على العكس من الكثير من المآخذات والنقاط التي تأخذ على أهمية المرأة في حياة الرجل، وإلى أي مدى تكون للرجال أهمية في حياة المرأة، المرأة الأم والأخت والخالة والعمة والمربية والعاملة، وهل للرجل من الأهمية بمكان أن يستطيع أن يهمش شئون المرأة، المرأة التي تحمل اليوم صورة مقاربة لصورة الرجل في التعاطي مع الحياة العملية والأسرية.
مع عدد من الأزواج والمختصين توقفنا لنتعرف على مدى ما يمثله الرجل من أهمية في حياة المرأة.
يرى البعض على رغم القناعات السائدة في أعراف المجتمعات الإسلامية أنه لا يمكن أن يتخلى الرجل عن المرأة، وليس العكس!، وأن أهمية المرأة ودورها لا يمكن للرجل أن يشغله في جميع مراجل حياتها، هذا ما ذهبت إليه سلوى ياسين أم لثلاثة أبناء إذ قالت: «إننا النساء نشغل 45 % من وظائف الحياة الاجتماعية والعملية في الأسرة»، إلا إنها وعلى رغم قناعتها بهذه النسبة ترى أن «النساء لا يمكن أن يشغلوا وبشكل صحيح وظائفهم وشئونهم الحياتية من دون الرجال».
الرجل يحب المرأة الضعيفة ليقويها
صور وصور لتلائم الرجل والمرأة وطبيعة شئون ووظائف كل على حدة وخاصية خاصة لكل من الرجل والمرأة إلا أن الواقع يفرض عوامل تجعل من المرأة في مقام الرجل والعكس، وعلى رغم ذلك حين تعود المرأة والرجل تراهما يتحركان وفق خاصياتهما وطبائعهما على حدة، وهذا ما تؤكده البروفيسورة ماري موزايين من جامعة شيكاغو في تعليقها على سؤال عن أهمية الرجل في حياة المرأة «إن المرأة تحتاج إلى الرجل بصورة كبيرة، فهو يخرجها من النمط الذي تعيش فيه وتشعر بانتمائها إلى الإنسانية». وصورت الموقف أن «المرأة تحتاج إلى الرجل كاحتياج السمكة للدراجة الهوائية» أي حيث تطير بها لآفاق أرحب وأجمل.
ومن جهة أخرى، ينفي أحمد البنائي أنه يمكن أن تستغني المرأة عن الرجل ولو في أمور المنزل، إذ يقول: «المرأة تحتاج إلى من يقف معها ويحميها، لأنها خلقت ضعيفة وإن الرجل بطبعه قوي ويفرض حمايته على المرأة».
وأضاف البنائي «لا يمكن كذلك للرجال أن يعدوا أنفسهم أقوياء ويعملوا في كل أنواع العمل سواء بالمصانع أو بالمزارع أو بالمعامل أو في أعمال البناء والتعمير، فيما لا تستطيع المرأة ذلك، إذ اليوم قهرت هذه الفكرة فصارت المرأة محاذية للرجل في كل مكان، ولكن على الرجل والمرأة أن يعملا لأجل الحماية والوصاية على الأسرة وتوفير كل احتياجات العائلة وإسعادها». وعلى رغم هذه القناعات بمساندة ومحاذاة المرأة للرجل والعمل مع بعضهما بعضا لإسعاد الأسرة، لايزال الكثير من الرجال يرون أنهم لا يمكن أن تستغني عنهم النساء وكذلك ترى النساء أنهن ليس لهن كفء من الرجال.
إلا في هذه (حواء) تهتم بالرجل في بيت الزوجة الثانية
أكد علماء النفس في دراسة أجريت لعدد من النساء المتزوجات أن المرأة الأكثر عرضة للحالات النفسية وخصوصا الاكتئاب، هي الزوجة لأنها تمر بمجموعة من التغيرات الجسمية، والنفسية، وما يصاحب ذلك من أزمات وضعف، وفي المقابل تبرز قوة شخصية الرجل القوي المسيطر، إذ تلعب الثقافة والعادات دورا كبيرا في إعطاء الزوج هذه السلطة، خصوصا عندما يمارس سلطته في تنفيذ حقه الشرعي في الزواج من امرأة ثانية، وتصبح هذه الفكرة وسواسا، يوسوس في عقله، ويتم الحكم بتنفيذ الفكرة، وتصبح الزوجة الأولى ضحية، والثانية مهددة بالزواج عليها أيضا.
تعد المرأة في نظر علماء النفس أكثر غيرة من الرجل، والتي غالبا ما تعاني من مرض الغيرة، إذ الزوجة بطبيعتها تشعر بالغيرة الشديدة على زوجها حتى لو لم تكن في حياته امرأة أخرى، فكيف الحال بها عندما يتزوج عليها زوجها؟ لاشك في أن الغيرة تزداد عندها لدرجة جنونية، فهي تشك في كل شيء، وتبحث في كل جزء من جسمه حتى لبسه، ونوعية عطره.
الزوجة الثانية في دائرة النسيان
أما الزوجة الثانية، فإن أكثر ما يهددها القلق والخوف من قيام زوجها بالزواج عليها خصوصا أن له سابقة، فالضحية هي الزوجة الأولى والقلق الذي ينتابها يزداد في الليلة التي لا يوجد عندها، فهي تعيش حالا من الوساوس والظنون فتشك في تصرفات الزوجة الأولى وبأنها تقوم بالبحث لزوجها عن زوجة ثالثة له! انتقاما منها (الزوجة الثانية) وتطبق المثل القائل عليّ وعلى أعدائي!
وبالمقابل تعيش قلقا مزمنا، عندما تتخيل أن زوجها من الجائز وبمرور الأيام أن يرجع ويستقر مع الزوجة الأولى وتبقى هي في دائرة النسيان والإهمال! وقد ينطبق ذلك على شعور الزوجة الأولى.
يوم حار جدا
الصراع هو حيرة الفرد في اختيار هدف واحد ضمن هدفين يرغب في تحقيقهما وفي النهاية يختار وهو خائف من النتيجة.
ومن هذا المنطلق نجد أن الزوجة الأولى أو الثانية في صراع مع نفسها، في اختيارها للملابس التي تلبسها، هل تعجب زوجها وتلفت نظره وتجذبه، وتجعلها أمامه جميلة وجذابة، أو أن الزوجة الأخرى تلبس الأجمل والأفضل؟ ويعصفها الصراع النفسي والتوتر، في حال ما تشاهد الزوجة الأخرى في حفلة زواج بملابس عرس جميلة من أرقى الماركات والصناعة والنوعية، لتعيش الزوجة في صراعات قوية مصاحبة للقلق!
الأولى قديمة والجديدة جميلة
يعتقد كثير من الزوجات أن إرضاء الزوج بالموافقة على زواجه عليها سيجعلها أسعد إنسانة، لكن التجارب تؤكد عكس ذلك، فهي تعيش إحباطات متكررة بسبب عدم قدرة زوجها على تلبية طلباتها من كماليات ومصاريف سفر وشراء سيارة جميلة، فالزوج (وغالبا ما يكون من الطبقة المتوسطة وهي الغالبة في المجتمع) لا يستطيع بإمكاناته الوظيفية توفير كل ما تطلبه الزوجة الأولى، خصوصا أن بعضهم يحاول بكل ما يستطيع إرضاء الزوجة الثانية، فهي ما زالت جميلة وصغيرة ورشيقة ومتماسكة جسديا!
ويعتقد علماء الاجتماع أن من أقوى الإحباطات التي تعاني منها الزوجة هنا هو عدم قيام الزوج بتلبية متطلباتها الشرعية من وجوده ليلة عندها وليلة عند الأخرى، ما يؤدي إلى زيادة الحال النفسية للزوجة الأولى، وترديها لدى الزوجة الثانية، وقد تعاني من أعراض سيكوسوماتية كقرحة المعدة أو القولون العصبي أو الصداع النصفي المستمر، أو الروماتيزم، وآلام في الظهر والحرقة في المريء، وترجع أسباب هذه الأعراض إلى ازدياد القلق عندها والكبت المزمن والدائم لمشاعرها وعواطفها القوية وعادة تكون الزوجة الأولى أكثر عرضة لهذه الأعراض، إذ تلعب عوامل الحمل والولادة والرضاعة دورا كبيرا في التأثير فيها نفسيا وجسميا.
ليضل في نهاية الأمر الرجل الزوج هو العامل الأكبر الذي يمثل أعلى اهتمامات المرأة، بعد الإشارة إلى عدم قناعة المرأة الزوجة الأولى بفكرة الزوجة الثانية.
العدد 1646 - الجمعة 09 مارس 2007م الموافق 19 صفر 1428هـ