعة الباقية.
ولوحظ تأخر عملية الفرز 3 ساعات بسبب خلافات حادة بين الكتل المتصارعة، حيث بدأ الخلاف بمطالبة الكتل بوجود ممثلين لهم كمراقبين لعملية الفرز، قبل أن توافق لجنة الانتخابات على الطلب، ليبدأ بعدها خلاف ثانٍ تَمثّلَ في ترشيح كتلة «التغيير» رئيس النقابة السابق إبراهيم الدمستاني لتمثيلها في مراقبة عملية الفرز، الأمر الذي رفضته الكتلة العمالية بشدة.
الوسط - هاني الفردان
بدأ الغبار ينجلي عن ساحة معركة انتخابات نقابة العاملين في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) وذلك بعد ثلاث جولات انتخابية شارك فيها المئات من العاملين لاختيار مجلس إدارة لنقابتهم في دورتها الثالثة، إذ شهدت قاعة التصويت في الشركة إقبالا كبيرا خلال الفترة الصباحية والتي تعد الفترة الأكبر حضورا نتيجة وجود أكثر من ألف عامل له حق التصويت في فترة زمنية واحده بالشركة.
واستغرقت عملية التصويت أكثر من 30 ساعة وذلك بعد أن بدأت في التاسعة من مساء يوم الأربعاء لتنتهي في الساعة الرابعة من مساء يوم أمس (الخميس)، في ظل صراع محموم بين الكتل التي رابطت أمام مقر الانتخابات للضغط نفسيا على الناخبين من أجل إنتخاب كتلهم.
وحتى لحظات كتابة هذا التقرير مازالت عملية فرز الأصوات مستمرة، ومن المتوقع أن تعلن النتائج صباح اليوم (الجمعة)، إذ شارك في عملية التصويت أكثر من 2500 ناخب لاختيار 15 عضوا يشكلون مجلس إدارة النقابة.
ومن جانب آخر، أجمع عدد كبير من المشاركين في الانتخابات والمراقبين على أنه لا قائمة ستسيطر على العملية الانتخابية، موعزين ذلك لقوة القوائم المتنافسة وتبادل الأدوار والسيطرة على مرافق الشركة بالإضافة إلى خبرتهم في العملية في ظل تزعم الكتل شخصيات كانت لها باعها الطويل في العملية النقابية داخل الشركة، إلا أن آخرين رأوا عكس ذلك، مشيرين إلى أن الأجواء العامة خلال الفترة الأولى للعملية الانتخابية كشفت عن إمكانية اكتساح قائمة للعملية الانتخابية على حساب القائمة الأخرى، وذلك اعتمادا على ما حدث من محاصصة علنية بين العمال إذ إن كل عامل كان يصوت لقائمة بذاتها.
ورأى المراقبون أن بعض المصوتين كانوا يحملون معهم قوائم انتخابية من أجل تسهيل عملية الاختيار وعملية التصويت في ظل العدد الكبير لمجلس الإدارة المراد اختياره والبالغ عدده 15 عضوا.
ومن جانبه، أكد الأمين المالي بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين حسن الماضي والذي كان مراقبا للعملية في فترها الأولى أن الأجواء الانتخابية كانت جميلة جدا، واصفا إياه بالحفل الرائع والمنظم.
وأشار الماضي إلى أن اللجنة المراقبة لم تسجل أية شكاوى من أي من المرشحين خلال تلك الفترة، في ظل غياب المخالفات والتنظيم الحضاري للانتخابات، والتزام جميع الإطراف بأدوارهم، مشيدا بدور المتطوعين الذين ساهموا كثيرا في تسهيل العملية، وخصوصا أن عددهم تجاوز 50 متطوعا وهو ما يعكس مدى حرص العمال في «ألبا» على إنجاح تجربة الانتخابات النقابية وإخراج نقابتهم بأفضل صوره. وقدر الماضي الإقبال في الفترة الأولى من الانتخابات بنحو 400 إلى 500 عامل من أصل 600 عامل في تلك الفترة يجب أن يكونوا متواجدين في الشركة، مبينا أنه بعد الانتهاء من عملية التصويت في الساعة الثانية عشرة أغلقت الصناديق بقفول خاصة بالاتحاد ولجنة الانتخابات، بحيث يصبح على كل صندوق أربعة قفول اثنان للاتحاد واثنان للجنة الانتخابات، لا يفتحان إلا من قبل الطرفين مع بدء الفترة الانتخابية الثانية.
وأكد الماضي أن الاتحاد قام بدوره أيضا بالتأكد من أن اللاصق الذي وضعه على منافذ الصندوق والمختومة بأختام الاتحاد لم تمس ولم تفتح لاستمرار العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات من أجل تأكيد نزاهة العملية وتبديد مخاوف الجميع من احتمالية وقوع أي تلاعب.
شهدت انتخابات نقابة العاملين بشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) مساء أمس تطورات متسارعة في اللحظات الأخيرة وقبل بدء عملية الفرز إذ أخرت تلك التطورات عملية الفرز 3 ساعات بسبب الخلافات الكثيرة بين الكتل المتصارعة على عضوية مجلس إدارة النقابات والحساسية الشديدة فيما بينها.
فيما كان الخلاف قد بدأ مبكرا بمطالبة الكتل بوجود ممثلين لهم كمراقبين لعملية الفرز رفضت لجنة الانتخابات ذلك ليقف الفريق المراقب والمشكّل من الاتحاد العام لنقابة عمال البحرين والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وجمعية الشفافية البحرينية ومع إصرار ضاهر عابدين على موقفه هدد الاتحاد العام بالانسحاب من العملية بعد إصرار الكتل على موقفها لترضخ اللجنة الانتخابية وتقبل بعد اجتماعات مع الفريق المراقب دامت نصف ساعة بقبول وجود ممثلين خلال عملية الفرز، إلا أن ذلك اصطدم أيضا بترشيح كتلة «التغيير» رئيس النقابة السابق إبراهيم الدمستاني لتمثيلها كمراقب خلال عملية الفرز، وهو الأمر الذي رفضته الكتلة العمالية بشدة ما أدى إلى ارتفاع الأصوات وتعالي الأيدي من مختلف الأطراف ولم تفلح وساطة الأمين العام للاتحاد لنقابة عمال البحرين السيدسلمان المحفوظ في التدخل وإقناع كتلة «التغيير» بالعدول عن موقفها إذ أصرّ المتحدث الرسمي باسم الكتلة جعفر الشمروخ على أن موقفهم صحيح وقانوني وأن من حق الكتلة ترشيح أي شخص يعمل في الشركة كمندوب لها وذلك ارتضاء لما أقرّ به المحفوظ بأنه من حق كل كتلة تمثيل من تراه مناسبا لها, وهو الأمر الذي ارتضته الكتلة العمالية ودعمت به المحفوظ ومن ثم تراجعت عنه عندما سمعت بتمثيل الدمستاني، معتبرة أن الدمستاني ليس عضوا في نقابة ألبا.
كما شهدت العملية موقفا آخر وهو عبارة عن احتجاج كبير قاده المتطوعون للعملية نتيجة تأخر عملية الفرز ما أدى إلى إرهاقهم جسديا ليحتجوا على طول الاجتماعات والمناقشات وعدم البدء في عملية الفرز مباشرة، وعادت الأجواء طبيعية بعد قرابة 3 ساعات من الاحتجاجات والمناقشات لتخضع الأطراف والكتل لتمثيل اثنين من كل كتلة لمراقبة عملية الفرز فيما رفضت كتلة «التغيير» ترشيح أي شخص سوى الدمستاني وهو الأمر الذي أدى إلى استبعاد مراقب تلك اللجنة، وبدأت عملية الفرز في الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة ومن المتوقع أن تشهد تأخرا وألا تظهر النتائج بشكلها الدقيق إلا في صباح اليوم.
وأبدت كتلة «التغيير» ملاحظاتها على لجنة الانتخابات إذ رأت أن اللجنة كانت تهدد دائما بطرد كل من يعترض أو يثير الفوضى من الكتل إلا أنها تغاضت عن الفوضى التي أحدثتها الكتلة العمالية عندما سمعت بتمثيل الدمستاني، كما رأت كتلة «التغيير» أنه ليس من حق المتطوعين في اللجنة المنظمة للانتخابات الاعتراض على أي قرارات أو التحدث مع المترشحين وهو عكس ما شهدته العملية إذ كان للمتطوعين تأثير في اتخاذ عملية القرارات نتيجة تهديدهم بالانسحاب وترك العملية والذهاب إلى منازلهم.
كما كان للأمين العام لاتحاد نقابة عمال البحرين دور كبير في حلحلة الوضع ووجود مخارج للأزمة التي كان يبدو عليها الانفعال أكثر من كونها أزمة قانونية والوصول إلى حلول أرضت البعض ولم ترضِ البعض الآخر إلا أنها كانت حلولا من أجل تسيير العملية.
عبر رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين محمود هاشم الكوهجي عن فخره بالانتخابات التي تجريها نقابة العاملين في الشركة، مؤكدا أن الإقبال الشديد على صناديق الاقتراع عكس وعي العامل في الشركة بأهمية العمل النقابي.
وقال الكوهجي الذي زار مقر الانتخابات ظهر أمس: «توقعت أن أجد ازدحاما شديدا، إلا أنني صدمت بالتنظيم الراقي والكبير وسلاسة العملية وسهولتها على رغم العدد الكبير للناخبين»، مشيرا إلى أن إدارة «ألبا» سعيدة بالنهج الديمقراطي وإفساح المجال لوجود مراقبين خارجيين في العملية الانتخابية لضمان نزاهة العملية الانتخابية. وأكد الكوهجي أن إدارة «ألبا» تتفهم مطالب الكتل وبرامجها الانتخابية التي تطرح جملة من المكاسب العمالية لتحسين أوضاع العمال، مبينا أن تلك المطالب مشروعة وطبيعية في ظل حموة العملية الإنتخابية.
وأشار رئيس مجلس إدارة بتلكو إلى أن تحسين أوضاع العامل في «ألبا» هدف الجميع سواء كانت إدارة أم نقابة، مضيفا أن إدارة الشركة ستستمع لتلك المقترحات وستبحثها مع النقابة الجديدة أيضا.
وقال الكوهجي: «ما نشهده من تطور في العملية الانتخابية جاء نتيجة تراكم خبرات وتعلم من أخطاء الماضي، وأن شركة «ألبا» دائما سباقة في هذا المجال ولها تاريخها العريق، وهو ما سيجعل شركات كثيرة تسير على نفس ما نسير عليه اآن»، مشيرا إلى أن العملية الانتخابية يجب أن يكون فيها غالب ومغلوب ولكن الفائز الأكبر هو جميع عمال الشركة. ومن جانبه، نفى الرئيس التنفيذي للشركة أحمد النعيمي وجود أي دعم من قبل الشركة لأي من الكتل، مشددا على أن الإدارة دعمت فقط اللجنة الانتخابية من أجل تسهيل العملية الانتخابية، وهي ترحب بكل من سيدخل في النقابة وستتعاون معه من أجل مصلحة عمال «ألبا».
وقال النعيمي: «جميع العمال لدى إدارة الشركة سواسية ولا فرق لدينا بين بحريني أو أجنبي ونعمل مع الجميع من أجل الجميع، إذ إن جميع العمال هم أساس شركة ألبا».
فيما رد مدير الموارد البشرية بالشركة الشيخ بدر الخليفة على سؤال أسباب انتقاد النقابة لتعامل الشركة معها، أن «جميع الانجازات التي تفتخر بها النقابة لم تتحقق إلا بتعاون جميع الأطراف، ولا يمكن لأي طرف سواء كانت الشركة أو النقابة من تحقيق الانجازات من دون الطرف الآخر».
اتضحت ملامح اللعبة الانتخابية مع الساعات الأخيرة من العملية الانتخابية، إذ بات الصراع الحقيقي في انتخابات نقابة «ألبا» بين تيارين كبيرين وهما تيار المنبر التقدمي الديمقراطي، والوفاق، وهو الصراع الذي استمر طوال الدورات الثلاث الماضية، إذ سيطرت القائمة الإسلامية في الدورة الأولى على الانتخابات ومن ثم على النقابة، لتسيطر القائمة العمالية المحسوبة على التقدميين في الدورة الثانية، وتبقى الدورة الثالثة مجهولة المصير. فيما أكد المتحدث باسم كتلة المستقبل والمحسوبة على تيار جمعية العمل الإسلامية (أمل) حسين الحلواجي أملهم الكبير في الدخول من خلال عدم سيطرة أي تكتل من التكتلين الكبيرين على النقابة ومن ثم توزع الأصوات وإمكانية دخولهم لمجلس إدارة النقابة للمرة الأولى.
كما تحمل كتلة التغيير نفس الآمال بشأن إمكانية دخولها وهي التي يمثلها ثلاثة مترشحين لمزاحمة الكبار على مقاعد النقابة، إلا أن المتحدث الرسمي باسم كتلة التغيير جعفر الشمروخ، أفصح عن دعمه المباشر لكتلة «العامل أولا». فيما رأى الحلواجي أن «المستقبل» تتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف الكتل وبالتالي لن يكون التأقلم صعبا عليهم من أي طرف يدخل مجلس الإدارة، مشيرا إلى أن صراع «العامل أولاُ» و»العمالية» واضح وخلافاتهم علنية مما يسهل عليهم المهمة لدخول النقابة،
- رفض أكثر من 20 بطاقة تصويت بسبب تجاوز العدد المحدد لاختيار المترشحين (15 مرشحا)، وإعطاءهم بطاقات أخرى لعدم إضاعة الفرصة عليهم.
- تنظيم انتخابات «ألبا» تفوقت على الانتخابات النيابية، وعدد الناخبين في الشركة تجاوزوا عدد الناخبين في الدوائر الرابعة والخامسة والسادسة في المحافظة الجنوبية.
- أكثر من 70 متطوعا لإدارة العملية الانتخابية، وإدارة الشركة تفرغهم عن العمل لدعم الانتخابات.
- منافسة مشحونة بين المترشحين خارج قاعة التصويت.
- عملية فرز الأصوات يدويا لتخوف البعض من التعلاب إلكترونيا.
- الانتخابات الأولى التي يعلن فيها عن وجود قوائم وكتل بشكل علني.
- رؤساء الكتل طالبوا بالسماح للناخبين بحمل القوائم معهم إلى قاعة التصويت، والمراقبون يرفضون ذلك
العدد 2247 - الخميس 30 أكتوبر 2008م الموافق 29 شوال 1429هـ