العدد 1640 - السبت 03 مارس 2007م الموافق 13 صفر 1428هـ

كريمات الشعر غير الأصلية تنتشر في جميع المحلات

مع انتشار قصات الشعر الغربية

شاب في مقتبل العمر ربما هو في بداية العشرين أو ربما في منتصفها يحاول أن يبدو وسيما في ظل الظروف التي يعيشها غالبية شباب البحرين من إلغاء برلمان الشباب وتشطيب الاستراتيجية الوطنية للشباب، تبدو عليه ملامح الفرح وهو ينظر في جميع الجوانب على رغم أنه ليس هناك ما يفرحه سوى منظره الذي يؤكد أن وراءه موعدا مهما وانه مستعد له منذ الخامسة فجرا.

ماهر محمد شاب في بداية العشرينات مهووس بمنظره إلى درجة الجنون لا يخرج من منزله إلا وهو بأحلى الملابس يتفنن في اختيار ملابسه في الصباح الباكر، يختار حذاءه بحذر، يلمعه بشكل براق كل صباح ومساء، والأكثر من ذلك لا يخرج من منزله إلا ويكسو شعره بجميع انواع كريمات الشعر حتى لو كان مشواره الخباز المجاور لمنزله فهو لا يستطيع أن يخرج من دون أن يقوم بتعديل شعره الذي قضى عليه الحلاق أكثر من نصف ساعة لعمل قصة شعر أميركية لمحاولة إرضائه.

هي ظاهرة كانت موجودة قبل عدة سنين بين الشباب إلا أن قليلا من شباب البحرين كانوا يستخدمونها فالبعض كان يستخدمها لتثبيت شعره أو لإعطاء شعره لمعانا أكثر، إلا أن الآن لم تقتصر هذه الظاهرة على فئة قليلة من الشباب إذ إن أكثر من 70 في المئة من شباب البحرين يستخدمون كريمات الشعر لا لشيء وإنما للزينة وخصوصا مع وجود قصات الشعر الغربية التي انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة إذ إن الشباب الآن يهتمون بزينتهم أكثر من الفتيات فإذا كانت الفتاه لا تستطيع الخروج من المنزل من دون الماكياج فالشاب لا يخرج من المنزل من دون كريم الشعر، إذ إن بعض الشباب أصبحوا يضعون كريمات الشعر في سيارتهم الخاصة حتى يعودوا لها في حال حدوث خلل في تسريحة شعرهم وهم في خارج المنزل ما جعل سيارات الشباب صالونات لا سيارات.

المشكلة لا تتوقف عند استخدام كريمات الشعر، بل ان المصيبة تصل إلى التقليد الذي اخترق جميع السلع والخدمات، الذي بدوره أيضا أصبح متأصلا في حياة جميع المواطنين وقد وصل التقليد إلى كريمات الشعر إذ إن كثيرا منها غير اصلية وتباع في المحلات التي تبيع السلع الرخيصة، بل حتى البرادات التي تبيع السلع الغذائية أصبحت تبيع هذه الكريمات التي تكون مستوردة من الهند في أكثر الأوقات.

وبحكم انتشار هذه الكريمات في البرادات وسهولة الحصول عليها بسبب رخص ثمنها الذي لا يتعدى دينارين أقبل الشباب عليها من دون علمهم بأن هذه الكريمات يمكن أن يكون لها ضرر أكبر من استخدام كريمات الشعر الأصلية إذ إن هذه المواد يمكن أن تؤدي إلى جفاف الشعر أو إصابته بقشرة فروة الرأس وخصوصا مع احتواء كريمات الشعر على مركبات تهيج فروة الرأس، إلى جانب أن بعض كريمات الشعر التي يستخدمها الشباب عموما والفتيات خصوصا يمكن أن تسبب تقصفا في الشعر.

كما تسبب بعض الكريمات خصوصا غير الأصلية تغيرا في ملمس الشعر وخصوصا لمستخدمي هذه المواد بكثرة.

وبحكم أن الجمال مطلوب في عصرنا إلا أن المحافظة على الصحة مطلوبة أكثر، لذلك على الشباب التأكد عند شراء هذه الكريمات حتى يتم تجنب حدوث أي آثار جانبية على فروة الرأس.

وعن حال محمد الذي أبدى تخوفا عند سماعه خبر انتشار الكريمات التجارية طالب بوضع رقابة على هذه الكريمات وخصوصا أن كثيرا من شباب البحرين يستخدمونها، في الوقت الذي أكد فيه أنه من المستحيل أن تكون هناك رقابة على كريمات الشعر، مشيرا إلى أن المواد الغذائية التي يستهلكها المواطنون بشكل يومي لا رقابة عليها فكيف على هذه المستخدمات.

العدد 1640 - السبت 03 مارس 2007م الموافق 13 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً