أكد علماء اجتماع أنه لا يمكن تغيير طبائع الإنسان بتغير شكله، جاء ذلك في استطلاع نشرته الشبكة الإسلامية بالإنترنت قبل أسبوع.
مصطلح جديد ظهر، وانتشر هذه الأيام، وهو «نيولوك» ويعنى المظهر الجديد، فهو يركز أول ما يركز على الشكل الخارجي وتغييره.
لكن نادرا ما يتطرق مصطلح الـ «نيولوك» إلى الأفعال والأعمال، إذ تستطيع المرأة، وكذلك الرجل عمل «نيولوك» لحياتهما ونظرتهما للحياة، وذلك بالنظر إلى الحياة من منظار جديد.
إن تجديد الشكل أمر مرغوب ومهم على أن يكون بطريقة إيجابية، ونحن نحتاج إلى «نيولوك» للروح أولا حتى تضفي بهاء وإشراقا ونورا على المظهر الخارجى.
ابتداع الممثلين
تقول مروة أحمد محمد: إن التغيير سمة أساسية في حياة الإنسان، فالإنسان يسعى بطبعه للتغيير في حياته، ومن ذلك مظهره، ودائما ما كان يعرف تغيير المظهر(بالموضة) التي تختلف من عام لآخر، لكن هذه الأيام ظهر اسم وأسلوب جديد للتغيير وهو ما يسمى (النيولوك)، وهو في الأساس من ابتداع الممثلين والفنانين، ويبدو أن هذا رغبة منهم في كسر الملل، وتجديد الشباب، كما يقولون، النيولوك لديهم يتمثل فى تغيير يطرأ عليهم في الشعر، لونه، وتسريحته، ولون البشرة، ونمط الملابس، وشباب هذه الأيام يقلد تقليدا أعمى، ويبحث عن شخصية جديدة له عن طريق «النيولوك» بالتغيير الظاهري فقط، ولا أدرى كيف يمكن أن يكون للتغيير الظاهري أثر كبير في الحياة؟
إن التغيير الداخلي هو الذي يدوم ويكون أكثر نفعا، وعلى هذا ينبغي النظر لمفهوم «النيولوك» بشكل مختلف بأن يكون التغيير مثلا في نمط الحياة، وأسلوب معاملة الناس.
أما سامية سيد فتنظر بشكل مغاير إذ ترى: «إن النيولوك انتشر بشكل كبير بين الفنانين والفنانات في الفترة الأخيرة، فهذا فنان تعدى الستين من عمره، وكأنه ابن العشرين في الشكل فقط بالطبع؛ لأن أعضاء الجسم لم يحدث لها تجديد، وعلى الإنسان أن يتمتع بكل مرحلة من مراحل حياته، وبما قدره الله له من طفولة وشباب وكهولة».
الحاجة إلى التجديد
ليس هذا فحسب، إذ أخذ «نيولوك» موجة كبيرة من الشباب إلى بحر غزير من العادات والطبائع التي انتهجها من خلال مبالغته في الطريقة التي ينتهجها للحصول على نيولوك أو مظهر جديد، وقد تصل الرغبة في التجديد للسعي للظهور بمظهر لافت للنظر بأية طريقة كانت حتى لو كان هذا المظهر يتنافى مع الذوق العام، أو مع تقاليد مجتمعاتهم، أو حتى مع تعاليم الدين.
تؤكد هبة صلاح على أن النيولوك ظاهرة منتشرة في هذه الأيام، وتهتم بالمظاهر الخارجية الشكلية للإنسان، ولهذا ينبغي سؤال علماء الدين أولا: هل هو حرام، أم حلال قبل قيام أي إنسان بتغيير شكله ومظهره.
وهنا تبرز أهمية الحذر والحكمة عند اختيار الجديد لتجنب ما قد يخلفه الانسياق الجامح وراء الجديد من تضاؤل الرصيد الذي يتمتع به الشخص من تقدير وإعجاب في نظر المحيطين به، كذلك عدم فقدانه للملامح المميزة لشخصيته، وهنا لابد من عمل توازن بين ما يرغب فيه الإنسان، وبين ما يجب أن يحققه من غايات سامية يسعد ببلوغها.
العدد 1646 - الجمعة 09 مارس 2007م الموافق 19 صفر 1428هـ